ما هذه الفجوة الغريبة بين المدرس والطالب،، أهو تحد أم حرب أبد الدهر؟
لماذا ينظر بعض الطلبة الذين أرى أنهم -وبأسف- أغلبية إلى المدرس هذه النظرة الدنيوية،،، هناك علاقة فاترة تشوبها المصلحة وأداء المهمة وبعض الفتور والكره،،،، وللأسف،،، فإن بعض المدرسين قد انساقوا لمثل هذا التيار المؤلم،، حتى أصبح المدرس يقدم الدرس فقط ليؤدي وظيفة يضمن بها قوت يومه·
هناك موقف غريب رأيته في صغري ومازلت أتذكره حتى الآن،،،، وهذا الموقف راسخ في ذاكرتي،،، لم أكن أدرك أهمية الموضوع في وقت،،، ولكني أدرك المعنى الحقيقي الآن،،، عندما كنت صغيراً (قد أكون بعمر 10 سنوات حينها) أذكر بأني قد خرجت إلى مع والدي لإحدى الجهات الرسمية،،، وكنت جالساً بجوار والدي،،، وفجأة رأيت والدي يفز من مقعده ويمشي بسرعة متجهاً لشخص عربي كبير في السن،،، ورأيت أبي يمسك بهذا الرجل ويقبل رأسه ويسأله عن أحواله بكل اهتمام واحترام،،، استغربت كثيراً من هذا المنظر،،، أنا لا أعرف هذا الشخص،،، ولا ألاحظ بأن أبي يتصرف بهذا الشكل مع أي شخص،،، انتظرت إلى أن عاد والدي الذي رأي الاستغراب في عيني،،، لم ينتظر لأسأله،،، قال لي أتعلم من هذا الشخص،،، فأجبت لا،،، قال هذا مدرسي،، الأستاذ أحمد،،، الذي علمني عندما كنت صغيراً في مثل سنك،،،، استغربت من هذا التصرف،،، ولكني كنت صغيراً ولم أبد أي اهتمام للموضوع،،، وبعدها بأيام قص علي والدي عن مدى الاحترام الذي يلقاه المدرس في أيامهم،،، حيث التعليم في بدايته،،، وحيث كان للمدرس كل التقدير والاحترام من قبل المجتمع·
ما الذي تغير الآن،،، لماذا تغيرت هذه العلاقة الجميلة؟؟ أين المدرس وهيبته،،، قد يعرف الطالب الآن اسم مدرسه،،، وقد لا يعرفه،،، أصبحت التدريس مجرد وظيفة لكسب الرزق،،، لم يعد التدريس هدفا يصبوا إليه الناس،،، ولم يعد الطالب ذلك الطالب المنبهر بشخصية مدرسه، لم يعد الطالب يعرف القدر الحقيقي لهذا الشخص البالغ الواقف طول الحصة ليشرح الدرس·
ما هذا الفيروس المنتشر في مدارسنا،،، ما هذا الفتور في هذه العلاقة التي من المفترض أن تكون راقية ومهمة، أتمنى أن أكون في حلم غير جيد،، وأن أصحوا بعدها من نومي لأرى أن كل شيء عاد لما كان عليه من تقدير وهيبه واحترام·
كمال اليماحي