رشا طبيله (أبوظبي)
أكد ناصر النويس، رئيس مجلس إدارة «روتانا» للفنادق، أن أبوظبي تسير في الاتجاه الصحيح نحو العالمية والتميز، وذلك بعد البوادر الإيجابية التي بدأت تلقي ظلالها على أداء الفنادق، بدءاً من العام الماضي، حيث شهد القطاع تحسناً ملحوظاً من ناحية أسعار الغرف ومعدلات الإشغال، الأمر الذي انعكس على إجمالي الإيرادات الفندقية.
وأرجع النويس، في حوار مع «الاتحاد»، التحسن الحاصل في القطاع الفندقي بأبوظبي، إلى الفعاليات والأحداث العالمية التي حصلت في أبوظبي، ساعدت المستثمرين بشكل كبير في تحسن الدخل الفندقي مقارنة بالعام الذي قبله، إلى جانب تحسن معدلات الإشغال الفندقي، حيث إن أبوظبي مدينة تتميز بالاستقرار الأمني والاقتصادي، إلى جانب توفر الشواطئ المتميزة والمراكز التجارية والبنية التحتية الرئيسة.
الجهود التسويقية والترويجية
وأضاف: «بدأ التحسن أيضاً في أداء القطاع، بسبب تضاعف الجهود التسويقية والترويجية لأبوظبي كوجهة سياحية إقليمياً، حيث إن المبادرات التي أطلقتها الحكومة في رفع ميزانية الترويج السياحي، إلى جانب تسهيل إصدار التأشيرات السياحية، وجذب الفعاليات العالمية، أسهم في تسجيل أداء إيجابي في مؤشرات السياحة بأبوظبي».
وقال: «مع استمرارية هذه الجهود، نتوقع أن نرى مستقبلاً واعداً ومتميزاً لأبوظبي، لا سيما في القطاع السياحي والفندقي، بعد أن عانى المستثمر الفندقي في سنوات سابقة».
وأوضح النويس: «عندما بدأت الاستثمارات الفندقية عام 2009 و2010، كان معدل أسعار الغرف في أبوظبي 1200 درهم، أما اليوم فهو تقريباً 440 درهماً، فالمستثمر واجه صعوبات في تسجيل نمو في الأرباح، بفعل انخفاض معدلات أسعار الغرف خلال السنوات الخمس التي تسبق العام الماضي».
وأضاف النويس: «ولكن بدءاً من العام الماضي، ومع جهود الحكومة في دعم المستثمرين، بدأت الأمور تتحسن، وتعطي أملاً كبيراً في أن القطاع السياحي يسير في الاتجاه الصحيح».
وحول توقعات العام الجاري، لا سيما مع انطلاق إكسبو دبي، أكد النويس أن إكسبو يجذب للدولة مستثمرين والتجار ورجال الأعمال والسياح، فهو بمثابة مهرجان دولي كبير بالنسبة للدولة».
زيادة النشاط السياحي
وبين أن جميع إمارات الدولة تستفيد من إكسبو، حيث إن مقره القريب من أبوظبي يسهم في زيادة النشاط السياحي في فنادق أبوظبي أيضاً، إلى جانب فنادق الإمارات الأخرى. ولفت النويس، إلى أن «روتانا» تقوم بإعداد حزم لإكسبو تستفيد منها جميع فنادق المجموعة، في مختلف إمارات الدولة، حتى يتعرف زائر إكسبو على المعالم السياحية في الدولة.
وحول زيادة حصة سياحة الترفيه في أبوظبي، أكد النويس أن حصة سياحة الترفيه ترتفع بشكل ملحوظ في أبوظبي بفعل المرافق الترفيهية، التي تم افتتاحها في جزيرة ياس، إلى جانب افتتاح «اتحاد أيرينا»، الذي يساعد على جذب السياح ورجال الأعمال أيضاً، حيث إن استقطاب الفعاليات الكبرى من أهم معايير الجذب السياحي.
ولفت النويس، إلى «وجود خطط لتعزيز الترويج لجزيرة السعديات، لأنها من أجمل الجزر من خلال بحرها المفتوح وشواطئها الذهبية، فهي مصممة لجذب السياح والسكان في آن».
وأكد أن افتتاح متحف اللوفر فيها، إلى جانب الافتتاحات المستقبلية للمتاحف، يساعد بشكل كبير في جذب مزيد من السياح إلى الإمارة. وحول معدل إقامة السائح في أبوظبي، أكد النويس أنه بدأ في الارتفاع منذ العام الماضي، بفعل الفعاليات العالمية التي تستقطبها أبوظبي، إلى جانب المرافق الترفيهية، والتي ساعدت على زيادة معدل إقامة السائح، لافتاً إلى أن سائح الأعمال والمؤتمرات أصبح أيضاً، يمدد إقامته للتعرف على السياحة في أبوظبي.
وفيما يتعلق بسياح الترانزيت، أشار النويس إلى أنه مع القرارات الحكومية لتسهيل دخولهم الدولة، فإننا شهدنا نمواً ملحوظاً في إقامة سياح الترانزيت في الفنادق.
أهم الأسواق
وحول أهم الأسواق السياحية، أكد النويس أن السوق المحلي من أهم الأسواق، وتستحوذ على الحصة الأكبر من نزلاء الفنادق، فهم أكثر أنفاقاً من السياح الأجانب.
وقال: «لاحظنا نمواً ملحوظاً من السوق الروسي، حيث من الضروري التركيز على استقطابهم، إلى جانب الأسواق الأوروبية خاصة الألمانية والبريطانية والسويسرية، والعمل على زيادة الترويج في تلك الدول للدولة». وأضاف النويس، أن السوقين السعودي والكويتي بشكل خاص، من أهم الأسواق الخليجية بالنسبة للدولة.
نمو سياحي ملحوظ
قال النويس: إنه مع قيام المملكة العربية السعودية، بإصدار التأشيرات السياحية حتى يزورها السياح، إلى جانب تنظيم الفعاليات الترفيهية فيها، فإنها تشهد إقبالاً من السياح، وبالتالي يسهم ذلك في تحقيق نمو في السياحة البينية بين البلدين، ما يؤكد عمق العلاقة بين البلدين.
وتوقع النويس، أن تشهد السعودية نمواً سياحياً ملحوظاً خلال الفترة المقبلة، في وقت تشهد الإمارات باستمرار طلباً كبيراً من السوق السعودي، فهو من أهم الأسواق بالنسبة للدولة، لا سيما أن قوتهم الشرائية مرتفعة.
موازنة العرض والطلب
وفيما يتعلق بتحمل السوق الإماراتي لفتح فنادق جديدة بالدولة، قال النويس: «لا أعتقد أن الدولة بحاجة لبناء فنادق جديدة في الوقت الراهن، لأن أسعار الغرف حالياً لا تساعد، والمعروض كاف لاستيعاب الطلب، فالموازنة بين العرض والطلب أمر في غاية الأهمية بالنسبة للمستثمرين».
وقال النويس: «حتى في معرض إكسبو، فإن المعروض من الغرف الفندقية في الدولة كاف لاستيعاب النمو في الطلب من السياح خلال فترة المعرض». وشدد النويس، على أنه من الضروري الاستمرار في تعزيز الترويج السياحي لأبوظبي، وجذب وسائل الإعلام الأجنبية من الأسواق المهمة، للتعرف على أبوظبي، والتحدث عنها في المنصات العالمية الرقمية.
3 فنادق جديدة
وحول توسعات «روتانا» خارج الدولة، قال النويس: «سيتم في الربع الأول والثاني من العام الجاري، افتتاح 3 فنادق في المملكة العربية السعودية، وهي سنترو كورنيش الخُّبر، ودانا ريحان من روتانا في الدمام، وداماك تاورز أرجان من روتانا في الرياض». وأضاف: «سيتم افتتاح العام الجاري فندق الجداف روتانا في دبي، وسنترو عمّان، وتسهم هذه الفنادق بإضافة أكثر من 2000 غرفة فندقية جديدة، إلى محفظة روتانا التشغيلية».
وحول أداء فنادق روتانا، قال النويس: «حققنا أداء جيداً خلال العام الماضي، ويتوافق مع توقعاتنا، ونأمل أن نسجل العام الحالي نمواً في الأداء، لا سيما مع انطلاق إكسبو».
وتضم محفظة روتانا من الفنادق قيد التطوير 11376 غرفة فندقية، موزعة على 27 مدينة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وتركيا.
وأكد النويس، أن أداء فنادق روتانا في السعودية تحسن كثيرا، حيث سجل نمواً كبيراً مقارنة بقبل عامين، نظراً لمنح التأشيرات السياحية، وتنظيم الفعاليات التي تستقطب الزوار. وتوقع النويس، أن «تسجل أبوظبي العام الجاري أداء أفضل من العام الماضي، إلى جانب نمو ملحوظ في أداء فنادق رأس الخيمة، سواء في الإشغال أو الإيرادات، فالمنتجعات الشاطئية بشكل عام، مثل منتجعنا في رأس الخيمة، والآخر في جزيرة السعديات، يسجلان نمواً في الإشغال».
ودولياً، تدير روتانا 68 فندقاً، تقوم بتشغيلهم في 25 مدينة منتشرة في كل من قارة أفريقيا وآسيا وأوروبا.
«كورونا» ألغى حجوزات السفر عالمياً
فيما يتعلق بتأثير «كورونا» على السياحة عالمياً، أشار النويس: «يوجد تأثير من كورونا عالمياً على قطاع السفر والسياحة، حيث يقوم كثير من المسافرين حالياً، بإلغاء حجوزاتهم وتأجيلها، ونأمل أن يكون تأثيره مؤقتاً وقصيراً، وأنه لا يؤثر على العام بأكمله».
وأضاف النويس: «نرجو أن لا يستمر مرض «كورونا»، وأن يكون تأثيره مؤقتاً».