كل إنسان على وجه الأرض يتمتع بالقدر نفسه من هذا المورد.. صغيرنا وكبيرنا.. غنينا وفقيرنا… كلنا لدينا 24 ساعة فقط في اليوم.. لا يستطيع أحد مهما بلغ نفوذه وثراؤه أن يمتلك أكثر من ذلك.. إلا أن البعض يستغل هذه الساعات جيداً لتطوير نفسه وتحسين حياته وتحقيق ما يريد، والبعض الآخر لا يقدر -أو لا يستطيع- فعل ذلك لأي سبب من الأسباب. وبالنظر لما نهدره من وقت في أنشطة بسيطة مثل تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، تأتي أهمية «إدارة الوقت» وضرورة التركيز على الأنشطة المهمة غير العاجلة.. بدلاً من إفناء حياتنا في الجري وراء المهام اليومية العاجلة أو الأنشطة غير المهمة التي لن تقودنا لتطور يذكر.
نظرة جديدة
في كتابه «الطريقة التي نعمل بها لا تعمل!»، يطرح رجل الإدارة «توني شوارتز» تصوراً جديداً لهذا الموضوع، إذ يسلط الضوء على جانب آخر يساعدنا من إدارة حياتنا بشكل أفضل، هو إدارة الطاقة، بدلاً من إدارة الوقت! ففي كثير من الأحيان لا يكون تنظيم الوقت كافياً أو مجدياً.. قد تنظم وقتك بطريقة ممتازة، لكن لا تجد لديك الحماس الكافي لتنفيذ المهمة التي جاء وقتها في جدول أعمالك.. قد تكون مرهقاً أو مستهلكاً، ولا تجد الطاقة الكافية للعمل..
فكيف يمكننا أن ندير طاقاتنا النفسية هذه بشكل جيد؟
يقسم شوارتز الطاقة التي تلزم الإنسان في حياته العملية إلى أربعة أنواع.. الطاقة البدنية: أي صحتك ولياقتك الجسدية.. والطاقة العقلية: أي تركيزك وصفاء ذهنك.. والطاقة العاطفية: أي مشاعرك وسعادتك.. والطاقة الروحية: أي شعورك بأن ما تفعله له معنى وقيمة مهمة تتسق مع رؤيتك للحياة..
إدارة الطاقة النفسية
يتحدث شوارتز في كتابه عن أهمية استثمار الطاقات الأربع وكيفية إدارتها بشكل جيد.. عن طريق الحرص على عدم استهلاكها أكثر من اللازم (مثل تجنب تشتيت الطاقة العقلية في مهام متعددة، بل التركيز في مهمة واحدة في وقت واحد..) وتنميتها وتطويرها باستمرار (مثل الحفاظ على الطاقة البدنية بالتريض والطعام الصحي، والحفاظ على الطاقة العاطفية بتدريبات الاسترخاء والتأمل وزيادة المشاعر الإيجابية.. والحفاظ على الطاقة الروحية بممارسة ما يعزز معنى حياتك..). وحالياً، يطبق شوارتز برامجه التدريبية في بعض الشركات العملاقة لتحسين جودة حياة موظفيها..
ببساطة، اعتبر طاقاتك كالبطاريات..
كلما شحنتها باستمرار وتوقفت عن استهلاكها أكثر من اللازم، أصبحَت أقوى وساعدَتك في تحقيق ما تريد!