حملت رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى ضيوف الإمارات المقيمين في مدينتها الإنسانية، في طياتها معاني نبيلة وأصيلة كانت بمثابة الدعم النفسي والمعنوي، وأدخلت البهجة والسرور على قلوب الأشقاء والأصدقاء الذين ضاقت بهم السبل وقامت الإمارات بإجلائهم من مقاطعة هوبان الصينية، بؤرة تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، وذلك بناء على طلب حكوماتهم ونقلهم إلى «المدينة الإنسانية» في أبوظبي.
وتضمنت رسالة الترحيب الشخصية من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بضيوف الإمارات كلمات خالدة يسجلها التاريخ بمداد من نور في سجل الإنسانية، لكونها فتحت أبواب الأمل والطمأنينة في قلوب خالجها الخوف والقلق جراء ظروفهم الطارئة، لتأتي تتويجاً لمسيرة الإمارات الإنسانية.
وفي سطور الرسالة، كانت مشاعر الأبوة تحنو على رعايا الدول الشقيقة والصديقة العائدين من الصين بما تحمله من إدراك كامل وإحساس صادق يؤمن بوحدة المصير الإنساني، ويخفف من صعوبة الموقف الذي تعرضوا له نتيجة مغادرتهم مكان إقامتهم بسبب أزمة طارئة لتصل معاني الرسالة النبيلة إلى قلب وعقل المقيمين في المدينة الإنسانية وخارجها.
وبعثت هذه الرسالة التاريخية الطمأنينة والسكينة في قلوب ضيوف الإمارات كونها صادرة عن قائد ملهم، عطاؤه السخي لا ينضب، لتجسد هذه الرسالة قيم ومبادئ الإمارات الراسخة في مساعدة ودعم الشعوب ونجدة الملهوف والمستغيث، وتترجم كرم الضيافة والاستقبال المتأصل في وطن وعنوان الإنسانية.
وجسدت كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رسالة أمل وتفاؤل جديدة، ودعماً نفسياً كبيراً لضيوف الإمارات، وأسهمت في التخفيف من وطأة ظروفهم الطارئة، لتؤكد هذه الرسالة السامية نهج الإمارات الإنساني، وتضامنها مع الشعوب في أصعب الظروف. وعلى أرض زايد الخير، كانت هذه المبادرة الإنسانية التي كرمت الإنسان وآمنت روعته، وجسدت أسمى قيم التضامن والأخوة الإنسانية التي انطلقت من الإمارات إلى العالم من خلال دعم الجهود الإنسانية العالمية، لتؤكد مواقف الإمارات وقيادتها الرشيدة دائماً أنها ركيزة العمل الإنساني وموطن الإنسانية.
وتركت الرسالة أثراً إنسانياً خالداً في نفوس وقلوب المقيمين في مدينة الإمارات الإنسانية وذويهم، وجسدت قيم ونهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في بناء جسور السلام والمحبة مع المجتمعات والشعوب في وطن تتجلى فيه معاني الاعتدال والتسامح وإعلاء قيمة الإنسان وصون كرامته.
وفيما يلي نص إحدى الرسائل: «ابني/ ابنتي: أحمد، ندرك صعوبة مغادرة مكان كان لك داراً آمنة، خاصة وأنك تغادر بسبب أزمة غير متوقعة إلى أرض جديدة قد لا تعرف فيها أحداً، ولهذا أحببنا أن نرحب بك شخصياً في الإمارات.. نريدك أن تطمئن بأنك بين أهلك وأصدقائك، وأنك ضيف عزيز مكرم، وسنوفر لك الرعاية الصحية الكاملة وكل ما يلزمك لمتابعة الرحلة إلى وطنك متى كان ذلك آمناً لك.
حللت أهلاً ونزلت سهلاً».. محمد بن زايد آل نهيان.
فمن جانبهم، عبّر عدد من رعايا الدول الشقيقة والصديقة الذين تم إجلاؤهم من الصين إلى مدينة الإمارات الإنسانية عن شكرهم وامتنانهم لدولة الإمارات وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.. واصفين سموه بصاحب القلب الكبير نظراً لما لمسوه من كرم الضيافة وحسن المعاملة ورعاية صحية كاملة منذ مغادرتهم للصين واستقبالهم في الإمارات.
وقالوا إن رسالة سموه حملت الكثير من الحب والخوف علينا، وبعثت فينا الأمل من جديد، إضافة إلى أنها تعكس اهتمام سموه شخصياً بتقديم الدعم النفسي لرعايا الدول الشقيقة والصديقة ضيوف الإمارات.
وعبرت إحدى المقيمات في مدينة الإمارات الإنسانية عن شكرها وامتنانها إلى دولة الإمارات وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على هذه المبادرة الإنسانية العظيمة.. مضيفة أن استقبال شعب الإمارات كان فوق الخيال والوصف من خلال الود والترحاب والكلمات الطيبة التي لن ننساها مدى الدهر.
بدوره، وجّه أحد المقيمين في «المدينة الإنسانية» رسالة شكر وعرفان للإمارات قيادة وشعباً على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي لقيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة منذ مغادرتهم للصين واستقبالهم في الإمارات.
وقال إن قيادة وشعب الإمارات غمرونا بحب وعطف وود لن ننساه، وكلمات الشكر لن تفي الإمارات حقها.. مضيفاً «دامت الإمارات دولة عربية كريمة شقيقة وطناً للإنسانية».
من جانبه، قال أحد الرعايا المقيمين في مدينة الإمارات الإنسانية إن رسالة الترحيب الشخصية من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لكل شخص باسمه جبرت الخاطر وهونت الوجع وزرعت الطمأنينة في قلوبنا جميعاً.. مضيفاً «كل الشكر والامتنان لقيادة وشعب الإمارات على هذه المبادرة الإنسانية الكريمة».
دورها، قالت إحدى الرعايا المقيمات في مدينة الإمارات الإنسانية إن رسالة الترحيب الشخصية من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد التي بدأها سموه بـ«ابني.. ابنتي» رسالة ملهمة من أب محب يرحب بابنه وابنته بكل ود وتواضع ويطمئن قلوبهم.. مضيفة «شكراً للإمارات وقيادتها الاستثنائية».
الجدير بالذكر، أن الجهود الوطنية المشتركة راعت في تجهيز المدينة الإنسانية توفير سبل الراحة كافة لضيوف الإمارات من تجهيزها بالمستلزمات الضرورية لإجراء الفحوص الطبية اللازمة لرعايا الدول الذين تم إجلاؤهم للتأكد من سلامتهم، حيث ستوفر لهم منظومة رعاية صحية متكاملة، وبما يتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية إلى حين التأكد التام من سلامتهم.
وتأتي هذه المبادرة تجسيداً لحرص دولة الإمارات الدائم على دعم ومساندة الدول الشقيقة والصديقة، وتأكيداً لنهج العمل الإنساني الراسخ الذي يعد ركيزة أساسية من ركائز السياسة الإماراتية التي لطالما أكدت قيادتها ضرورة مد يد العون والمساعدة للشعوب كافة التي تمر بظروف صعبة.