حوار - حاتم فاروق
تخطط شركة سند لتقنيات الطيران، والمتخصصة في تقديم خدمات الصيانة والإصلاح والعَمرة لمحركات الطائرات للتوسع بالأسواق العالمية من خلال استقطاب شركات طيران عالمية من مختلف أنحاء العالم، بدءًا من آسيا وحتى أميركا الجنوبية، وجذبها إلى أبوظبي للاستفادة من نمو سوق خدمات صيانة وإصلاح وعَمرة محركات الطائرات، وتلبية الطلب المتزايد على خدماتها من شركات صناعة المحركات العالمية، بحسب منصور جناحي الرئيس التنفيذي للشركة.
وقال جناحي لـ«الاتحاد» إن الشركة، المملوكة بالكامل لشركة «مبادلة للاستثمار»، تخطط لرفع قدرة العمليات التشغيلية بالشركة من 175 محركاً سنوياً حالياً إلى 200 محرك من مختلف الطرازات، مع نهاية العام المقبل، التزاماً منها بالعقود الموقعة مع كبريات الشركات العالمية المصنعة لمحركات الطائرات.
وكشف أن «سند لتقنيات الطيران» ترفع قدرتها التشغيلية لمحركات V2500 والتي تستخدم في تشغيل طائرات إيرباص A320 واسعة الانتشار على المستوى العالمي، إلى 50 محركاً بنهاية 2021، كما ستتمكن الشركة من مضاعفة أعداد صيانة محركات «ترينت 700»، ثلاثة أضعاف سنوياً إلى 75 محركًا بالمقارنة مع 25 محركاً حالياً.
وأضاف أن «سند» تعمل حالياً على تعزيز قدراتها من خلال إضافة خدمات العمرة الكاملة إلى خدمات الصيانة والإصلاح التي توفرها لمحركات «جي إي إن إكس»، ليصل عدد المحركات التي ستزودها بخدمات العمرَة إلى 315 محركًا حتى عام 2035، بواقع 30 إلى 35 محركاً سنويًا، في حين يصل عدد محركات «ليب» التي ستقوم بصيانتها إلى 237 محركًا حتى العام 2030، بواقع 25 إلى 30 محركًا.
تطبيقات ذكية
وحول أهم تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة التي تعكف الشركة على تنفيذها وأهم النتائج التشغيلية من جراء تطبيق تلك الحلول الذكية من حيث تقليل الوقت المستخدم في التشغيل أو الاستثمار في الكوادر البشرية، قال جناحي إن «سند لتقنيات الطيران» وظفت خلال العامين الماضيين نظام «هانيويل الصوتي» للفحص والصيانة الذي يتميز بقدرات متطورة تسمح بتميز الأوامر الصوتية، حيث تمكن الفنيين من تسجيل ملاحظاتهم وتشخيصهم للأعطال شفهياً دون حاجة لإدخال البيانات يدويًا.
وأضاف أن تطبيق نظام «هانيويل الصوتي»، يسهم في تنفيذ عمليات وبرامج صيانة محركات الطائرات بقدرة عالية عن طريق الحد من استخدام الوثائق الورقية وزيادة الكفاءة التشغيلية، مؤكداً أنه ومن خلال هذا النظام، الذي ما زال في مراحله الأولى، تم تخفيض الفترة اللازمة لفحص محركات الطائرات قبل البدء بصيانتها من 22 ساعة إلى أقل من ساعة واحدة للمحرك.
وأوضح أن «سند» قامت بتوظيف تقنية الآلات الذكية من شركة «أطلس كوبكو» لموازنة عزم الدوران أثناء شد براغي محركات الطائرات وفق عزم دوران محدد آلياً بشكل مسبق مما لا يسمح بتجاوز حد العزم أو بالتقليل منه، لافتاً إلى أن «سند» عمدت إلى توسيع استخدام هذه التقنية في عملياتها كافة، حيث استطاعت الشركة تخفيض الوقت اللازم لشد براغي المحركات من 75 ثانية إلى 4 ثوانٍ للبرغي الواحد.
كما طبقت الشركة نظام «تراك إت» لتحديد الهوية بموجات الراديو «RFID» من خلال استخدام الرقاقات الإلكترونية، حيث يقوم النظام تلقائيًا بتتبع حركة أجزاء المحركات خلال عمليات الصيانة والإصلاح والعمرة لمحركات الطائرات، مما يتيح للشركة القدرة على تقييم جاهزية هذه الأجزاء ومواعيد وصولها إلى المنشأة، ويمكن الشركة من التخطيط المسبق لعملياتها، مؤكداً أن «سند» طبقت النظام الجديد على البرنامج الخاص بمحرك V2500، فيما تخطط الشركة إلى توسيع نطاق استخدامه على كافة البرامج.
وأشار الرئيس التنفيذي إلى أن الشركة تعكف حالياً على توظيف تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، والتي تسهم في خفض الوقت اللازم لتوفير قطع غيار المحركات إلى النصف وضمان توفر هذه القطع مباشرةً عند الطلب، حيث قامت الشركة بالفعل بطباعة النماذج الأولية لقطاع الغيار بنجاح، وتعمل حاليًا على استصدار الاعتمادات الخاصة بهذه التقنية من الجهات المختصة.
التوسع الجغرافي
وأكد جناحي أن التحالف الاستراتيجي مع الخطوط الجوية الإثيوبية، شركة الطيران الأسرع نموًا في القارة الأفريقية، يمثل الخطوة الأولى في برامج التوسع لعمليات الشركة خارج الدولة وفي القارة الأفريقية، منوهاً بأن من شأن هذا التحالف أن يعزز آفاق التعاون بين سند لتقنيات الطيران والخطوط الجوية الإثيوبية في مجالات صيانة وإصلاح وعمرة الطائرات عبر بوابة القارة الأفريقية التي تزخر بفرص الأعمال وتشهد نمواً متواصلًا في قطاع الطيران.
وأضاف أن المرحلة الأولى من هذا التحالف التاريخي تشمل إنشاء مركز تميز مشترك لخدمات صيانة وإصلاح وعَمرة مولدات الطاقة الاحتياطية بين كل من «سند» وشركة الخطوط الجوية الإثيوبية بهدف توفير خدمات الصيانة لوحدات الطاقة الثانوية في أديس أبابا، كما تدرس الشركة حاليًا فرص التوسع في منطقة جنوب آسيا، حيث تمثل هذه المنطقة أحد أسرع أسواق الطيران نمواً على المستوى العالمي.
وتيرة التوظيف
وتخطط «سند لتقنيات الطيران»، في إطار الالتزام بعقد صيانة محركات «رولز رويس»، بالعمل على رفع وتيرة التوظيف بالشركة خلال السنوات المقبلة بنسبة 40%، ليصل عدد العاملين إلى 600 موظف ومهندس وفني، مقارنة بنحو 400 موظف يعملون بالشركة من 30 جنسية في الوقت الراهن، بحسب الرئيس التنفيذي للشركة.
وأكد جناحي أن العقود الجديد التي وقعت عليها الشركة تضيف 200 وظيفة جديدة للكادر البشري بالشركة، منوهاً بأن «سند» تركز على عنصر جودة التوظيف من المهندسين والفنيين المواطنين من خلال التعاون مع الجامعات المحلية.
وأضاف أن عمليات الصيانة والإصلاح والعمرة التي تقوم بها «سند» لجميع الطرازات تجري في الورش التابعة للشركة في أبوظبي التي أصبحت مركزاً إقليمياً لصيانة محركات الطائرات، مؤكداً أن الشركة تبحث في الوقت الراهن سبل التوسع في الاستثمار لإقامة المزيد من ورش الصيانة أو التوسع في الورش القائمة بالفعل.
وأشار إلى أن «سند لتقنيات الطيران» أصبحت تتمتع بسمعة عالمية في مجال صيانة محركات الطائرات، نظراً لمكانة أبوظبي الجغرافية التي تتوسط الخريطة العالمية، فضلاً عن جودة وكفاءة الأعمال، إلى جانب عمليات التسعير التي تضع الشركة في صدارة المنافسة مع مثيلتها على المستويين العالمي والإقليمي.
وأكد أن «سند» تعمل حالياً على صيانة محركات 18 شركة طيران حول العالم، بالإضافة إلى 4 شركات متخصصة في صناعة محركات الطائرات وذلك من خلال عقود مباشرة، لافتاً إلى أن خطط الشركة للتوسع في التقنيات والتطبيقات الذكية المستخدمة في عمليات الصيانة والإصلاح سيكرس موقعها التنافسي على المستوى العالمي، ويحقق رؤية أبوظبي في تعزيز موقع الدولة كمركز عالمي لقطاع صناعة الطيران.
تطبيقات ذكية
تعكف شركة «سند لتقنيات الطيران»، على اعتماد عدد من التطبيقات الذكية الجديدة لـ«الثورة الصناعية الرابعة»، بحسب منصور جناحي.
وقال جناحي: إن التطبيقات تتمثل في اعتماد تقنية «الصيانة التنبؤية» لمحركات الطائرات، التي تقوم على مراقبة حالة وأداء محركات الطائرات مباشرة، أثناء التشغيل العادي، لتقليل احتمالية الأعطال، وتقنية سلسلة الكتل أو ما يعرف بـ«البلوك تشين»، وهي عبارة عن دفتر حسابات رقمي، يوفر وسيلة آمنة لإجراء وتسجيل المعاملات والاتفاقات والعقود.