أسامة أحمد (الشارقة)
في يوم المرأة.. وفي كل يوم.. تمثل الأسرة الطاقة الإيجابية لكل أم لاعبة من صاحبات الهمة فهي المحرك للتغلب على التحديات وتحويل كل السلبيات إلى إيجابيات مما أسهم في تفجير طاقات اللاعبين نحو تحقيق الإنجازات، هذا ما ظلت تجسده الأم الرياضية في ملاعب «أصحاب الهمم» لتمثل نموذجاً للرياضية المتميزة بـ «قوة الإرادة» و«الهمة» من أجل الوصول إلى القمة.
ثريا الزعابي لاعبة نادي الثقة للمعاقين ومنتخب أصحاب الهمم في «أم الألعاب» وسهام الرشيدي لاعبة نادي دبي لأصحاب الهمم والمنتخب في ألعاب القوى أيضاً وعضو مجلس اللاعبين الآسيوي وهيفاء النقبي لاعبة نادي خورفكان للمعاقين والمنتخب في رفعات القوة نموذج للأم الرياضية المتميزة في عالم «أصحاب الهمم» واللائي قدمن تجربة كبيرة في التحدي بإرادة قوية هزمت المستحيل وقهرت الصعاب.
ثريا الزعابي تحدثت بفخر عن تربية عيالها الأربعة ريم 26 عاماً وحمد 24 عاماً وميره 23 عاماً وجمعة 20 عاماً، مما أهلها لكسب العديد من الجوائز أبرزها الأم المثالية مما مثل لها قوة دفع كبيرة في مواصلة نشاطها الرياضي، وقالت: على الرغم من صعوبة الحياة إلا أن الأمل والإرادة مثلا لي مشعل نور من أجل التميز الرياضي.
ووصفت الزعابي نجاحاتها في الحياة بأنها مصدر فخر واعتزاز، مشيرة إلى أن تفوقها الرياضي لم يأت من فراغ وإنما كان نتاجاً للجهد والعرق والتعب، مبينة أن وقتها في الصباح والظهيرة للمنزل، بينما المساء للعب والتدريبات مما كان الأثر الكبير في أن تحقق طموحاتها وفق النهج المرسوم.
وأشارت سهام الرشيدي إلى أن ابنها الوحيد عبدالله «11 سنة» خفف عنها معاناتها إعاقة شلل الأطفال ووفاة زوجها وعمر ابنها لم يتجاوز آنذاك الـ 5 أشهر لتنجح في القفز فوق المعاناة وتكون فرحة ابنها «الوحيد» مضاعفة حينما تحقق أي إنجاز.
وقالت: أتذكر اللحظة التاريخية حينما فزت بجائزة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات» في فئة الرياضية المتميزة «صاحبات الهمم» ليتحقق حلم ابني فالجائزة تاج على رأس أسرتي، وأضافت: إن النجاحات التي ظللت أحققها ثمرة دعم الأسرة وتشجيع عبدالله الذي مثل لي أكبر حافز من أجل مواصلة مسيرة العطاء في ملاعب «أم الألعاب» وأتطلع من أجل تحقيق الحلم الأكبر بحصد ميدالية بارالمبية وأهديها إلى ابني الوحيد.
وأكدت هيفاء النقبي أن الأسرة وضعت مشاعل الأمل في حياتها وأنارت طريقها بصبرها وجلدها من أجل تحقيق حلمها وحلم ابنها «الوحيد» عبدالله «15 عاماً» الطالب بالصف الأول بمدرسة الخليل بن أحمد للتعليم الثانوي الذي ظل يفخر بوالدته اللاعبة متطلعاً لأن تحصل على ميدالية «بارالمبية» بعد النجاحات التي حققتها في عالم رفعات القوى.
وقالت: ظل ابني يشعل في نفسي الإصرار من أجل خوض المنافسات المحلية والعالمية برغبة التتويج ورفع علم الدولة عالياً خفاقاً في المحافل القارية والدولية لنثر الفرحة في نفسه ونفوس الأسرة. ونحن كلاعبات عندما نرى الفرحة في عيون القيادة الرشيدة وشعب الإمارات نشعر بالارتياح لما قدمناه بعد أن استطعنا زرع الفرحة في قلوب الجميع مما يضاعف من المسؤولية من أجل السير على درب النجاحات وعدم التفريط في المكتسبات التي تحققت.