رشا طبيلة (أبوظبي) - ينمو قطاع الطيران الخاص في الدولة العام الحالي في المتوسط بنحو 10% مقارنة بالعام الماضي، رغم الاضطرابات السياسية التي تشهدها بعض بلدان منطقة الشرق الأوسط، بحسب عاملين في القطاع.
ورجح العاملون في القطاع ارتفاع الطلب من أسواق شرق آسيوية كالصين والهند اضافة إلى استقطاب أسواق جديدة كالولايات المتحدة الأميركية، فضلا عن استمرار نمو الطلب من السوقين المحلية والخليجية.
وتوقع يوسف الحمادي نائب المدير العام لمطار البطين للطيران الخاص أن يحقق قطاع الطيران الخاص بالدولة وبالأخص مطار البطين، نموا نسبته 15% خلال العام الحالي.
وأرجع ذلك إلى وجود الفعاليات والفرص الاستثمارية الكبيرة في الدولة، فضلا عن التوسعات التي تقوم بها شركات الطيران الخاص في أساطيلها وحجم عملياتها ما يسهم في تحقيق النمو في هذا القطاع.
وينمو عدد طائرات رجال الأعمال في الشرق الأوسط من 453 طائرة إلى 1350 طائرة بحلول عام 2020 بقيمة 1,2 مليار دولار في 2020، وفقا لإحصائيات اتحاد الطيران الخاص في الشرق الأوسط «ميبا».
وأوضح الحمادي أن إطلاق مركز «ظبي جت» الجديد ومركز ضيافة طاقم الطائرات يسهم في جعل مطار البطين محطة جاذبة للطيارين وأطقم الطائرات، لما يوفره من خدمات مميزة.
وتوقع أن يستقطب مطار البطين مشغلين جددا خلال العام الحالي، لافتا إلى أن هناك أكثر من 90 مشغلاً جديداً استخدموا مطار البطين للطيران الخاص العام الماضي، في الوقت الذي استقطب فيه شركتين للخدمات اتخذتا من المطار مقراً لأعمالهما.
وتوجد 6 شركات تتخذ من المطار مقراً لها في الوقت الحالي تتمثل في «روتانا جت» و»برستيج جت» و»الجابر للطيران» و»اكس أو جت» إضافة إلى الشركتين الجديدتين المزودتين للخدمات وهما «جيت جورميه» و»جت للطيران».
وبحسب بيانات شركة أبوظبي للمطارات، نمت حركة الطيران التجاري في مطار البطين للطيران الخاص، الذي يعد أول مطار متخصص لخدمة الطيران الخاص في منطقة الشرق الأوسط، بنسبة 11% خلال العام الماضي ليسجل 8775 حركة للطائرات التجارية والخاصة، وتشير هذه الزيادة المطردة التي شهدها مطار البطين رغم التحديات التي واجهتها الساحة الاقتصادية مؤخراً إلى نجاح المطار في جذب عملاء من كبار الشخصيات.
وتوقع الحمادي استقطاب مطار البطين لشركات تعمل في السوق الأميركية التي يعد من أكثر الأسواق أهمية خصوصا في مجال الرحلات العابرة التي تهبط في المطار من أجل التزويد بالوقود والصيانة.
وأضاف» يستقطب المطار أسواق مختلفة أوروبية وشرق آسيوية كالصين والهند».
ولفت إلى أن تنظيم معرض أبوظبي للطيران الخاص الذي يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط خلال شهر مارس المقبل، يعزز من مكانة أبوظبي في مجال قطاع الطيران الخاص، ويتيح الفرصة لزيادة عدد الطائرات التي تشغل رحلاتها من والى المطار.
وتنطلق فعاليات معرض أبوظبي للطيران الخاص 6 مارس المقبل ويستمر 3 أيام في أبوظبي، بمشاركة نحو 100 شركة تعرض خدماتها لنحو 5 آلاف زائر للمعرض يوميا، وسيجمع المعرض أهم ممثلي قطاع الطيران العام والمعنيين به في دول الخليج وعالمياً ليعرض الطائرات الخاصة وأهم التطورات في هذا القطاع المتنامي في المنطقة.
من جهته، توقع فيليب ماركهام الرئيس التنفيذي لشركة «روتانا جت» أن يحقق قطاع الطيران الخاص بالدولة نموا يصل إلى 15% العام الحالي، مشيرا إلى أن أكثر الأسواق التي يأتي منها الطلب هي الأسواق الشرق آسيوية كالهند والصين إضافة إلى السوق المحلية.
وقال إن الشركة لديها قاعدة في مطار البطين وأخرى في مطار دبي، مشيرا إلى أن الشركة تمتلك مركزا للصيانة في مطار البطين للطيران الخاص يقدم خدمات الصيانة للطائرات.
من جانبه، قال شين أوهير الرئيس والمدير التنفيذي لشركة «رويال جت» إن قطاع الطيران الخاص حقق أداء ايجابيا وقويا في الشرق الأوسط العام الماضي وخصوصا في الدولة، متوقعا نمو القطاع بنحو 7%-10% العام الحالي.
وأكد أن اللاعبين في السوق الإماراتية سيحققون نتائج ايجابية في عام 2012، مشيرا إلى استمرار «رويال جت» في تحقيق النجاح للعام الحالي والريادة في سوق الطيران الخاص.
وقال رأفت حميداني مدير عام وصاحب شركة «Associated charter”، المتخصصة في تأجير الطائرات الخاصة لرجال الأعمال والتي تتخذ من دبي مقرا لها، إن قطاع الطيران الخاص بالدولة ينمو بشكل مستمر منذ سنوات، متوقعا أن يحقق نموا يصل إلى 10% العام الحالي.
وأكد أن القطاع يتأثر بالأوضاع الاقتصادية والسياسية في المنطقة، مضيفا أن توقعات النمو ستكون ايجابية بشكل أكبر في حال تحقق الاستقرار السياسي في عدد من الدول العربية.
في المقابل، أكد أن الوضع الاقتصادي الجيد لدولة الإمارات جعلها تحقق نموا في قطاع الطيران الخاص رغم الاضطرابات السياسية التي تشهدها بعض البلدان في منطقة الشرق الأوسط.
وذكر أن أكثر الأعوام التي حقق القطاع فيها نموا قياسيا كان في عام 2008، مشيرا إلى أن النمو خلال الأعوام القليلة الماضية وتوقعات النمو للعام الحالي لن تكون بنفس مستوى النمو الحاصل في عام 2008 بسبب الاضطرابات السياسية العربية والأوضاع الاقتصادية العالمية.
ولفت إلى ارتفاع الطلب من دول شرق آسيوية كالصين والهند وسنغافورة إضافة إلى ارتفاع الطلب من السوق الخليجية إلى أوروبا.