تراجع النفط بسبب قرار «أوبك» وصعود الدولار

تراجع النفط أمس بعد انتعاش دام يومين في رد فعل لارتفاع الدولار أمام اليورو ولعدم توافر خطوات قوية من جانب منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» لضبط المعروض في الأسواق. وبحلول الساعة 10.24 بتوقيت جرينتش ارتفع سعر العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي الخفيف 54 سنتا إلى 82.39 دولار للبرميل بعدما تراجع لفترة قصيرة دون مستوى 82 دولارا في وقت سابق من الجلسة، كذلك انخفض مزيج برنت خام القياس الأوروبي 58 سنتا إلى مستوى 81.38 دولار. وارتفعت الأسعار أكثر من ثلاثة دولارات خلال اليومين المنصرمين نتيجة تراجع مخزونات الوقود بصورة فاقت التوقعات وارتفاع الطلب على البنزين إلى مستويات قياسية مقارنة بفبراير المنصرم في الولايات المتحدة. وقال محللون إن بعض المؤشرات الفنية أو الدراسات القائمة في الأساس على نمط التحركات السابقة للأسعار دفعت المستثمرين إلى جني الأرباح عند المستويات الحالية للأسعار لفترة قصيرة، بينما أتت الضغوط طويلة الأجل من تراجع مستوى التزام الدول الأعضاء في أوبك مستويات الإنتاج المستهدفة من قبل المنظمة. وقال اوليفييه جاكوب المحلل في بتروماتريكس “السوق في الوقت الحالي يعتمد بشدة على العوامل الفنية، وفي الوقت الراهن يعود التراجع إلى عوامل فنية”، وأضاف “لم تصدر أوبك أمس بيانا قويا بشأن مستوى الالتزام المنخفض الأمر الذي قد يجعل أي مستوى للالتزام أكثر انخفاضا. ستستمر (أوبك) في إمداد السوق بالكثير من النفط”. واتفق وزراء أوبك أمس الأول على الإبقاء على الحد المستهدف للإنتاج دون تغيير عند 24 مليون برميل يوماً، إلا أن الكثير من الدول الأعضاء تضخ مستويات من النفط تتجاوز الحصص المستهدفة. وقالت منظمة أوبك إن سعر سلة خامات المنظمة ارتفع بمقدار 1.63 دولار للبرميل أمس الأول بعد أن تفاعلت الأسواق مع قرار المجموعة بالإبقاء على سقف الإنتاج دون تغيير. وارتفع سعر سلة خامات أوبك صوب 78.25 دولار للبرميل (159 لترا) أمس الأول. وقال جون هال محلل في شركة (انرجي كوت) للاستشارات في لندن إن “الرسالة هي أن التعافي يسير في طريقه” والطلب سوف يرتفع في النصف الثاني من العام. وقال محللون في شركة “جي بي سي انرجي” الاستشارية في فيينا إن أسعار النفط انتعشت أيضا بفعل الأنباء القادمة من الولايات المتحدة بأن مخزونات البنزين هناك قد تراجعت بشكل أكبر من المتوقع. إلى ذلك قال وزير النفط الكويتي الشيخ أحمد العبدالله الصباح لرويترز امس إن أوبك ستترك على الأرجح الحصص الانتاجية المستهدفة دون تغيير في اجتماعها المقرر في اكتوبر المقبل، وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن اوبك ستحتاج لتغيير الانتاج في اكتوبر قال الوزير “في الوقت الحالي لا أرى أي بادرة تغيير في وضعنا.. نحن مرتاحون للنطاق السعري 70-80 دولارا لأنه ملائم للمستهلكين والمصدرين”، وكان الوزير يتحدث بعد يوم من اتفاق أوبك على ترك الإنتاج دون تغيير.