الإثنين 28 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 35 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رعشة الشيخوخة خطر يهدد النساء والرجال

رعشة الشيخوخة خطر يهدد النساء والرجال
8 يونيو 2005
دبي- متوكل مبارك:
يعتبر الزهايمر أكثر أشكال الخرف شيوعاً، إذ يصيب حوالي 5 في المئة من الرجال و6 في المئة من النساء ممن تجاوزت أعمارهم 60 عاماً، وهذا طبقاً لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية· ومع تقدم العمر، ضمن فئات السكان يتوقع لهذا الرقم أن يرتفع بسرعة على مدى العشرين عاماً القادمة، وحالياً يصاب شخصان يومياً بمرض الزهايمر في كافة أنحاء العالم· ومن أجل ايجاد الحلول والعلاجات الناجعة اجتمع في فندق كراون بلازا بدبي الأسبوع الماضي 300 طبيب وطبيبة من منطقة الخليج خلال مؤتمر طبي للتباحث حول أحدث المستجدات لعلاج مرض الزهايمر· ويعطي هذا المؤتمر الأمل للعديد من المرضى كبار السن في الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج الأخرى ممن يعانون من المرض، ولكنهم ربما لا يدركون إصابتهم به· وهذا المرض عبارة عن اضطراب وظيفي يعمل على تدمير خلايا في الدماغ، مما يؤدي إلى تدهور تدريجي في الذاكرة والقدرة على التفكير والحساب والاستيعاب والتحدث والتعلم وتقدير الأمور· ويعتبر الزهايمر أكثر أشكال الخرف شيوعاً، ويشكل حوالي 50 بالمئة إلى 70 بالمئة من كافة حالات الخرف في جميع أنحاء العالم حسبما أثبتته الدراسات والأبحاث·
يُعرف الزهايمر على أنه خلل وظيفي ويعتقد الناس أن الأشخاص المصابين بالمرض يعانون من أعراض الشيخوخة· وتتمثل الأهداف الأساسية لرعاية مرضى الزهايمر في زيادة وظائف الفرد وتقليل مستوى العجز بسبب فقدان الوظائف العقلية وإعادة تنظيم السلوكيات الاعتيادية لتعزيز استخدام الوظائف غير المستغلة وتقليل الأعراض مثل الاكتئاب والاهتياج، والريبة، وتوفير الدعم للأسرة والأشخاص الذين يتولون العناية بالمريض· وبهذا الخصوص قال رئيس المؤتمر الدكتور عبد الرزاق أبيض رئيس أكاديمية الشرق الأوسط لطب الشيخوخة: أن الزهايمر ينتشر في المنطقة، ولكن الشيء المؤسف بهذا الشأن أنه لا يتم تشخيصه أو علاجه بصورة صحيحة، وهناك نقص واضح في الوعي بهذا المرض الذي يُنظر إليه على أنه جزء من عوارض الشيخوخة، ولا تعطي الأسر الاهتمام الكافي لهذا المرض إلا عند تفاقم الأعراض، ومن هنا يجب أن يبدأ التثقيف بشأن المرض من القطاع الطبي ونشره إلى المجتمع ككل·
عقار الأمل
تم خلال المؤتمر عرض عقار جديد بوصفه العقار الوحيد الذي يمكنه علاج مرض الزهايمر المتوسط والحاد· وأوضح الدكتور أبيض أن هذا العقار يشكل إنجازاً كبيراً في مجال علاج كبار السن نظراً لأنه الدواء الوحيد المعتمد لعلاج حالات الزهايمر المتوسطة والحادة، وينفي وجهات النظر السائدة التي مفادها أنه لا يوجد علاج فعال للمرض، وإن كبار السن هم أكثر فئة تتعرض للإهمال في نظامنا للرعاية الصحية، وقال أبيض: آمل مع التشخيص المبكر والعلاج المناسب أن يكون هناك تحسن في مستوى حياة مرضى الزهايمر والأشخاص الذين يتولون رعايتهم، وقد اعتبرت هذه التطورات هامة نظراً لأنها تساعد في تحسين مستوى حياة المرضى ويقلل الوقت اللازم للعناية بهم بأكثر من أسبوع عمل واحد في كل شهر، ويساعد المرضى في ممارسة نشاطاتهم اليومية مع وجود مستوى رقابة أقل من طرف الذين يتولون رعايتهم ويظهر تحسن على ذاكرتهم ومستويات تفكيرهم·
الزهايمر والإحباط
تزداد درجة اعتماد مرضى الزهايمر على الأشخاص الذين يتولون العناية بهم خلال المرحلة المتقدمة للمرض، وبينما يعاني المرضى من الإحباط نظراً لعدم قدرتهم على تذكر الأشياء، نجد أن من يقدمون لهم الرعاية يتأثرون أيضاً ويصابون بالإحباط لاضطرارهم لتكرار التعليمات مرات عديدة وقضاء ساعات طويلة للعناية بالمرضى، وكذلك فإن الأشخاص أو أفراد الأسرة الذين يتولون العناية بمرضى الزهايمر يقضون جزءاً كبيراً من وقتهم الخاص للعناية بالمرضى· واختتم الدكتور أبيض حديثه، قائلاً: سيمثل مرض الزهايمر مشكلة متفاقمة في الوطن العربي، ويجب على الأطباء منذ الآن الاستعداد للتعامل مع المرض واتخاذ إجراءات وقائية من خلال التشخيص المبكر للمرض والتعامل معه بصورة صح تناول العقاقير مبكرا يحمي من الإصابة· ومع تقدم الإنسان في العمر يصاب باضطرابات في الذاكرة تؤدي إلى الإصابة بمرض الزهايمر، الذي يعتبر من أخطر الأمراض التي تؤدي إلى تآكل خلايا المخ وفيها يفقد الإنسان ليس فقط ذاكرته، بل وكل قدراته الفعلية تدريجيا بما في ذلك ما تعلمه طوال حياته فينساه مع الوقت·
المعاش والمرض!
تشير الأبحاث إلى أن أفضل طريقة لحفظ خلايا المخ من الانكماش والضمور هو أن يظل المخ يعمل بنشاط، لذلك حين يتوقف الإنسان عن العمل- عند إحالته إلى المعاش مثلا- يبدأ الدخول في حالة نسيان لأن خلايا المخ كلما أعطيتها معلومات تستمر في العمل والعكس صحيح، فالعضو الذي لا يعمل يضمر، ولذلك نجد كاتبا مثل نجيب محفوظ تخطى الثمانين من عمره ولكن ذاكرته ما زالت تعمل بكفاءة لأنه يواظب على القراءة والكتابة· وحينما يطرح سؤال حول امكاينة التعايش مع مريض الزهايمر، تشير الأبحاث والدراسات المتخصصة إلى وجود بدائل علاجية يمكن من خلالها السيطرة على مريض الزهايمر، ومن أهم هذه البدائل إيجاد نوع من التعايش الطبيعي مع المريض حيث أنه توجد بعض الخطوات الإرشادية يمكن للأسرة أن تتعايش من خلالها مع مريض الزهايمر، أهمها: استعمال معينات الذاكرة، وهي تقوم بتنشيط ذاكرة مريض الزهايمر من وقت لآخر وتجعله معتمداً أكثر على نفسه في تذكر أي شيء، ويكون ذلك بكتابة قائمة بالأنشطة اليومية والتعليمات التي تلزم المريض ليؤدي الأعمال اليومية مثل: كيف يرتدي ملابسه ويعد الطعام بنفسه، وتتم مساعدته في تنفيذ تلك الخطوات عن قرب·
أعراض خطيرة
إن مريض الزهايمر غالبا ما يضل الطريق إذا خرج من منزله، وفي تلك الحالات ينصح بمحاولة تقليل خروجه من المنزل، وفي الحالات الاضطرارية توضع بطاقة هوية داخل جيبه مدون فيها رقم تليفون المنزل وتوضح أن هذا الشخص مريض، بجانب وضع ملاحظة أنه يجب الاتصال بالرقم فورا· وفي تلك الحالة فإن من الضروري تهيئة المناخ الذي يعيش فيه مريض الزهايمر ومنها: أن يكون المنزل مألوفاً وآمناً وإزالة كافة الأشياء التي يمكن للمريض أن يصطدم بها أثناء تحركاته داخل المنزل، بالإضافة إلى تجنب حدوث ضوضاء وإحكام إغلاق الدواليب أو الأدراج التي تحتوي على أدوية أو أسلحة أو مواد سامة أو آلات حادة حتى لا تكون سهلة المنال· وبقدر الإمكان فإن مريض الزهايمر يبحث عن شخص يفهمه ويحاول أن يساعده في بناء شخصيته التي يشعر أنه فقدها، ومن هنا فإن الجو المنزلي الهادئ القليل من المشاكل السلوكية أو المشاكل بين الأبناء أو الأطفال يساعد مريض الزهايمر على الهدوء والتكيف مع الوضع المناسب·
حلول وبحوث
أكدت دراسة جديدة أن أحد العقاقير الذي يستخدم حاليا لعلاج مرض الزهايمر، يمكن أن يؤدي لتأخير الإصابة بالمرض إذا ما تم تناوله خلال المراحل المبكرة للإصابة به· وأوضحت الدراسة أن استخدام الدواء خلال فترة اضطراب الذاكرة، وهي المرحلة التي تسبق عادة الإصابة بمرض الزهايمر، قد يكون مفيدا في تأخير عملية تطور المرض وصولا للزهايمر لمدة ستة أشهر في المتوسط، إلا أن الباحثين لم يستبعدوا أبدا احتمالات الإصابة بالمرض بعد انتهاء فترة التأجيل المحتملة نتيجة لاستخدام الدواء· وتعد نتائج البحث الأخير أول دليل على إمكانية تأجيل الإصابة بالمرض بين الفئات المصابة باضطراب الذاكرة، وربما ساعدت تلك النتائج على التوصل لعلاج جديد أكثر فعالية من العقاقير المستخدمة حاليا، كما اكتشف الباحثون أيضا أن فيتامين )E( لذي أعتقد الأطباء لفترات طويلة بأثره الإيجابي في مواجهة مرض الزهايمر لا يملك أي تأثير يذكر في هذا المجال· فيما توصل علماء آخرون إلى مزيد من الأدلة التي تفيد أن تناول الأسبرين يساعد في الحماية من مشكلات صحية كبيرة، ويقول باحثون أنهم يعتقدون أن الأسبرين الذي اكتشف قبل 100 عام يمكن أن يحمي من مرض الزهايمر· جاء ذلك في دراسة أفادت بأن الأسبرين يساعد في مكافحة السرطان وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل وغيرها من الأمراض، ولكن الباحثين يقولون إن الدراسة الجديدة لا تعني أن للمرضى أن يتناولوا الأسبرين بشكل دائم دون مراجعة الطبيب· ووجد الباحثون أن 3227 من المرضى الذي تناولوا الأسبرين أو أدوية أخرى تحتوي الأسبرين لم يصب منهم بمرض الزهايمر إلا 104 فقط، وتوصلت الدراسة إلى أن المرضى الذين تناولوا الأسبرين كان احتمال إصابتهم بمرض الزهايمر هو النصف بالمقارنة مع المرضى الذين لم يتناوله، ولكن فوائد الأسبرين لا تتحقق إلا إذا تم تناوله بانتظام على مدى فترة طويلة·
··وتحذير
بدورها، رحبت جمعية أبحاث مرض الزهايمر بالدراسة الجديدة، ولكنها حذرت المرضى من تناول الأسبرين دون استشارة طبية، وقالت هارييت ميلوارد نائبة مدير جمعية أبحاث مرض الزهايمر: إن نتائج الدراسة تؤكد على ما كنا نعرف في السابق في مجال الزهايمر، ولكن الأعراض الجانبية لتناول الأسبرين على مدى طويل، خطيرة ومنها نزيف المعدة والقرحة المعدية وأمراض الكلى· وفي كندا اكتشف باحثون من مستشفى مونتريال أن الموجات المغناطيسية لها تأثير عال على الأداء الوظيفي للمخ، مما قد يساعد مرضى الزهايمر في تنشيط الأجزاء التالفة منه· وأكد الباحثون في مستشفى مونتريال أن المرضى الذين يعانون من مرض الزهايمر قد يتمكنوا من استعادة جزء من ذاكرتهم إذا تمت معالجتهم في مراحل مبكرة للمرض بموجات مغناطيسية· وتمكن الباحثون من خلال توجيه مجال مغناطيسي على المخ في مرضى الزهايمر من علاج المرضى، حيث ساعدت هذه الإشارات على زيادة الأداء الوظيفي للمخ، واستطاع المرضى أن يتذكروا كلمات بما يزيد بنسبة 30 في المئة عن الذين لم يتلقوا تلك الموجات·
أرقام مفزعة
ويعتبر مرض الزهايمر من أكثر الأمراض شيوعا إذ تؤكد الأرقام والإحصاءات الصادرة أن عدد المصابين به في الولايات المتحدة الأميركية وحدها أربعة ملايين مريض من المتوقع أن تصل نسبة الإصابة إلى 6 ملايين في العام ،2010 بالإضافة إلى إصابة حوالي 36000 شخص في فرنسا إلا أن من المنتظر أن تضاف نسبة 10000 حالة أخرى سوف تضاف إلى الرقم السابق بعد 20 سنة· أما الصين، فنظرا لعدد سكانها الذي تعدى المليار، فإنه من المحتمل أن يصاب الملايين بهذا المرض، وتظهر كل سنة حوالي 70000 حالة جديدة في العالم، الأمر الذي يجعل عدد المصابين في العام 2025 يصل إلى 25 مليون شخص على مستوى العالم· من ناحية أخرى فإن سوق دواء الذاكرة أو علاج مرضى الزهايمر يصل سنويا إلى 3 مليارات دولار سنويا الأمر الذي جعل مصانع أدوية الذاكرة تراهن على أبحاث تطويل العمر لتضخيم أرقام مبيعاتها· وفي مصر تقل نسبة الإصابة بمرض الزهايمر حيث أن نسبة الأعمار لا تزيد عن 70 سنة، وهي نسبة أقل من الدول الغربية والمتقدمة التي تزيد فيها نسبة الأعمار إلى ما فوق 80 سنة وأكثر، مما يجعلها معرضة بدرجة أكبر للإصابة بمرض الزهايمر· والإصابة بمرض الزهايمر لم تقتصر على الأشخاص العاديين فقط، بل طالت عدداً كبيراً من مشاهير العالم نذكر منهم الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريجان والممثلة الراحلة ريتا هيوارث·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض