مصطفى عبد العظيم (برلين)
أكد عاملون في القطاع السياحي والفندقي أن الزخم السياحي الذي تشهده أبوظبي خلال السنوات الأخيرة والذي توج باستقبال الإمارة لعشرة ملايين زائر عام 2018، يؤسس لانطلاقة واعدة لصناعة السياحة في أبوظبي نحو إعادة رسم خريطة السياحية الإقليمية والعالمية وتبوؤ مراكز الصدارة في قائمة أكثر المدن جذباً للسياح.
وأكدوا لـ «الاتحاد» على هامش مشاركتهم في جناح دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي في بورصة السياحة العالمية ببرلين، أن جميع مؤشرات القطاع السياحي في أبوظبي خلال الربع الأول من العام الجاري، تشير إلى أن صناعة السياحة في أبوظبي تتهيأ فعلياً لبدء مرحلة جديدة من الازدهار.
ولفتوا إلى أن إطلاق الإمارة للعديد من المشاريع السياحية النوعية خلال العامين الماضيين، على غرار متحف اللوفر أبوظبي وعالم وارنر براذرز وقصر الحصن، أسهمت في ترسيخ مكانة الإمارة على خريطة الوجهات السياحية العالمية، متوقعين أن يتواصل هذا الزخم خلال الأعوام المقبلة.
وأرجع هؤلاء الأداء الإيجابي للقطاع السياحي خلال الربع الأول وتوقعاتهم المتفائلة بعام 2019، إلى المكانة العالية التي تحظى بها أبوظبي بين الوجهات السياحية العالمية، لافتين إلى أن استضافة الإمارة لأحداث ومعارض عالمية وإقليمية كبيرة مثل بطولة الأمم الآسيوية والأولمبياد الخاص ومعرض أيدكس، بالإضافة إلى الزيارة التاريخية لقداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، أسهمت جميعها ليس فقط في رفع معدلات الأداء، ولكن أيضاً في ترسيخ موقع الإمارة بين الوجهات العالمية المقصودة، متوقعين أن يكون لهذه الأحداث مردود قوي على صناعة السياحية في أبوظبي خلال الفترة المقبلة.
ووفقاً لمؤسسة «إس تي آر» المتخصصة في البحوث والاستشارات الفندقية، سجلت فنادق أبوظبي أعلى معدل إشغال للغرف خلال شهر يناير 2019 منذ يناير عام 2008، برغم الزيادة الكبيرة في المعروض من الغرف الفندقية الجديدة والتي بلغت نحو 11.2%، مستفيدة من زخم بطولة أمم آسيا واستضافة الإمارة للعديد من الأحداث العالمية الضخمة.
وبحسب بيانات المؤسسة، ارتفع متوسط إشغال فنادق أبوظبي خلال شهر يناير الماضي إلى 78% بزيادة قدرها 1.9% مقارنة بالشهر ذاته من عام 2018، بالتزامن مع تحسن كبير في أداء القطاع على صعيد العائدات والأسعار، حيث ارتفع متوسط سعر الغرفة الفندقية في أبوظبي بنسبة 5.4% ليصل إلى 449.72 درهم، فيما ارتفع العائد على الغرفة الفندقية المتاحة بنسبة 7.5% ليصل إلى 350 درهماً.
معالم سياحية متنوعة
أكدت أنا أولسين مديرة المبيعات والتسويق في فندق قصر الإمارات، أن أبوظبي نجحت خلال فترة قصيرة من الزمن أن ترسخ موقعها على خريطة الوجهات السياحية الرئيسة عالمياً وإقليمياً؛ بفضل ما تتمتع به من مقومات ومعالم سياحية متنوعة وبنيتها التحتية العالمية.
ولفتت إلى أن القطاع السياحي والفندقي في أبوظبي بدأ يجني ثمار التطورات المتسارعة والضخمة التي شهدها في السنوات الأخيرة، والتي توجت بافتتاح مجموعة من معالم الجذب المهمة مثل اللوفر أبوظبي و«عالم وارنر براذرز أبوظبي» وافتتاح قصر الحصن التاريخي، لتضاف إلى ما تزخر به الإمارة من مقومات ومعالم سياحية متفردة تضعها في صدارة الوجهات السياحية العالمية.
وأوضحت أن التأثير الإيجابي لهذه الإضافات النوعية للقطاع السياحي انعكس في الأداء الجيد للفندق خلال عام 2018 مقارنة مع عام 2017، مشيرة إلى أن مؤشرات الأداء في الربع الأول أيضاً جاءت إيجابية بشكل كبير، مما يعزز من مستويات التفاؤل بتسجيل نمو قوي في عام 2019.
وأضافت أن الأحداث والفعاليات التي استضافتها أبوظبي خلال شهري يناير وفبراير الماضيين، بالإضافة إلى استضافة الأولمبياد الخاص هذا الشهر، تسهم بشكل كبير ليس فقط في رفع معدلات الإشغال الفندقي وإنعاش الحركة السياحية، بل أيضاً في الترويج لإمارة أبوظبي كمقصد سياحي مهم في المنطقة، مشيرة إلى ارتفاع الطلب بشكل ملحوظ من بعض الأسواق على أبوظبي، خاصة من السوق الإيطالي بعد الزيارة التاريخية للبابا فرانسيس بابا الفاتيكان إلى أبوظبي.
وكلاء السياحة والسفر
من جانبه، توقع هاكان أوزتوران مساعد مدير المبيعات في فندق سوفيتل كورنيش أبوظبي، أن يشهد القطاع الفندقي في أبوظبي خلال العام الجاري نمواً ملحوظاً في عدد الليالي الفندقية وتحسناً في إيرادات الغرف، مشيراً إلى أهمية التواجد في بورصة السياحة العالمية في برلين التي تشكل نافذة مهمة للالتقاء بأكبر وأشهر وكلاء السياحة والسفر في العالم.
وقال إن الربع الأول رائع من جميع النواحي، ونركز حالياً على تعزيز هذا النمو من خلال تطوير العلاقات والتعاون مع الوكلاء في بورصة برلين لجذب المزيد من النزلاء من الأسواق المختلفة وخاصة السوق الألماني خلال موسم الصيف، وذلك عبر تقديم حزمة من العروض الخاصة لكبار اللاعبين من وكلاء السياحة والسفر.
بدورها قالت أناستاسيا بلخوفا، مساعدة مدير المبيعات في فندق ريكسوس جزيرة السعديات، الذي يشارك للمرة الأولى تحت مظلة دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، إن الجهود الكبيرة التي تبذلها أبوظبي للترويج لمقوماتها السياحة واستضافتها للعديد من الأحداث العالمية والإقليمية الضخمة، أسهمت في إنعاش أداء القطاع الفندقي بالإمارة، مشيرة إلى أنه على الرغم من حداثة انضمام فندق ريكسوس السعديات للقطاع الفندقي في أبوظبي في أكتوبر الماضي، وارتفاع حدة المنافسة في السوق، فإنه حقق معدلات إشغال جيدة، خاصة في الفترة الأولى من هذا العام، الأمر الذي يعكس قوة ومكانة أبوظبي كوجهة سياحية جاذبة للسياح.
الجهود الترويجية
في السياق ذاته، قالت انيشكا دي سليفا مدير إدارة تطوير الأعمال في فندق شانغريلا للشقق الفندقية وفندق تريدرز قرية البري - أبوظبي، إن مؤشرات الربع الأول من العام الجاري تعكس التفاؤل بإمكانية تحقيق معدلات إشغال أعلى مقارنة مع 2018.
وأكدت أن التحسن الكبير في أداء الفندق يعود بشكل رئيس للسمعة الكبيرة التي تحظى بها أبوظبي بين الوجهات السياحية الإقليمية والعالمية، والجهود الترويجية المبذولة لتعزيز موقع الإمارة بين هذه الوجهات، فضلاً عن احتضانها واستضافتها لأحداث عالمية وإقليمية كبيرة مثل بطولة أمم آسيا، والأولمبياد الخاص وكذلك المعارض الضخمة مثل أيدكس.
وأوضحت أن المعالم السياحية الجديدة التي شهدتها أبوظبي في العامين الماضيين مثل اللوفر أبوظبي وافتتاح عالم وارنر براذرز أبوظبي، أثرت تجربة السائح إلى أبوظبي ووفرت أمامه المزيد من الخيارات التي تحفزه على القدوم لزيارة الإمارة للتمتع بمقوماتها السياحية المتنوعة.
من جهتها أكدت مارتينا أنيباليني، مساعدة مدير إدارة المبيعات للشركات السياحية في فندق باب القصر، أن أداء الفندق في شهري يناير وفبراير كان إيجابياً للغاية، بفضل الزخم الكبير الذي نتج عن الأحداث والفعاليات الكبيرة التي استضافتها أبوظبي خلال هذين الشهرين، وفي مقدمتها بطولة أمم آسيا ومعرض أيدكس وزيارة البابا، متوقعة استمرار هذا الزخم خلال الشهر الجاري كذلك مع استضافة الأولمبياد الخاص.
وقالت إن بداية عام 2019 تعكس النمو القوي في القطاع مقارنة مع العام 2018، متوقعة أن يواصل القطاع نموه خلال العام الجاري برغم المنافسة في السوق.