دبي - محمد المنجي:
لم يأت امتحانا علم النفس والجيولوجيا على ما يشتهي طلاب القسمين العلمي والادبي، الذين تراوحت شكواهم بين صعوبة الاسئلة وغموض بعضها، وعدم معرفتهم بالمطلوب تحديداً من السؤال الذي يحتمل أكثر من إجابة، إضافة إلى تركيز الأسئلة على وحدات معينة وتجاهل وحدات أخرى اعتبرها الطلاب أكثر أهمية وركزوا عليها بشكل كبير استناداً لنصائح وإرشادات مدرسي المادتين، وقياساً بنماذج الامتحانات في الاعوام السابقة· ولكن اللافت كان الاختلاف في تقييم مستوى الامتحان، ففي الوقت الذي اشتكى فيه طلاب القسمين العلمي والادبي من صعوبة وغموض الامتحان، كان تقرير رؤساء لجان الامتحانات يشير إلى الارتياح من مستوى الامتحان·
وفقاً لما ذكره خليفة بن فارس نائب مدير منطقة دبي التعليمية، الذي عزا هذا الاختلاف إلى أن رؤساء اللجان يرفعون تقريرهم وفقاً للملاحظات والشكاوى التي ترد إلى لجنة الامتحان، وفي حال عدم تسجيل اي شكاى فهذا يعني ان هناك ارتياحا بين الطلاب من مستوى الامتحان· وقال إن لجنة محمد نور سجلت ارتفاعا في عدد غياب طلاب المنازل، وبلغ عدد المتغيبين 46 طالباً، كما شهدت احدى اللجان حرمان طالب من أداء امتحان مادة علم النفس بعد ان حاول الغش مستعيناً (بالبراشيم)، مشيراً إلى أن الحرمان سيكون في المرة الاولى لنفس المادة، ولكن في حالة التكرار فسيتم حرمانه من باقي الامتحانات·
وقال فاضل حسن من لجنة حمدان بن راشد إن امتحان الفلسفة كان فوق مستوى الطالب المتوسط، واشتمل على اسئلة غامضة لم يتم تحديد المطلوب منها بشكل مباشر، اضافة إلى صعوبة أربعة اسئلة، والتي أدت إلى حالة من الارباك بين الطلاب· وأوضح أحمد بطي أن امتحان العام الجاري هو الاصعب منذ خمسة أعوام، ويتضح ذلك من خلال مراجعتي لنماذج الامتحانات في السنوات السابقة· وقال إن طلاب الادبي كانوا يعولون الكثير على مادة علم النفس في تحصيل درجات عالية تساعد في رفع نسبة النجاح، إلا أن الامتحان خيب آمالنا، بالاسئلة الاختيارية التي تضم المجموعة خمسة اسئلة، تأتي ثلاثة اسئلة سهلة والرابع يقصم الظهر· وأعرب عن تخوفه من مادة الفيزياء التي يتم تدريسها لأول مرة لطلاب الادبي، وقال إن المنهج غير واضح، فهو أشبه بالمجلة العلمية المتخصصة التي تخاطب شريحة معينة من المهتمين، مشيراً إلى أن طلاب الادبي هربوا من القسم العلمي لتجنب مادتي الفيزياء والكيمياء، إلا أن الفيزياء لاحقتنا حتى في القسم الادبي·
أما إبراهيم خليل وهو من الطلاب الاوائل في المدرسة فقال إن الامتحان كان في متناول الطالب المتوسط، ولم أواجه صعوبة في الاجابة على الاسئلة، إلا أن بعض الاسئلة كانت غامضة ولم تحدد ما هو المطلوب في الاجابة هل التعريف أم الخصائص أم الأسباب· وأوضح إحمد عبدالكريم أن الامتحان ركز على وحدات معينة، وتجاهل الوحدات الأخرى، وقال إن فصل (النمو) الذي كنا نتوقع أن تأتي منه معظم الاسئلة وركزنا عليه بشكل كبير لم يأت منه أي سؤال، مشيراً إلى أن الطلاب ظلوا يعانون من صعوبة في فهم المادة، وعدم قدرة المدرس في توصيل المعلومة، وخاطبنا إدارة المدرسة أكثر من مرة، وفي كل مرة يقولون خاطبوا الوزارة، والتي ردت بعدم وجود مدرس بديل، وفي النهاية الطلاب هم ضحية لعدم تجاوب الإدارة المدرسية· وأشار اسماعيل أهلي إلى أن اسئلة الامتحان اشتملت على جدول واحد فقط، في حين أن اكثر من نصف المنهاج عبارة عن جداول، وكان تركيز المدرس طوال العام الدراسي على الجداول، ويؤكد لنا على ضرورة الاهتمام بها، لانها تأتي بشكل مكثف في الامتحان كان مفاجأة للطلاب، فما تم التركيز عليه تجاهله الامتحان وجاء من بين السطور وبطريقة غير مباشرة·
ولخص علي عبدالكريم واقع الامتحان بانه كارثي وخيب آمال الطلاب في الحصول على درجات عالية·
عدم وضوح الأسئلة
ولم يختلف الحال في لجان القسم العلمي التي خرج طلابها مع انتهاء الوقت المحدد للاجابة، بل ان بعض الطلاب اخذت منهم الورقة، فيما لاتزال بعض الاسئلة بدون اجابة وتجاوزت شكاوى الطلاب لتشمل طلاب ضمن قائمة الاوائل على مستوى الدولة· وقال منهل زياد من لجنة أحمد بن راشد إن أسئلة القطاعات الجيولوجية، جاءت غامضة وتحتاج الاجابة عليها إلى تفكير معمق للوصول إلى الاجابة الصحيحة، واستغرقت وقتا طويلا في الاجابة على اسئلة عليها درجات بسيطة· وأوضح أن السؤالين الثالث المخصص للادلة والرابع المخصص للنتائج كانا مبهمين، ولم تعرف ما هو المطلوب بالتحديد· وأشار أحمد عمر عبدالعزيز وهو أحد الطلاب المتميزين على مستوى الدولة إلى أن الاسئلة صيغت باسلوب مختلف عن الاعوام الماضية، وكانت مفاجئة للطلاب، فالسؤال الواحد كان يحتمل اكثر من اجابة، وقال إن الاسئلة الاختيارية لم تساعدنا في الهروب من الاسئلة المعقدة، فكل مجموعة كانت تشتمل على اسئلة صعبة· واتفق الطالبان عبدالصمد عبدالله ومحمد يوسف في وصف الامتحان بالصدمة، وقالا إن الامتحان جاء في مستوى الطالب فوق المتوسط، واشتمل على اسئلة غامضة ومعقدة، يتطلب الاجابة عليها استيعاب اكثر من ثلاثة مواضيع، نظراً للربط في السؤال الواحد بين اكثر من موضوع· واضافا أن الامتحان ركز على وحدة (السلم الزمني والخرائط الجيولوجية) وتجاهل باقي الوحدات التي توقعنا ان يأتي منها الامتحان بشكل مكثف استناداً لنصائح استاذ المادة ومقارنة بنماذج الاسئلة في الاعوام السابقة· وأوضحا أن الخط المستخدم في اسئلة الرسم كان صغيراً، والمساحة المخصصة للاجابة غير كافية· وتراوحت مطالب طلاب العلمي للوزارة بين المراعاة في تصحيح المادة، وبين حذف اسئلة الرسم التي اشتكى منها عدد كبير بسبب صغر الخط، وعدم تحديد المطلوب من السؤال بشكل مباشر·
صور: علي عبدالكريم إسماعيل أهلي إبراهيم خليل أحمد عبدالكريم أحمد بطي فاضل حسن أحمد عبدالعزيز منهل زياد محمد يوسف جانب من الامتحانات في الجيولوجيا