هدى جاسم ووكالات (بغداد)
دعا ناشطون في الاحتجاجات العراقية إلى تظاهرات مليونية، اليوم، في بغداد والمحافظات الوسطى والجنوبية، للضغط على رئيس الجمهورية برهم صالح، من أجل تسمية رئيس للحكومة، والتمهيد لانتخابات برلمانية مبكرة.
وبدأ الناشطون في الحشد للتظاهرات منذ أيام، وأسماها بعضهم «تظاهرات القصاص»، في إشارة إلى القصاص من قتلة المحتجين خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
ورفع محتجون في ساحة التحرير لافتات يدعون فيها إلى إحضار «خوذ الرأس، وعبوات البيبسي، والماء»، لأنهم وفقاً لما كتبوه يتوقعون «التعرض لاعتداءات من قبل القوات الحكومية العراقية».
وكان متظاهرو ساحة التحرير في بغداد وجهوا رسالة، وصفوها بالأخيرة، إلى الرئيس صالح لاختيار رئيس الوزراء خلال ثلاثة أيام، مطالبين بتسمية رئيس وزراء مستقل، خلفاً لرئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبدالمهدي، الذي أعلن استقالته بسبب الضغوط الشعبية.
ومن المرتقب أن يعود الزخم إلى ساحات التظاهر بعد تراجعه، إثر اغتيال قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس، ومعاونيهما، فجر الجمعة الماضي، قرب مطار بغداد الدولي بضربة جوية أميركية.
وأرجع المتظاهرون ما يتعرض له العراق حالياً إلى «الأحزاب الفاسدة» والمحاصصة.
وكانت التظاهرات العراقية انطلقت في مطلع شهر أكتوبر الماضي، وراح ضحيتها نحو 530 قتيلاً وآلاف الجرحى، ونجحت في إقالة الحكومة، وعطلت تسمية خمسة مرشحين لرئاسة الوزراء، بسبب انتماءاتهم الحزبية.
إلى ذلك، فتح متظاهرو مدينة الناصرية في محافظة ذي قار، جسر الحضارات، أمس، بعد يوم واحد على غلقه بالتراب، تحسباً لوقوع هجمات على المحتجين في ذي قار.
وعبّر متظاهرون عن غضبهم من دخول المجهولين إلى الساحة، دون وجود حماية من قبل القوات الأمنية.
وأفاد مصدر أمني، بأن «شرطة ذي قار تعهدت للمتظاهرين بنشر دوريات لحفظ الأمن، وتوفير الحماية للمتظاهرين، مقابل إعادة فتح الجسر، الذي أغلقه المتظاهرون، أمس الأول، بسواتر ترابية».
وكان قائد أمني هدد المتظاهرين، عبر فيديو انتشر على نطاق واسع، بالقتل في حال قطع الطرق، أو غلق المدارس، فيما طالب المتظاهرون بإقالته.
ويطالب المحتجون، ومعظمهم من الشباب، بإصلاح نظام سياسي يرون أن الفساد ينخر في عظامه، وأنه يبقي معظم الشعب في فقر.
ومن جانبه، دعا رجل الدين، مقتدى الصدر، إلى الإسراع بتشكيل حكومة، تعيد للعراق هيبته واستقلاليته، في فترة لا تزيده على خمسة عشرة يوماً، بلا مهاترات سياسية، كما طالب بإغلاق مقرات الحشد الشعبي.
وفي هذه الأثناء، حوّل المتظاهرون في البصرة، خيمة اعتصام إلى مكتبة مؤقتة بموقع الاحتجاج الرئيسي، حيث يتجمع شباب للاعتصام والقراءة.
وأقيمت المكتبة بجهود مجموعة شباب متطوعين، يرون أن القراءة هي أفضل وسيلة يمضي بها المتظاهرون في الخيام أوقات فراغهم.
وقال أحد أعضاء الفريق، الذي يدير المكتبة، ويدعى عبد الله السوداني: «إن سكان البصرة أعجبتهم الفكرة، فتبرعوا لها بما يقرب من 400 كتاب، ترضي الأذواق، وتلبي الرغبات، وتغطي مختلف المجالات».
وقال أحد المترددين على المكتبة، يدعى فاخر حيدر: «تواجدنا هنا في هذا المكان ثورة ضد الفساد وضد الأحزاب وضد الخراب في البلاد».