11 فبراير 2011 22:05
تتأهب شركة بتروبراس لزيادة حجمها على نحو متسارع وتعظيم حصتها في الاقتصاد البرازيلي فيما تستعد لمضاعفة إنتاجها المحلي من النفط من خلال تطوير حقولها الهائلة التي اكتشفت مؤخراً أسفل طبقات ملحية تحت قاع البحار، بحسب جوس سيرجيو جابريللي رئيس تنفيذي الشركة.
وقال جابريللي إن الأمر سيقتضي من بتروبراس التي تعد شركة النفط الوطنية في البرازيل والتي تعتزم استثمار 224 مليار دولار حتى عام 2014 أن تصدر أسهماً جديدة وتقترض ما يتراوح بين 30 و40 مليار دولار خلال السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة. كما تخطط الشركة زيادة إنتاج مصافيها بأكثر من خمسين في المئة.
وأضاف جابريللي أن استثمار بتروبراس حالياً يبلغ نحو 2 في المئة من الناتج الاجمالي المحلي البرازيلي وأن سلسلة التوريد بكاملها تقدر بنحو 7 - 8 في المئة من الناتج الإجمالي المحلي البرازيلي في الوقت الراهن. كما ذكر أنه نظراً لاعتزام الشركة على النمو بمعدل أسرع من الاقتصاد البرازيلي فإنه من المنتظر أن تزيد حصة بتروبراس في الناتج الإجمالي المحلي البرازيلي. وتعد البرازيل أضخم اقتصاد في أميركا اللاتينية والسادس عالمياً وفق تقارير البنك الدولي. إن عمليات الشركة في التنقيب عن الحقول تحت الملحية وتطويرها الكامنة أسفل طبقة من الملح سماكتها تتراوح بين 2 و3 كيلومترات تحت قاع المحيط الأطلسي تعتبر في البرازيل هدفاً قومياً نظراً لفوائدها الهائلة للاقتصاد البرازيلي.
وستتطلب الحقول تحت الملحية أعداداً هائلة من المعدات الجديدة بما يشمل شراء 28 سفينة حفر (ما يساوي ثلث أسطول العالم في الوقت الراهن) و146 سفينة إمداد و72 سفينة صهريج ضخمة.
فضلاً عن أن بتروبراز تخطط لبناء خمس مصاف جديدة في البرازيل. في ذلك قال جابريللي: “يلزمنا عمل ذلك لأننا في مرحلة السعة الكاملة حالياً. وإن لم نفعل ذلك فسنخسر حصتنا في السوق”.
وينتظر للحقول تحت الملحية أن تضاعف إنتاج البرازيل المحلي من النفط من نحو مليوني برميل يوميا حالياً إلى نحو 4 ملايين برميل يوميا بحلول 2020.
كما يتطلب زيادة الإنتاج ونمو الطلب الاستهلاكي زيادة سعة المصافي من نحو مليوني برميل يوميا إلى 3,1 مليون برميل بحلول عام 2020 بناء على افتراض نمو اقتصاد البرازيل بمعدل يتراوح بين 4 و5 في المئة في السنة.
وقال جابريللي إنه على افتراض ثبات سعر النفط عند نحو 80 دولارا للبرميل سيكون في وسع بتروبراس تجميع 155 مليار دولار من إنفاقها الرأسمالي المطلوب البالغ 224 مليار دولار من خلال عملياتها الدولية.
لدى بتروبراس مبلغ نقدي آخر يتراوح بين 25 و28 مليار دولار معظمه من اكتتاب الأسهم الذي جمعت منه 70 مليار دولار العام الماضي والذي يعد أكبر اكتتاب أسهم في العالم، كما لديها 6 مليارات دولار من إصدار سندات منذ ثلاثة أسابيع مضت يعتبر أكبر إصدار سندات في تاريخ الشركات بالبرازيل. وبذلك سيتبقى مطلوباً ما يتراوح بين 30 و40 مليار دولار تعتزم الشركة اقتراضها. وقال جابريللي إن الشركة لا تنوي إصدار أي أسهم أخرى.
ويخشى خبراء من أن لجوء بتروبراس إلى هذا الحجم الهائل من جمع الأموال قد يوصل نسبة صافي الديون إلى الأسهم إلى ما يتجاوز 35 في المئة ما ينطوي على مخاطرة تهدد درجة تصنيفها الاستثماري. غير أن جابريللي على يقين من أن تلك النسبة ستظل أدنى من حد 35 في المئة.
يذكر أن حقل لولا المكتشف عام 2007 الذي يبعد نحو 300 كم عن مدينة ريو دي جانيرو بدأ إنتاجه في اكتوبر الماضي ولا يزال في مراحل تطويره الأولى. غير أنه متى بلغ حقل لولا وغيره من حقول البرازيل تحت الملحية إنتاجها الكامل ستتغير بتروبراس وصناعة النفط عموماً والى الأبد في أكبر اقتصادات أميركا اللاتينية.
في ذلك قال جابريللي إن الشركة ستحتاج في المستقبل القريب إلى قائمة من المعدات تضم ثماني سفن تخزين وتفريغ (صهاريج نفط تم تحويلها إلى منصات انتاج النفط) و500 بئر شجرية مغمورة وأسطول سفن جديدة ضخمة.
وتقدر احتياطيات نفط حقول البرازيل تحت الملحية بنحو 50 مليار برميل نفط مكافئ وهو ما ينتظر أن يجعل البرازيل إحدى أكبر الدول المنتجة للنفط في هذا العقد. غير أن وكالة فيتش للتصنيف تتوقع أن يتدنى تصنيف بتروبراس الائتماني، وقالت: “إن استراتيجية نمو بتروبراس تعتبر مفرطة الطموح وربما تواجهها بعض التحديات. وأضافت أنه من الممكن تخفيف آثار ذلك من خلال تدفق نقدي كاف لبتروبراس وانفتاحها على أسواق مالية وتوقعات تقلص أعباء مديونياتها حين تبدأ حقولها في الإنتاج.
وقال جنسن مورا محلل سندات الشركات في بي سي بي للأوراق المالية في ريو دي جانيرو إن العام الماضي كان عاماً رائعاً من حيث أداء الشركات البرازيلية عموماً وبتروبراس خصوصاً وأن عام 2011 ربما يكون إيجابياً. وأضاف أنه إذا حدث أي شيء على غير ما يرام ستضطر بتروبراس إلى كبح جماح خطتها الاستثمارية.
نقلاً عن «فايننشيال تايمز»
ترجمة: عماد الدين زكي