فاطمة عطفة (أبوظبي)
كانت أبوظبي على موعد أمس الأول مع روائع الموسيقى الكلاسيكية، بقيادة الموسيقار الإسباني الشهير جوردي سافال مع المجموعتين الموسيقيتين: «هيسبيريون XXI»، و«كابيلا ريال دي كاتالونيا»، حيث استمتع الحضور، الذين غصت بهم صالة مسرح المجمع الثقافي بأبوظبي، بمقطوعات من الموسيقى الكلاسيكية الرائعة القادمة من رحاب الأندلس والمعبرة عن تلاقي الشرق والغرب في جو من الألفة والتسامح والاحترام.
عزف الموسيقار سافال، أحد أعظم عازفي الموسيقى العالمية التاريخية، أروع الألحان الكلاسيكية التي أخذت الجمهور في رحلة موسيقية إلى ما قبل 500 عام في غرناطة، المدينة العربية الأوروبية العريقة التي جسدت أسمى أمثلة التمازج بين الثقافات، حيث نطقت الموسيقى بروعة التاريخ وفلسفة وجمال العصر الأندلسي، كما احتفى العرض بالجسور الثقافية الإيجابية والمثمرة التي تلتقي عليها مختلف الثقافات والأديان، بما يستدعي روح التسامح عبر ألحان موسيقية بنكهة عربية أصيلة. يشار إلى أن الموسيقار جوردي سافال يعد أحد أكثر الشخصيات المتفردة من بين أبناء جيله في عالم الموسيقى، حيث استمر تفوقه لأكثر من خمسين عاما، واستطاع أن ينقذ العديد من الجواهر الموسيقية الفريدة ليعيدها مرة أخرى إلى الأذهان، حتى أصبح شخصية رائدة في إعادة تقييم تراث الموسيقى التاريخية. وأنشأ سافال مع مونتسيرات فيجوراس المجموعة الموسيقية «هيسبيريون XXI» (1974) و«كابيلا ريال دي كاتالونيا» (1987) و«لي كونسيرت دي نيشنز» (1989).