السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

فيديو.. حميم.. فتنة البر والبحر

فيديو.. حميم.. فتنة البر والبحر
13 مارس 2020 00:07

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

تجمع منطقة حميم بين فتنة الصحراء وصخب البحر، ما يمنح زوارها متعة خاصة، وقد أضحت الوجهة، الواقعة على بعد نحو 25 كيلو متراً من منطقة المصفح في أبوظبي، مثالية لعشاق زيارة الأماكن المفتوحة. ولا يكسر سكون ليل حميم إلا هدير الأمواج المتكسرة على شاطئه، وصوت طيور النورس التي تحلق فوقه باحثة عن طعامها، تخالطها ضحكات مرتاديه وأحاديثهم الصادرة من خيم نصبوها للاستمتاع بسحر المكان الآسر بعيداً عن صخب المدينة وضجيجها.
لمنطقة حميم عشاق من نوع خاص، ولا سيما أنها تجمع الاستمتاع بالبر والبحر معاً في مشهد سياحي تزيده معالم أبوظبي التي تظهر خلف المدى الأزرق جمالاً وجاذبية.

سحر الطبيعة
قال صائب علوان، الذي يزور منطقة حميم للمرة الأولى مع أسرته بعد أن سمع من أصدقائه عن أجوائها الرائعة، إنهم استمتعوا جدا بِمَا تتيحه هذه المنطقة الطبيعية من مناظر جميلة، ومساحات مفتوحة ورحابة تناسب القيام بأكثر من نشاط فأطفاله يتفاعلون مع الطبيعة بعيداً عن الشاشات، من خلال اللعب وممارسة هواية الصيد التي تعلم الصبر. وأضاف أن المنطقة مكان جيد للتخييم الليلي كونه آمناً، مشيراً إلى أنه يخطط للمبيت مع أسرته في المنطقة، خاصة أنه لاحظ أن المكان يعج بالخيام.
وقال علي الزعابي، الذي كان يستمتع بالمناظر الطبيعية برفقة زوجته وبناته، إنه يهرب من ضجيج المدينة وصخبها إلى هذا المكان الفسيح ليشعر بحرية وسعادة لا تحققهما له أماكن أخرى مهما توافرت فيها الخدمات الراقية، موضحاً أن «التماس مع الطبيعة يجعل مخيلة الأبناء خصبة، ويجعلهم يتعلمون أكثر ويقدرون ما تجود به بلادنا من خيرات وما تزخر به من تنوع بيئي».
وقالت أم عمير الشرياني، التي كانت تخيم مع أبنائها وأحفادها الذين يزيد عددهم على 20 فردا، إن العائلة اعتادت على البحث عن أماكن مميزة لاستكشاف طبيعة الإمارات والاستمتاع بها، على الرغم من أنهم يمتلكون مزارع إلا أنهم ومن أجل التغيير يبحثون عن أماكن جديدة. وأكدت أن هذا المكان له سحر خاص، ولا سيما أنه يجمع بين البحر والبر، لافتة إلى أن رحلات التخييم تقرِّب الأطفال من تراثهم وطريقة عيش الأجداد. وذكرت أن أفراد العائلة يجتمعون في حميم قادمين من العين وأبوظبي، ويقومون بإعداد الطعام على الحطب، إلى جانب الشاي والقهوة ما يضفي نكهة خاصة على الأكل، مؤكدة أن هذه الرحلات تزيد الترابط بين الأبناء والأحفاد، وتمنحهم فرصة الاحتكاك مع الطبيعة بدلاً من استنزاف أوقات فراغهم أمام الشاشات والألعاب الإلكترونية.

هواية الصيد
ولا يتيح المكان لزواره متعة التخييم والاستمتاع بالأجواء الليلية فقط بل يجود بما يختزنه بحره من أسماك، ومن متعة لهواة الصيد الذين يقصدونه، ولا يقتصر عشق الصيد على فئة محددة، وإنما امتد إلى الأطفال والأمهات والجدات، ومن هؤلاء سحر أسامة (61 عاماً)، التي أكدت أنها تشعر بحرية كبيرة في هذا المكان، حيث تستنشق هواء نقياً يملأ شرايينها، ويمدها بطاقة إيجابية. وقالت إنها تتوق إليه كلما ابتعدت، مؤكدة أنها تشعر بحرية كبيرة في هذا المكان الشاسع.
وأشارت إلى أن أسرتها اعتادت المجيء إلى المكان للتخييم نهاية كل أسبوع ابتداء من يوم الخميس ولا يغادرونه إلا مساء السبت، موضحة أنهم يجلبون معهم كل ما يحتاجون إليه من خيم ومؤونة بينما يتم طبخ الطعام على الحطب في المكان نفسه. وخبرت السيدة بحر المنطقة وما يجود به من أنواع أسماك، حيث أكدت أنها لا تطمع في الأسماك بقدر ما تود الاستمتاع بممارسة هواية تجد فيها متنفساً كبيراً من هموم الحياة وضغوطها، موضحة أن الصيد الليلي بالقصبة له متعة خاصة.
وتحرص سحر وأسرتها على احترام البيئة، مشيرة إلى أنهم يجلبون معهم «حمام سفاري»، وأكياس النفايات لجمع المخلفات ووضعها في المكان المخصص لها. وأكدت أن أحفادها تعلموا أشياء إيجابية من خلال اللعب في هذا المكان، حيث توكل إليهم مهمة التنظيف. ويجد أحمد عبيد (متقاعد) متعة كبيرة في حميم الذي يحرس أبوظبي ويبرز معالمها وأبراجها الشامخة، وهو غالبا ما يقصده بعد صلاة الفجر وحتى الساعة العاشرة صباحا، ليمارس رياضة المشي، ومن ثم الصيد بالطريقة التقليدية، حيث يتشارك المكان مع طيور الفلامنجو والنوارس التي تجوب المنطقة بحثا عن سمك العومة طعامها المفضل.
وأكد عبيد أنه لا يحب الأماكن المكتظة بالناس مهما كانت مجهزة بأحدث الخدمات، وأنه يفضل الأماكن المفتوحة. وعن أنواع الأسماك الموجودة في بحر حميم الذي يتردد عليه منذ 8 سنوات، قال إنه غني بسمك النقرور وشعم وشعري والجش وضلوع. ويتقاسم إبراهيم البلوشي وإخوانه الثلاثة عشق المكان مع مرتادي المنطقة، حيث أكد أنه تعود على القدوم للمكان منذ 2007 لممارسة هواية الصيد التقليدية عبر الخيط، مؤكداً أن موجة البرد لم تثنه عن ممارسة طقسه المعتاد نهاية كل أسبوع.

تنظيم ذاتي
بحثاً عن الهدوء، قصد دانيال دكوك (مقيم من جنوب أفريقيا) المكان برفقة أصدقائه، حيث أقاموا حفل شواء، مؤكدين أنهم يشعرون بحرية أكبر، عندما ينظمون الرحلة بأنفسهم، ويساعدون بعضهم البعض في بناء الخيام وترتيب المكان، ورسم حدوده ليصبح ذا خصوصية، كما أوضحوا أنهم يحبون هذه الأجواء المبهجة تحت أضواء النجوم، التي لا يتمكنون من رؤية جمالها إلا في هذا المكان.

انتظام الزيارة
من إمارة عجمان، قدم نايف محمد للاستمتاع مع عائلته بمناظر المكان الخلابة، لافتاً إلى أنهم انتظموا في زيارتها منذ 6 سنوات، لأنهم وجدوا فيها راحة كبيرة، وأكد أنهم يحرصون على نظافة المكان بعد التخييم، أو بعد القيام ببعض الأنشطة، مثل اللعب أو تناول الطعام أو إعداد الشاي والقهوة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©