12 فبراير 2011 20:16
تتوسع “لوفتهانزا” و”إير فرانس - كيه إل إم” و”بريتيش ايروايز” في أفريقيا فيما تتنامى أنشطة النفط والغاز الطبيعي في القارة التي تتطلب خدمات النقل الجوي وذلك رغم الاضطرابات الحادثة حالياً في أفريقيا، فقد أضافت لوفتهانزا رحلات إلى جمهورية الكونغو في شهر نوفمبر، كما بدأت “بي إم أي” أحد أقسام “لوفتهانزا”، المتمركزة في بريطانيا، رحلاتها إلى العاصمة الليبية طرابلس في شهر ديسمبر وأعلنت مؤخراً عن فتح خطوط لها إلى مراكش والدار البيضاء، كذلك تعتزم “إيرفرانس” تسيير رحلات إلى سيراليون وليبيريا وليبيا هذا العام.
وتتوقع “لوفتهانزا” أن يزيد طلب الرحلات الجوية في أفريقيا بنسبة متوسطها 6% سنوياً لغاية عام 2025 مدفوعة بتنامي صناعة المواد الأولية وتزايد أعداد الطبقة المتوسطة في القارة السوداء، ولم تقلق شركات الخطوط الجوية من الاضطرابات التي عملت على مغادرة الأجانب لمصر نتيجة الاحتجاجات على الحكومة المصرية والمشاكل الحادثة في ساحل العاج.
في ذلك قال فرانك سكودزيك المحلل في كوميرز بنك في فرانكفورت: “رغم أن التوترات السياسية تشكل مخاطرات عالية في أسواق أفريقيا إلا أنها تدر أرباحاً أكثر مما تدره أسواق الدول المتقدمة، وكانت بعض المناطق الأفريقية حكراً لشركة خطوط جوية واحدة، أما الآن فقد انفتحت هذه المناطق ولذلك تتنافس شركات عديدة على اقتناص حصص فيها”.
وكانت الحكومات الأفريقية فيما مضى تميل إلى الاتفاق مع شركات طيران فرنسية وبريطانية وفقاً لارتباطات موروثة قبل استقلال الدول الأفريقية، أما الآن فقد تخلصت هذه الحكومات من ذلك الالتزام وانفتحت على دول أخرى الأمر الذي أتاح لشركة “لوفتهانزا” الألمانية، ثاني أكبر شركة طيران في أوروبا بعد “اير فرانس - كيه إل إم” التوجه إلى مناطق أفريقية أكثر ربحاً من أسواق أوروبية.
سجلت لوفتهانزا العام الماضي زيادة نسبتها 11% في خطوط جوية أفريقية وشرق أوسطية مقيسة بعدد المسافرين مضروب في الكيلومترات المقطوعة، وبلغت حصتها في المنطقة 24 في المئة في شهر نوفمبر 2010 مقارنة مع نحو 17% خلال 2002.
وتعد أوروبا البوابة الرئيسية إلى أفريقيا إذ تشكل الرحلات بين القارتين 3,2% من إجمالي الحركة الجوية العالمية في عام 2009 بحسب الجمعية الدولية للنقل الجوي اياتا، وبالمقارنة تشكل رحلات أفريقيا - الشرق الأوسط واحد في المئة وتشكل الرحلات بين أفريقيا وآسيا 0,4%.
وزادت الحركة الجوية الدولية في أفريقيا العام الماضي بنسبة 9,8% متجاوزة نموها في أوروبا البالغ 3,9% وفي أميركا الشمالية البالغ 5,5% بحسب تقارير مجلس المطارات الدولي التي صدرت مؤخراً.
وأضافت “اير فرانس - كيه ال ام” كلا من كيجالي عاصمة رواندا وباتا في غينيا الاستوائية لجدولها الشتوي وزادت سعتها إلى أفريقيا بنسبة 3,5%، وتخطط الشركة لرحلات إلى فريتاون، سيراليون ومونروفيا عاصمة ليبيريا كما ستبدأ رحلات إلى طرابلس بالإضافة إلى رحلات كيه ال ام اليومية.
وقال بان ديروكل المحلل في اودو سكيوريتيز في باريس: “إن الأمر لا يقتصر على رحلات إلى فرنسا من أفريقيا بل إن مطار شارل ديجول يجتذب حصة كبيرة من جميع الرحلات القادمة من أفريقيا المتوجهة إلى باقي أنحاء العالم في الولايات المتحدة وآسيا، والآن بدأت هذه الرحلات تجذب اهتمام شركات خطوط جوية أخرى”. وتشكل أفريقيا 400 مليون يورو أو 553 مليون دولار في أرباح تشغيل اير فرانس - كيه ال ام سنوياً بحسب ديروكل.
يذكر أن هذه الشركة سجلت خسائر تشغيل بلغت 1,3 مليار يورو في العام المنتهي في 31 مارس 2010. وبلغ ثمن تذكرة “اير فرانس” ذهاب وعودة من باريس إلى نيويورك بمسافة 5800 كيلومتر أو 3600 ميل في أوائل أبريل 2010 (470 يورو فقط) بينما بلغ سعر التذكرة خلال نفس الفترة إلى بوانت نوار بجمهورية الكونجو بمسافة 6000 كيلومتر من باريس 1181 يورو.
وتكثف “لوفتهانزا” توسعات شبكتها في المنطقة الغنية بالنفط حول خليج غينيا، إذ تشغل الشركة ثلاث رحلات إلى نيجيريا فقط كما تشغل الشركة رحلات إلى داكار السنغال ولواندا أنجولا. كما تعمل “لوفتهانز”ا وأفرعها في عواصم شمال أفريقيا ومدن شرق افريقيا بما يشمل الخرطوم السودان وأديس أبابا ودار السلام تنزانيا.
كذلك توسع “لوفتهانزا” شبكتها عن طريق تحالف ستار، إذ من المخطط أن يتم ربط الخطوط الجوية الأثيوبية بخطوط جنوب أفريقيا ومصر للطيران هذا العام ما يكفل لأعضاء التحالف مزيداً من الرحلات الجوية في وسط أفريقيا وشرقها، يذكر أن سكاي تيم التابع لشركة “ايرفرانس - كيه ال ام” يضم الخطوط الجوية الكينية، بينما لا تضم وان وورلد التابعة لبريتيش ايروايز أي أعضاء في أفريقيا.
ويعتزم شركاء “لوفتهانزا” الثلاثة تشكيل خط جوي جديد للعمل في وسط افريقيا وغربها سيتيح لشركة لوفتهانزا الألمانية تكثيف نشاطها في مطارات كبرى مثل مطار لاجوس. وفي شهر مايو أضافت “فيرجن أتلانتيك ايروايز” اكرا غانا لرحلاتها إلى لاجوس وكيب تاون وجوهانسبورج، يذكر أن غانا بدأت ضخ نفط من حقل جو بيليه في 15 ديسمبر 2010 وستبلغ نحو 120,000 برميل في اليوم بحلول منتصف 2011. وتخدم “لوفتهانزا”، التي تضم الخطوط الجوية النمساوية والخطوط الجوية الدولية السويسرية، 39 وجهة أفريقية بعدد رحلات يبلغ 269 رحلة في الأسبوع. بينما تخدم “اير فرانس - كيه ال ام” 36 وجهة أفريقية و210 رحلة أسبوعياً أما بريتيش ايروايز وخطوط “ايبيريا الجوية الإسبانية” فإنها تخدم 27 وجهة و150 رحلة أسبوعياً في أفريقيا. وستبدأ “بريتيش اير وايز” رحلاتها إلى مراكش في 27 مارس من مطار جاتويك، يذكر أن منتجع شرم الشيخ انضم مؤخراً إلى الرحلات من جاتويك.
وقالت “بريتيش اير وايز” إن أفريقيا تنمو وأنها سوق مهمة لها وأن الشركة تتوسع في مناطقها الحيوية والتي حصلت على تصاريح لدخولها في السنوات القليلة الماضية.
نقلاً عن: انترناشيونال هيرالد تريبيون
ترجمة: عماد الدين زكي