«الدوما» يستبق زيارة كلينتون بالتلويح بعدم المصادقة على «ستارت-2»

لوح مجلس النواب الروسي امس بعدم المصادقة على المعاهدة الاميركية الروسية الجديدة حول نزع الاسلحة النووية (ستارت-2) في حال لم تشمل اتفاقا على الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في اوروبا. وقال رئيس مجلس النواب (الدوما) بوريس غريزلوف خلال لقاء مع نظيره البلغاري تسيتسكا تساشيفا “ان نواب الدوما يشاركون في التحضيرات لاتفاق ستارت-2، لكننا لن نصادق عليه إذا لم يتم النظر بالمسائل التي تربط بين الاسلحة الهجومية الاستراتيجية والدفاع المضاد للصواريخ”. مشيرا الى ان خطوات الولايات المتحدة لنصب منشآت مضادة للصواريخ في دول مثل بلغاريا تعتبر ذات طابع حساس بالنسبة لروسيا. جاء ذلك، في وقت ينتظر ان تبدأ وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون زيارة الى روسيا غدا الخميس تستغرق يومين في محاولة للدفع قدما بملف خفض الاسلحة النووية الشائك الذي يعوق استئناف العلاقات بين البلدين. وقالت كلينتون التي تأتي زيارتها الى موسكو أساسا للمشاركة في اجتماع اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط، إنها ستجري محادثات ثنائية مع كبار المسؤولين الروس حول معاهدة ستارت. وعبرت عن تفاؤلها إزاء إبرام هذا الاتفاق سريعا معترفة ضمنا بعدم التوصل الى اتفاق حول مسألة الدرع الصاروخية، إلا أنها قالت إن الطريقة الفضلى للمضي قدما هي بحث كل مسألة على حدة. ورأى المحلل العسكري الروسي المستقل بافل فيلجينهاور ان مجلس الشيوخ الاميركي لن يقبل ابدا بالبند الذي يربط بين نزع الاسلحة والدرع المضادة للصواريخ، وقال “نبحث عن صيغة يمكن ان توافق الطرفين.. الولايات المتحدة كانت تريد ان توقع هذا الاتفاق سريعا لتحسين جو علاقاتنا لكنها لم تتمكن من ذلك، وبدلا من إعطاء دفعة جديدة خلق الاتفاق مشاكل”. وقال السفير الاميركي السابق في موسكو جيم كولينز انه خلال زيارة كلينتون سيحاول الطرفان حل الخلافات المتبقية، وأضاف “سيكون ذلك منعطفا لأن الاتفاق يشكل احدى النقاط الاساسية لإعادة اطلاق العلاقات الثنائية”. بينما قالت مصادر اعلامية “ان موسكو وواشنطن يمكن ان توقعا الاتفاق قبل قمة الأمن النووي في واشنطن في 12 و13 أبريل، وان العاصمة الاوكرانية كييف مرشحة لاستضافة حفل توقيع معاهدة ستارت-2. ونقلت صحيفة “كومرسانت” الروسية عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية ان اقتراحا كهذا تقدم به الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش خلال لقائه نظيره الروسي ديمتري مدفيديف في الخامس من مارس في موسكو. وأكدت مساعدة رئيسة إدارة الرئيس الأوكراني انا جيرمان هذه المعلومة، وقالت “أعتقد أنها فكرة مثيرة جدا للاهتمام، كما أن الجانب الروسي تعامل معها باهتمام”. وأضافت أن احتمال اختيار كييف مكانا لتوقيع المعاهدة الجديدة سيبحثه وزير الخارجية الاوكراني كونستانتين جريشتشنكو مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو. ونقلت وكالة “ايتار تاس” من جانبها عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله “إن تحديد موعد ومكان توقيع معاهدة ستارت-2 أمر متروك للرئيسين”، وأضاف “أن الاتفاقية ربما تكون جاهزة للتوقيع عليها بنهاية مارس أو مطلع ابريل إذا اتبعت بحزم توجيهات الرئيسين”.