2 ديسمبر 2007 03:19
أنجز رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري تحضير عدد من المخارج الدستوريّة التي تسمح بانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً توافقياً للبنان، في الوقت الذي بدا فيه السجال السياسي الخفي مسيطراً على المداولات الفعلية للأقطاب المحليين والأطراف الخارجية، وبرزت مصر لاعباً بارزاً في هذا الملف·
وشككت مصادر مطلعة فيما يردده أقطاب في فريق الاكثرية عن التزامات قدمها سليمان الى القيادة المصرية خلال زيارته الى القاهرة ولقائه بالرئيس المصري حسني مبارك قبل مدة· وهي التزامات تتعلق بترك الحكومة بيد فريق 14 مارس والحصول على ضمانات من ''حزب الله'' بالسير في برنامج قوننة سلاحه ضمن برنامج يقوم على احترام لبنان تطبيق القرارات الدولية، إضافة إلى ضمان عدم انقسام الجيش وقدرته على مواجهة أي حالات تمرد أو أنشطة إرهابية ·
ولفتت المصادر الى أن الجانب المصري كان يعرض الفكرة كحل انتقالي، كأن يتولى سليمان الرئاسة لثلث أو نصف ولاية، ولكن النقاش توقف عند معارضة البطريرك الماروني نصر الله صفير تكريس مبدأ الولاية المقصرة للرئيس بعدما كرس سابقاً مبدأ الولاية الممددة لرئيس الجمهورية في لبنان، بينما اشترط سليمان ولاية رئاسية كاملة لقبوله بالمنصب·
وأجرى قائد الجيش اتصالاً بالعماد ميشال عون شاكراً له موقفه من دعم ترشيحه والإشادة به وبمواصفاته، لكن سليمان سأل عون عما إذا كان هناك إمكان لتوضيح القسم الآخر من حديثه عن ربط الترشيح بمبادرته، موضحاً أن أمر تحديد الولاية بفترة زمنية ليس بين يديه بل هو ملك القوى التي ستشكل الإجماع على التوافق، مما فسره عون بأن سليمان يطالبه بالتخلي عن مباردته وعدم ربط موقفه من ترشيحه بالعمل وفق هذه المبادرة·
في هذه الاثناء، واصل الرئيس بري مشاوراته ذات الطابع الدستوري لإيجاد المخرج المطلوب في حال توافر التوافق السياسي على قائد الجيش كمرشح توافقي، ويقول مقربون من بري: إنه وجد ضالته لدى بعض القانونيين والعارفين في الشأن الدستوري، وإنه ليست هناك عقبة حقيقية من هذه الناحية، لكن الأمر رهن التوافق الذي لم يكتمل بعدُ بسبب عدم الاتفاق على ''رزمة الحل'' في شأن ما بعد انتخاب رئيس جديد·
الى ذلك حملت حركة أمل التي يرأسها بري على الدور الاميركي، وتحديداً على السفير الاميركي في بيروت واصفة إياه ''بالمفوض السامي''· وجاء في بيان رسمي لها ''أن المفوض السامي سفير أميركا في لبنان جيفري فيلتمان أكد مرة جديدة تجاوزه القواعد الديبلوماسية المعمول بها وتدخله الفاضح في الشؤون الداخلية، معبراً عن انحيازه كطرف يلعب دور الفتنة بين المجموعات اللبنانية والتي منع تدخله اتفاقها لأكثر من مرة حول الاستحقاق الرئاسي· وأتت ندوته الفضائية البارحة لتؤكد هذا الأمر، وتصرفه كوصي ومفوض سام يرمي المسؤولية على المعارضة في عدم إجراء الانتخابات الرئاسية، مشيراً الى ''دورها وكأنه يجب أن يقوم على تأمين النصاب الواجب لانتخاب المرشح الذي يرضيه ومشروعه حتى ولو كان هذا الأمر ضد الدستور''· وتجمع مناصرو المعارضة اللبنانية أمس في وسط بيروت التجاري لاحياء ذكرى مرور عام على اعتصام المعارضة بهدف اسقاط حكومة فؤاد السنيورة، وتجمع مئات من الشبان والنساء في ساحة رياض الصلح المجاورة للسراي حيث مقر الحكومة، حاملين الأعلام اللبنانية وأعلام ''حزب الله'' وحركة ''امل'' وحليفهما ''التيار الوطني الحر''· واستهل التحرك بالنشيد الوطني اللبناني ورفعت لافتة كبيرة كتب عليها ''عام على الاعتصام''·
المصدر: بيروت