طوال مسيرتنا الرياضية، كانت هناك العديد من أسماء الإداريين الذين ساهموا بنصيب وافر في إرساء قواعد نهضتنا الرياضية، في مختلف الأصعدة، سواء في كرة القدم أو غيرها من الألعاب الأخرى، ومع مرور الأيام اختاروا النزول من قطار العمل، بينما هو يسير، ربما لأنهم تشبعوا بالعمل، أو لأنهم يئسوا من تحقيق ما يريدون أو يرون أنه لم يعد لديهم المزيد.
ذاكرة "الاتحاد" هي ذاتها ذاكرة الساحة الرياضية.. لم تنس الكثير من تلك الأسماء التي لا زالت بيننا، نجالسها أحياناً.. نقلب معها صفحات الماضي الذي ساهمت في تشكيله، وقد نسألها عن واقعنا الحالي وكيف تراه.. تجيب مرة وتصمت مرات، لكن السؤال الذي بقي يطرح نفسه: لماذا اختار هؤلاء طواعية أن يبتعدوا، بينما البعض الآخر يتشبث بالبقاء داخل «الكادر».. هل هم من نوعية مختلفة أم أن الزمن لم يعد زمانهم، فاختاروا أن يراقبوا المشهد من جديد.
كثيرة هي الأسماء التي تستدعيها الذاكرة، فهناك من قضى سنوات طويلة في العمل الرياضي التطوعي، سواء بالأندية والاتحادات الرياضية والكثير من الأسماء التي كان استحضارها بمثابة سؤال عن سر هذا الابتعاد الذي غابت معه نخبة من كوادرنا الإدارية، دونما سبب واضح.
بالطبع لم نفاجأ اليوم أنهم غابوا، ولكن في حضورهم وفي غيابهم، كان العطاء الإداري دائماً تحت المنظار، ولأن الإدارة إحدى ركائز العمل والتطوير الهامة، كان لابد من الاستئناس بآرائهم، والوقوف على نظرتهم للواقع الحالي.. أن نعرف كيف ينظرون للواقع، والأهم كان أن نعرف لماذا ابتعدوا، وهل لا تزال أسباب ابتعادهم قائمة لم تتغير؟.. كان ذلك هو السؤال العريض لـ«الاتحاد» أما الإجابة فكانت من خلال كوادرنا الغائبة الحاضرة في هذا الملف الساخن.
وتفاوتت الآراء في حلقة اليوم، فهناك من ذهب إلى أن العمل الإداري قائم على “الشللية” وأعداء النجاح، ورأي آخر يستند إلى أن الوسط الرياضي يضم حالياً إداريين لم يمارسوا اللعبة ولا يفقهون شيئاً عنها، بل إن المناخ غير صحي والعمل في المجال أصبح من أجل الوجاهة فقط، فيما قال البعض إن الرياضة “محلك سر” بسب الأفكار التقليدية والمحسوبية، بل إن الوسط يعاني من غياب آلية التقييم الواقعي وكثرة المنظرين، ويتفق الكثيرون على أن اتحاد الكرة حالة خاصة ونموذج للنجاح، بدليل الإنجازات التي تحققت على صعيد المنتخبات، خاصة الناشئين والشباب والأولمبي.
عبدالله العجلة: العمل الإداري قائم على «الشللية» وأعداء النجاح
الشارقة (الاتحاد) – وصف عبد الله العجلة الذي عمل في مجلس اتحاد الكرة لمدة 6 سنوات، في حقبة رئاسة يوسف السركال، ونادي الشارقة كإداري ومدير ومشرف لفريق كرة القدم، وعضو مجلس إدارة خلال 3 فترات من 1986 إلى 2009 قرار ابتعاده عن العمل الرياضي بالنهائي، ولا رجعة فيه، من منظور إنه كان يتعاطى مع فترة الهواية، وبعد الاحتراف، فإن ظروفه العملية لا تساعده، حيث لا توجد ضمانات تدعم التفرغ.
وقال: إن تركيبة العمل الإداري الرياضي في الغالب قائمة على “الشللية” ولكل زمن “شلة”، وابتعاده في ظل هذا الوضع واقعي ومنطقي.
وأوضح أنه لم يكن في يوم من الأيام محسوباً على “شلة” معينة، وإن الأشخاص الذين يتبعون “الشلليات” موجودون بشكل دائم سواء كانت ظروف العمل الإداري مشجعة أم غير ذلك، فعندما يتم إبعادهم أو يهمشون يقومون بدور محاربة الموجودين لاستعادة مقاعدهم، وإن المسألة كراسي، أو بشكل أوضح بريق الأضواء.
وأبدى العجلة عدم ندمه على فترة عمله التي قضاها في اتحاد الكرة أو نادي الشارقة، مشيراً إلى أن التوفيق من عدمه يعتمد على ظروف المجموعة وتوفر العوامل المساعدة والرؤى والاستراتيجيات والخطط التنفيذية والمنهجية وفي النهاية الإجماع والقناعة بالعمل في هذه البيئة سوى كانت بيئة داخلية أو محيطة في النادي أو الاتحاد.
وذكر أن البيئة في الاتحاد خلال الفترة الأخيرة لم تكن داعمة، مشيراً إلى أن الاتحاد في مراحله الأخيرة من عمره كان ُيحاسب بعد كل شوط وكل مباراة، والآن لا نسمع طنين تلك الأصوات، حتى بعد انتهاء ملف بطولة بأكملها، حيث تطوى الملفات سريعاً، لأن زاوية الرؤية اختلفت وبالتالي اختلفت دواعي ذلك الطنين.
وقال العجلة: انتهت فترة عمله في الاتحاد بأيامها الحلوة والمرة، نظراً لإعادة تشكيله بالانتخاب القائمة على “التربيطات”، وكانت واضحة حينها إلى حد ما، ولم يكن لديه استعداد للدخول إلى هذه الانتخابات عبر بوابة أخرى غير نادي الشارقة، فأدرك أنه لم يخدم الشارقة، عندما كان في موقع اتحاد الكرة، فهذا الأمر يعتبره وساماً تقلده حينها، ويعد دليل نجاح وحيادية للصالح العام.
أضاف: أما على صعيد نادي الشارقة فعرض عليه دخول المجلس في رئاسة الشيخ أحمد بن عبدالله آل ثاني فاعتذر ومع تكرار الإلحاح وجد انه من الواجب عليه رد الجميل للمشاركة في صناعة عهد إداري جديد يمثله الشيخ أحمد بن عبدالله آل ثاني، وذلك في فترة سابقة
عبدالله القبيسي: «الحرس القديم» وراء نكسة الألعاب المختلفة
الشارقة (الاتحاد) - قال عبد الله عبد الرحيم القبيسي عضو مجلس إدارة نادي الوحدة، ومشرف الكرة، ومدير النادي الأسبق، والذي ابتعد عن الوسط الرياضي عام 1998 إنه ترك معقد الإدارة، عقب تدخل بعض الأشخاص في عمله، وإن الابتعاد 12 عاماً جعله لا يفكر في العودة للعمل الرياضي.
وقال: إن “الحرس القديم” المتواجد في وسطنا لمدة 30 عاماً، للأسف سبب الإخفاقات والنكسات التي حدثت لألعابنا المختلفة خلال المرحلة الماضية.
وتساءل عبد الله القبيسي كيف تتطور ألعابنا واتحاداتنا المختلفة، وهى تُدار بأفكار وعقليات عمرها 30 عاما؟! حيث نجد في الاتحادات الوجوه نفسها، ينتقل رئيس من اتحاد إلى آخر، ويمارس دوره بالأفكار والعقلية نفسها، على الرغم من أن الساحة الرياضية تعج بالعناصر الشابة القادرة على الإبداع.
أضاف: وسطنا الحالي يضم إداريين لم يمارسوا اللعبة، ولا يفقهون شيئاً عنها، مناشداً جهات الاختصاص إتاحة الفرصة خلال المرحلة المقبلة للإداريين الذين مارسوا اللعبة من أجل الوصول إلى الأهداف المنشودة.
وقال: إن تراجع الرياضة إلى الوراء بشكل مخيف، يعد بمثابة الأمر الطبيعي في ظل رؤساء يذهبون من اتحادات ويترأسون اتحادات أخرى.
وذكر القبيسي أن اتحاد الكرة برئاسة الرميثي، والذي أعطى كل وقته لتطوير المنتخبات المختلفة، يعد الاستثناء الوحيد عقب الإستراتيجية الموضوعة، والتي جنت ثمارها كرتنا، خاصة في المراحل السنية.
وقال: إن إصلاح واقعنا الرياضي مرهون بفتح الباب للعناصر الشابة المتسلحة بالعلم، والتي مارست اللعبة في جميع الاتحادات، باستثناء اتحاد كرة القدم من أجل التخطيط ووضع السبل الكفيلة بتطوير هذه الاتحادات.
ماجد الغرير: انتهى عهد الإداري المتطوع
الشارقة (الاتحاد) – قال ماجد الغرير رئيس مجلس إدارة نادي الشباب الأسبق إنه أدى مهمته في فترة معينة، وإن التغيير سنة الحياة، خاصة أن كل فترة تحتاج إلى التغيير ونوعية من الإداريين، حتى لا يتم العمل على وتيرة ومنهج واحد. وقال إن التغيير لابد منه، خاصة أن التحديث يعد عاملاً مهماً، من منظور أن عضو مجلس الإدارة يستنفد كل أفكاره، وفي هذه الحالة يتطلب الأمر إتاحة الفرصة لأعضاء جدد للعمل بأفكار ورؤى جديدة.
وذكر الغرير أن الرياضة الإماراتية بحاجة إلى كوادر متفرغة، ودون معرفة الهدف الذي نسعى إليه لن نصل إلى المراد، فالرؤى تختلف من نادٍ إلى آخر وفقاً للإمكانات المتاحة، وقد تحدث شواذ في القاعدة. وأضاف: عهد الإدارات المتطوعة في الأندية انتهى، حتى لا نظلم هذه الأندية، حيث لا يستقيم أن يأتي العضو إلى النادي بعد 7 ساعات من دوامه المجهد في مقر عمله، ومن ثم الذهاب لأداء مهامه الرياضية في النادي لمدة ساعتين فقط، فالإداري المتطوع يجب أن يكون دوره رقابياً فقط، مشيداً بالعملية الاحترافية والتي تجني ثمارها كرة الإمارات مستقبلاً، حيث شاهدنا بعد بداية الاحتراف “الشركات” عقب تحول الأندية إلى مؤسسات تجارية.
وشدد الغرير على أن وسطنا الرياضي بخير فهناك استثمارات ضخمة في هذا القطاع وبنية تحتية عالية الجودة في أغلب الأندية، مما انعكس إيجاباً على الألعاب المختلفة، وقال إن الوقت حالياً لا يسمح بالعودة مجدداً إلى العمل الرياضي، وإن الكوادر الحالية مؤهلة وتؤدي دورها على أكمل وجه.
ابن نخيرات: 11 عاماً من العمل التطوعي «كفاية» و«الوسط» يعاني غياب التقييم الواقعي وكثرة المنظرين
الشارقة (الاتحاد)- يرى حمد بن نخيرات العامري مشرف عام كرة القدم السابق بنادي العين، والذي تقلد العديد من مهام في القلعة البنفسجية خلال الفترة من 1997 إلى 2008، عمل من خلالها عضواً بمجلس الإدارة وأمانة السر ومشرف عام كرة القدم، وممثل العين في الجمعية العمومية لاتحاد الكرة، أنه أخذ فرصته كاملة في قلعة “الزعيم”، مشيراً إلى أن 11 عاماً من العمل التطوعي، تعد بكل المقاييس “كافية”، وإن العمل التطوعي الرياضي هو تكليف وليس تشريفاً، مؤكداً أن هذه النوعية من المهام مرتبطة بمدى حاجة المؤسسة لها وإمكانات الشخص الذي يُكلف بها، بعيداً عن مسالة الرغبة من عدمها، نظراً لأنها تأخذ طابع تأدية الواجب تجاه الوطن أو المجتمع أو المؤسسة.
وقال: إنه كان محظوظاً خلال مسيرته في نادي العين، حيث عملت في بيئة متميزة تحت قيادة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبإشراف مباشر من سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، وقال إنه عمل بمبدأ خدمة قطاع أحبه وفي نادي هو ابن مدينته تحت أمر ولاة الأمر، مشيراً إلى أن العمل في نادي العين كان محبباً إلى نفسه، حيث أخذ وقته الكافي، ولا يريد أخذ وقت غيره.
وأضاف: المسالة غير مرتبطة على الرغبة في العمل الرياضي من عدمها حيث يعمل بناء على ما يقتضيه الأمر.
وقال: إنه عانى عندما كان في الميدان، وإن رأي الشخص الذي يعمل في الميدان الأقرب إلى الصواب، من منظور أن نظريته مبنية على الواقع والأدوات والمؤشرات والمعايير، وكثير من المعادلات الموزونة، فيما نجد أن الشخص الذي يتحدث من بعيد يرى أن الأمور سهلة، بعد تواجد العديد من المنظرين في وسطنا الرياضي، والذين يقول لهم إن أهل مكة أدرى بشعابها.
وأشار ابن نخيرات إلى أنه خلال فترة عمله يحبذ الاستماع إلى رأى أصحاب الخبرة دون التنظير في الإعلام، مؤكداً أنه آثر الابتعاد عن إبداء الرأي في العديد من الموضوعات التي تهم الساحة الرياضية تاركاً الفرصة كاملة لمن هم في الميدان.
وأوضح ابن نخيرات أن وسطنا الرياضي يُعاني من غياب آلية التقييم الواقعي للنتائج، مقارنة بالإمكانات المتوفرة من قيادتنا الرشيدة، مما كان له المرود السلبي كما أنه يعاني من التنظير وكثرة الكلام، مشيراً إلى أن التقييم المرحلي يساعد على تحديد المسار ومعرفة أين تقف؟
ولفت ابن نخيرات إلى أن طرح الخطط المستقبلية باستطاعة أي شخص القيام بهذا الدور ولكن تحقيقها ينبغي أن يتم على مراحل.
وقال: إن رغبته في العودة إلى الوسط الرياضي من عدمها لا تقدم ولا تؤخر لقناعاته بأنه أخذ فرصته كاملة على صعيد عمله في نادي العين أو تمثيله له في الجمعية العمومية لاتحاد الكرة، خاصة في بدايات وضع اللبنة الأولى لمشروع الاحتراف والمتغيرات الخاصة بالنظام الأساسي للاتحاد والمنظومة الاحترافية.
وقدم ابن نخيرات رسالة خاصة إلى الجيل الحالي من الإداريين، حيث ينبغي عليهم وضع نصب أعينهم أن الرياضة من الأشياء الأساسية في الحياة، وإنها تمثل شريحة كبيرة في المجتمع، فيها من يعمل ويعشقها، ومن لا يعمل، فعلى الجميع النظر للرياضة بعين خدمة المجتمع، وألا تنحصر الطموحات في نطاق ضيق، رغم القناعة بأن هذا هو الوضع الطبيعي للرياضة على مستوى الإمكانات، ولكن لا بد أن تكون متوازنة مع هذه الإمكانات، فإذا حاولنا وضع المعادلة في مكانها الطبيعي نجد أن إمكاناتنا والدعم المتوفر للرياضة يجعلنا لا نكتفي بتحقيق إنجاز على مستوى قطاع معين وإنما المنافسة على نطاق جميع الفرق.
علي الخضر: واقعنا «حنظل» وعلى الرياضة السلام
الشارقة (الاتحاد) – تحدث المستشار علي الخضر رئيس المكتب التنفيذي للشعب ومشرف فريق الكرة، ورئيس لجنة الاستئناف باتحاد الكرة الأسبق بنبرة تشاؤمية، مؤكداً أن هناك بعض الأسباب الخاصة والعامة التي كانت وراء ابتعاده عن العمل الرياضي، منها غياب دور النادي الاجتماعي والثقافي، بعد أن اكتفت أنديتنا بالبساط الأخضر فقط.
وقال: إن رسالة الأندية والتي عايشناها منذ الصغر، وتحديداً قبل 40 عاماً اجتماعية وثقافية من منظور مقولة العقل السليم في الجسم السليم، فالرياضي عندما يكون عقله سليماً، وعنده من الإدراك يكون خيراً من الجسم، لأن البساط الأخضر يُبني على الأقدام ولا يبني العقول، فكل فرد في المجتمع رسالة معينة لخدمته، ولا يستقيم إذا لم يكن الرياضي مثقفاً ولا يعرف ما له وما عليه، حيث يصبح في هذه الحالة مجرد عضلات دون عقل.
وقال الخضر إنهم كانوا يستمتعون، وهم صغار في الأندية بالمسابقات الثقافة والاجتماعية من مطارحة شعرية، وغيرها، ولكن الحال تغير الآن، حيث أصبحت الأندية مجرد لافتات للكرة، والتي استنفدت الموازنات فأهملت الألعاب الأخرى.
ولفت إلى أن وسطنا الرياضي إن فاز في يوم سوف يخسر سنوات فكل جيل يبني على ما فعله الآخرون، خاصة أنه ما بني على باطل فهو باطل، وقال" إن الواقع الرياضي "حنظل" بمرارته، وعلى الرياضة السلام دون ثقافة.
وأضاف: إصلاح حالنا الرياضي مرهون بإيجاد موارد ذاتية للأندية بعيداً عن الإطار الحكومي حتى يخدم النادي نفسه بنفسه، خاصة أن الدعم الحكومي أولى به مرافق أخرى بعيداً عن الأندية.
وقال: إنه لن يعود إلى العمل الرياضي عبر أي بوابة لعدم التوفيق بين عمله كمستشار قاضي الاستئناف ومهامه الرياضية، فلن يرضى لنفسه الذهاب للنادي لمجرد الجلوس على خط الملعب لمشاهدة المران فقط، لأن النادي لا يوجد فيه متنفس آخر غير كرة القدم.
محمد سند: «محلك سر» بسب الأفكار التقليدية
الشارقة (الاتحاد)- قال محمد سند القبيسي مدير عام نادي أبوظبي الدولي للرياضات البحرية السابق وعضو مجلس إدارة نادي الوحدة السابق لمدة 3 سنوات، والذي ابتعد عن العمل الرياضي عام 2008 إن العمل الرياضي يحتاج إلى احتراف كامل، حيث كان من الصعوبة التوفيق بين عمله في البترول، ومهامه الرياضية، مشيراً إلى غياب الاستراتيجيات والخطط المستقبلية لعدم توفر الكوادر المنفذة لها في أروقة الأندية، وإن كل من يحاول تقديم أفكار جديدة يجد العراقيل أمامه لتصدم أطروحاته بمثل هذه الحواجز.
وأضاف: الاحتراف في الأندية أجبرها على التغيير، حيث حان الأوان لإيجاد موارد ذاتية، بدلاً من الاعتماد على الحكومة، وإن طريق تحويل الأندية إلى شركات تجارية ليس مفروشاً بالورود كما يتصور البعض، وأنديتنا ما زالت تعتمد على الدعم الحكومي والمجالس الرياضية.
ووصف محمد سند القبيسي الوسط الرياضي بأنه يدور في حلقة مفرغة نظراً لغياب التعاون الكامل بين الإداريين وتغليب المصلحة العليا للأندية على مصلحة المنتخبات، مشيراً إلى أنه لا يوجد في ملاعبنا أجنبي “سوبر ستار” وإن صفقات الأجنبي الثالث في “دورينا” مضروبة، مما يسبب هدراً للمال العام.
وذكر أن الموازنة السنوية لأندية المقدمة المخصصة لعقود اللاعبين والأجانب تتراوح بين 70 و100 مليون درهم سنوياً، وإن السؤال الذي يطرح نفسه هل دوري المحترفين يتطلب دفع هذه المبالغ الطائلة ؟! وأكبر دليل على ذلك نتائج منتخبنا في كأس آسيا 2011 حيث ينبغي رفع شعار المنتخب أولاً وأخيراً بغض النظر عن فوز فريق أو آخر ببطولة الدوري لأن المقولة واضحة دوري قوي معناه منتخب قوي. وقال: للأسف إن أنديتنا لا تخدم استراتيجية وخطط اتحاد الكرة فقد عاني “الأبيض” خلال مشاركاته الخارجية والتي كان آخرها كآس آسيا 2011 بسبب تركيز الأندية على المهاجم الأجنبي من منطلق أن همها الأول والأخير الحصول على بطولة الدوري، وخاصة أن إدارييي هذه الأندية المحترفة يديرونها بعقلية الهواة.
وقال القبيسي إن حنين العودة إلى العمل الرياضي لا يراوده، لأن الرياضة أضحت محسوبيات، مؤكداً أن هذه المحسوبيات والأفكار التقليدية لن تقدمان رياضة الإمارات خطوة إلى الأمام.
وعن الحل أوضح القبيسي أنه سهل جداً، ولكن في الوضع الحالي يصعب تطبيقه، نظراً لأن الأندية تنظر إلى مصالحها الشخصية، مثمناً الجهد الكبير الذي يبذله محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة في وضع الخطط والتي ستقود منتخبات الناشئين والشباب والأولمبي إلى العالمية.
يوسف حسين: الانخراط في المجال للوجاهة
الشارقة (الاتحاد) – عمل يوسف حسين في نادي الشارقة فترة محدودة، واتحاد كرة القدم، حينما ترأس لجنتي المسابقات والمنتخبات، كما ترأس اللجنة الفنية لـ “خليجي 18”.
وقال: إنه طوى صفحة العمل الرياضي، حيث لا يتابع الدوري، ولا يعرف أسماء لاعبي الشارقة، فالرياضة لا تمثل له أدنى اهتمام، مع التأكيد على أنه لا ينكر فضلها عليه، في حب الناس والعلاقات منذ أن كان لاعباً حتى أصبح إدارياً.
وذكر يوسف حسين أن الرياضة كان لها أيضاً التأثير السلبي على مستقبله المهني، حيث إنه يعمل في وظيفة حكومية تتطلب التفرغ والتركيز.
وأضاف: المجال الرياضي أصبح غير صحي، وإن بعض الذين يعملون فيه غير مؤهلين، والكثيرون منهم طرقوا بابه بقوة، من أجل الوجاهة وليس للتطوير، مشيراً إلى أنه في غنى عن الوجاهة، نظراً لأن الكل يعرف ماذا قدم يوسف حسين؟!.
وقال إنه غير نادم على اتخاذ قرار الابتعاد، منضماً إلى ركب من سبقوه في الابتعاد من لاعبين وإداريين مخضرمين في ظل هذا المناخ غير الصحي، مؤكداً أن أسلوب النقد للأسف من البعض أصبح جارحاً، والقنوات الفضائية تستعين بكل من هب ودب والمحللون يفتون في كل شيء.
وأبدى يوسف حسين رضاه التام، على المهام والملفات التي أوكلت له خلال عمله في اتحاد الكرة، وأبرزها ملف الاحتراف، حيث تم تأسيس العمل التشريعي واللوائح في المرحلة الانتقالية لكرة الإمارات، مما فتح الباب إلى بداية عصر الاحتراف.
وقال: إن النتائج الحالية ثمرة عمل طويل، بدأ منذ اتحاده، وانتهى في عهد الاتحاد الحالي الذي يُحسب له هذا الإنجاز، بعد أن سار على نفس النهج، ولم ينسف ما أنجزوه في العهد السابق، وكذلك مرحلة عضوية الاتحاد بالانتخاب، حيث كان رئيس اللجنة التي وضعت لائحة أوضاع اللاعبين ورئيس لجنة النظام الأساسي للاتحاد.
يونس خوري: نفتقد ثقافة النجاح وطموحاتنا أكبر من تطلعاتنا
الشارقة (الاتحاد)- أكد يونس خوري الذي شغل منصب عضو مجلس إدارة نادي الجزيرة من 1995 إلى 2007 وعضو مجلس إدارة اتحاد الكرة من 2003 إلى 2008 وعضو اللجنة المنظمة العليا لـ”خليجي 18” أنه استمتع بتجربته الرياضية خلال مسيرته السابقة.
وقال: إن الطموحات أكبر من التطلعات، وإن المشكلة الحقيقية تكمن في تطبيق الخطط، فالرؤى قد تواجهها بعض الصعوبات في التطبيق، من حيث الواقع الذي نحن فيه.
وطالب خوري بتشخيص واقعنا الرياضي بطريقة واقعية تكون أكثر من تطلعاتنا والإمكانات المادية الموجودة، والتركيز على الكيف أكثر من الكم، خاصة أن الرياضة بحاجة ماسة إلى تخطيط واستراتيجيات على المدى البعيد، مؤكداً أن الرياضة تفتقد ثقافة النجاح، أي ثقافة النجاح للكل وثقافة الفشل للكل.
وأضاف: الأعمال الناجحة تعد ثقافة، وإن عمل الفريق الواحد لا نمارسه وإنما نتعلمه، فالنتائج الإيجابية تفرح الكل، كما حدث للمنتخب الأولمبي إبان فوزه بفضية دورة الألعاب الآسيوية الأخيرة، والتي أقيمت بمدينة جوانزهو الصينية.
وقال خوري إن أولمبياد لندن 2012 على الأبواب وإنه لم يسمع عن أي خطط واستراتيجيات، ومقياس أداء لمدة 10 سنوات، قبل المشاركة في مثل هذه المحافل الأولمبية، حيث كان ينبغي على الأقل وضع معايير المشاركة في أولمبياد لندن.
وأشار خوري إلى عدم تفكيره في العودة إلى الوسط الرياضي، لأنه لا يملك الوقت الكافي للعمل الإداري، مما أدى إلى ابتعاده خلال المرحلة الماضية.
وقال: إن عودته مرهونة بمنح العمل الرياضي من وقته 3 ساعات فقط في الأسبوع.
واختتم خوري حديثه بـ”روشتة” إلى الجيل الحالي من الإداريين بأن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، حيث ينبغي عليهم التركيز على العمل والسعي إلى التطوير لتحقيق الغاية المنشودة.
الحلقة الثانية غداً
جمال المري: المناخ غير صحي وعلينا الابتعاد عن الشعارات الرنانة
علي عمران تريم: لا نريد أن نحجر أفكار الشباب
نواف غباش: صاحب بالين كذاب
حمدون الصغير: الإداري يهتم بالوجاهة أكثر من العمل المخلص
سعيد مبارك: التغيير ضرورة وأنا رهن الإشارة
صلاح جلال: مفهوم الاحتراف مادي ولانزال هواة