الشارقة (الاتحاد)
ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته 18، أقيمت أمس الأول الأمسية الثالثة. شارك فيها الشعراء: محمد مقدادي (الأردن)، وشهاب غانم (الإمارات)، ومبروك السيّاري (تونس)، ومفرح الشقيقي (السعودية)، وإباء الخطيب (سوريا)، وحميد الشمسدي (المغرب.) وحضرها محمد البريكي، مدير بيت الشعر، مدير المهرجان، وجمهور غفير من محبي الشعر، وقدمها الشاعر الدكتور أحمد الحريشي. قرأ مقدادي، مجموعة من القصائد التي توشّحت بالرمز واللغة المسافرة في سماء بعيدة تقتنص من اللحظة صورتها الأنيقة، ومن قصيدته: «خابيةُ الملح»، قرأ:
«تلاشيتُ، / كالظلّ في مرتعِ الشمسِ، / قلبي يحدّثني، / هل أصدّقُهُ بعد هذا الخرابْ؟/ هناكَ انحنيتُ، / امتشقتُ دمي وجراحي/ على شفةِ النّبعِ، / سنبلةٌ.. مشّطت شعرها، / قربَ جذعٍ عتيقْ». وأنشد غانم، مجموعة من القصائد التي حملت في نبضها حب الوطن، والوفاء للشهيد، ولامس بعذب مفرداته أرجاء المدن ليلتقط لها صورة مغايرة في مخيلته، ومن قصيدة أهداها إلى سلطان الثقافة قال:
هنا الجوامعُ في أرجائها انْتشرَتْ/ يختال فيها بآيِ الحُسْنِ بنيانُ/ وها هنا مدنٌ للجامعاتِ بها/ يَنداحُ علمٌ وتثقيفٌ وعِرفانُ/ بوركتَ، أعطاك ربّي العمرَ أطولَهُ/ بمثلكمْ ترتقي في الكونِ أوطانُ/ دخلتَ بوّابةَ التاريخِ أوسَعَها/ فأنتَ صانعُ أمجادٍ.. وإنْسانُ
وقرأ السياري، قصائد عرجت بمفرداتها إلى سماء الوجد الصوفي، فاشعلت الحروف وجدًا حرك نايات الشعور.
وبروعة إلقائه وحضوره، رسم الشقيقي، من خلال قصائده لوحات نابضة بالحياة والأمل.
وعلى ضفاف التمني، قرأت الخطيب، نصوصها وهي تحاول أن تزيح عن دربها الصمت، لتعبر عن قلق يسكن روحها، وهي تبث وجدها لذاتها.
ونثر الشمسدي في دروب الحلم ورود شعره وشعوره، وهو يحثّ خطاه التي يحملها ريحُ الشوق، وكأنها حمام يوزع هديله على المدى.
واختتمت الليلة بتوقيع ديوان «ما فوق هذي الأرض» للشخصية العربية المكرّمة في المهرجان، الشاعر إسماعيل زويريق.