11 فبراير 2012
أعرب المتحدث باسم الخارجية السودانية العبيد مروح، عن أمل بلاده في إحراز خطوات متقدمة باتجاه حل القضايا العالقة مع دولة جنوب السودان في جولة التفاوض التي يفترض أن تكون قد انطلقت أمس بين البلدين في أديس أبابا برعاية الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثامبو امبيكي وشركاء دوليين، من ضمنهم الأمم المتحدة ممثلة في مبعوثها هايلي منكريوس. ووصل وفدان من البلدين بعد ظهر أمس إلى أديس أبابا، حيث يتخذ الاتحاد الأفريقي منها مقراً، لاستئناف المحادثات المتعثرة منذ إعلان استقلال جنوب السودان في يوليو الفائت. وأعضاء وفد حكومة الخرطوم المفاوض هم أنفسهم الأعضاء السابقون، برئاسة إدريس عبد القادر وعضوية مطرف صديق ويحيى حسين وسيد الخطيب والزبير أحمد الحسن وصابر محمد الحسن، ويتوقع أن يلحق بالوفد فريق من الفنيين ذوي الاختصاص.
وقال المتحدث باسم الخارجية السودانية في تصريح خاص لـ”الاتحاد” إن بلاده تدخل الجولة بصدر رحب ونية صادقة لتجاوز الخلاف بشأن القضايا العالقة بين البلدين. ورجح مروح أن تستأثر قضية الحدود على الجولة التي تستمر حتى الخامس عشر من الشهر الجاري، باعتبار أن المفاوضات حول هذا الملف قطعت شوطاً بعيداً، وانحصر الخلاف بشأنها حول 4 مناطق. ولم يستبعد المتحدث باسم الخارجية السودانية إثارة النقاش بشأن رسوم النفط، لكنه أكد أنه لن يحظى بالاهتمام بالقدر الذي ناله في الجولة السابقة.
وتوقع مروح أن يطرأ تغير كبير على أجواء التفاوض في الجولة الحالية، وقال إن الوساطة تبدي حرصاً هذه المرة أكثر مما كان في السابق لتهيئة أجواء صحية للتفاوض لتفادي تكرار فشل جولات التفاوض . وكشف مروح عن توجيهات تلقتها الوساطة من الولايات المتحدة بوقف اللهجات التصعيدية بين الطرفين، مؤكدة حرصها إلى التوصل إلى حل بشأن القضايا العالقة. وقال: إننا على ثقة بأن توجيهات الولايات المتحدة ستنعكس إيجاباً على أجواء التفاوض باعتبارها الجهة المؤهلة لممارسة ضغوط على دولة الجنوب لإعطاء أولوية حقيقية للوصول إلى حل بشأن القضايا العالقة بين الجانبين. وأضاف أن جوبا تتلكأ في إيجاد الحل وتناور في المفاوضات، لأنها تعتقد أن الولايات المتحدة تساندها وأنها ضد الحكومة في الخرطوم، وإذا ما أزيل هذا الفهم لربما أثر ذلك إيجاباً على المواقف التفاوضية لجنوب السودان.
وأكد أن الوساطة هي الجهة المخولة بترتيب أجندة التفاوض للطرفين وتقديم الرؤية الأولية، بخلاف ما جرى سابقاً بتقديم الأطراف لمبادرات، وهي الجهة التي تقرر ما إذا كان سيتم التفاوض على القضايا مجتمعة أو التركيز على قضية معينة بالجولة. وأكد أن الخرطوم كانت قد اقترحت قبل انفصال الجنوب بحث القضايا مجتمعة للوصول إلى حل شامل بشأنها، إلا أن المقترح قوبل آنذاك بالرفض من الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب، لكنها عادت تطالب به مؤخراً.
ومن جهة أخرى، أكدت حكومة جنوب السودان مضيها قدماً في تنفيذ مشروع أنابيب نفط بديل عن خط السودان، وكشفت عن تلقيها عرضاً من شركة أميركية مقرها تكساس لإنشاء خط أنابيب يصل جنوب السودان بميناء لامو الكيني. وقال الناطق باسم حكومة جنوب السودان برنابا بنجامين في مؤتمر صحفي إن الشركة الأميركية قدمت عرضاً بإكمال خط الأنابيب المتفق عليه بين جوبا ونيروبي في (6) أشهر، كما أشار إلى مذكرة تفاهم وقعتها بلاده مع إثيوبيا لبناء خط لأنابيب النفط يمر عبر أراضيها إلى جيبوتي. يذكر أن التفاوض بشأن رسوم النفط بين البلدين قد انتهى بإغلاق الجنوب حقوله النفطية، فيما تقول الخرطوم إن مطالباتها لجوبا من رسوم العبور حتى الحادي والثلاثين من ديسمبر من العام الماضي بلغت (1.123) مليار دولار.
وأقرت الخرطوم بمصادرة ما لا يقل على 1,7 مليون برميل نفط من خام جنوب السودان منذ أن أعلنت في نوفمبر أنها ستقتطع 23% من صادرات الجنوب التي تمر عبر أراضيها. ووصفت جوبا ذلك بأنه “سرقة” وأعلنت عن الرد بتعليق إنتاجها النفطي إلى أجل غير مسمى.
ونال جنوب السودان بفضل استقلاله ثلاثة أرباع إنتاج السودان الذي قدر بحوالى 470 ألف برميل في اليوم قبل الانفصال، لكن الدولة الحديثة لا يمكنها تصدير نفطها إلا عبر الشمال. وتشهد الخرطوم تضخماً كبيراً وديناً هائلاً وعقوبات أميركية قاسية، ما اضطرها إلى فرض إجراءات تقشف لتعويض مداخيلها. كما تستعد جوبا من جهتها لإعلان إجراءات مماثلة.
المصدر: الخرطوم