13 فبراير 2011 23:12
(الشارقة) - أكد الدكتور إبراهيم جابر رئيس مركز الإقلاع عن التدخين في الشارقة أن التدخين السلبي يحمل العديد من الأضرار على الأطفال والأمهات الحوامل وكبار السن مما يتسبب في كثير من الأحيان إلى الإصابة بأمراض خطيرة قد تؤدي إلى الإعاقة مدى الحياة أو حتى الموت، موضحاً أن الأطفال المحيطين بالمدخنين قد يصابون بالتهابات الإذن الوسطى والتي تؤدي إلى الصمم.
وأشار الدكتور في لقاء مع “الاتحاد” إلى أن الكثير من المدخنين يعتقد أن امتناعه عن التدخين أثناء تواجده مع أبنائه أو في المنزل قد يحمي أطفاله من مضار التدخين السلبي إلا أن هذه المعلومة خاطئة إذ أن الإنسان الطبيعي يقوم خلال تنفسه في الدقيقة الواحدة بعملية الشهيق 16 مرة في حين يعاود ليقوم بعملية الزفير 16 مرة أخرى وقد يزيد عن ذلك عند حالات الإصابة بالأمراض التنفسية عند الأشخاص, حيث يقوم المدخن باستنشاق الأوكسجين في جو الغرفة وإرجاع أول أكسيد الكربون إليها مما يؤثر على الجالسين بالقرب منه لذلك التدخين لا يعتبر ضارا بمجرد وجود الدخان في الجو إذ يعتبر الشخص المدخن نفسه مصدرا لتلويث الأجواء بالغازات السامة وذلك عند تنفسه في المكان الذي يتواجد فيه غير المدخنين.
كما أكد أن الأشخاص الذين يعتقدون بأن عدم التدخين أمام أبنائهم قد يحمي أطفالهم من التعرض لسلبيات التدخين واهمون لأن المدخن ينفث سموم التدخين عبر تنفسه وليس من عملية التدخين الفعلية فقط.
وأضاف ان من أخطر الأمراض التي قد يصاب بها الأطفال الذين يعيشون مع أشخاص مدخنين التهاب الجهاز التنفسي العلوي وهي التي تؤدي إلى التهاب اللوزتين والحلق والشعب الهوائية بشكل مزمن وتكرارها يؤدي إلى التهاب الأذن الوسطى والتي تعتبر من الإصابات الخطيرة حيث قد تذهب في كثير من الأحيان إلى صمم الطفل وفقدانه لحاسة السمع.
وأوضح أن المدخن الذي يجلس بجوار زوجته يؤثر على القدرة الإنجابية له ولها في نفس الوقت فضلاً عن انه في حالة حصول حمل فان الجنين يكون معرضاً للإجهاض أو عدم اكتمال نموه حيث إن السموم التي تستنشقها الزوجة من الزوج تعمل على التأثير على الأوعية الدموية التي تنقل الغذاء والأوكسجين للطفل، وبالتالي تعمل على انسدادها كما انه في حالة نجاة الطفل واكتمال عملية ولادته فانه يولد بوزن اقل من الوزن الطبيعي فضلاً عن احتمال إصابته بعدد من التشوهات أبرزها “الشفة الارنبية”، إضافة إلى احتمال وجود ثقوب في القلب، وإذا ما نجا الطفل من ذلك فإنه معرض للإصابة بالالتهابات التنفسية، حيث أكدت دراسة أجريت على أن نسبة إدمان هذا الطفل للنيكوتين تكون بشكل اكبر من خلال اشتمامه لها لأول مرة من الأطفال الطبيعيين.
وقال رئيس مركز الإقلاع عن التدخين بالشارقة إن التدخين يعمل على التأثير بشكل كبير على المستوى الدراسي على الأطفال إذ أن السموم التي تخرج مع أنفاس المدخن تعمل على تغيير البناء التشريحي لجسم الطفل وذلك بناءً على تجارب حياتية تم القيام بها مما يؤدي إلى هزال الأبناء وضعف البنية الجسمية بالتالي يؤثر على مدى الإدراك والتفكير عند الأبناء خلال فترة الدراسة.
وأعرب أن وزارة الصحة قامت بعمل إحصائية في العام 2002 و 2006 بينت أن نسبة الأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبي تبلغ 60% وأكثرهم تقع أعمارهم بين 13 إلى 18 سنة، مضيفاً أن الدراسات الأخيرة التي أجرتها الولايات المتحدة أثبتت أن 8 آلاف شخص يموتون سنوياً جراء التدخين السلبي، وأما على مستوى العالم فقد أثبتت الدراسات أن التدخين السلبي يودي بحياة 600 ألف شخص سنوياً لم يمسكوا بسيجارة واحدة طوال حياتهم لكن أجسادهم تتأذى من الهواء الملوث بدخان السجائر.