غالية خوجة (دبي)
ليس أجمل من البدء بكلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «أطلقت اليوم وأخي محمد بن زايد و49 مبدعاً إماراتياً الهوية الإعلامية المرئية الجديدة لدولة الإمارات.. هوية تمثل خارطتنا.. وتصاعد طموحاتنا.. وسبع إماراتنا التي تسابق العالم.. وسبعة مؤسسين خلدوا أنفسهم في تاريخنا».
ويجيء إطلاق الهوية الإعلامية الجديدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، للخمسين سنة القادمة، وصولاً إلى مئوية الإمارات العربية المتحدة عام 2071، بعد التصويت المحلي والعربي والعالمي، والذي بلغ 10.6 مليون صوتاً، من 185 دولة. وحول دلالات هذه الهوية، أكد مثقفون ومبدعون لـ (الاتحاد) على جماليات الشعار وفنيته ورمزيته المتسعة، خصوصاً وأنه يجسد رموزاً عديدة للرقم 7، إضافة إلى أنه بألوان علم الإمارات العربية المتحدة، كما أنه يشكّل الخارطة الجغرافية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما يعني أن الشعار ناطق بجمالياته ورمزيته على ماضي وحاضر ومستقبل الإمارات، وطن الأصالة والترابط والتطور.
بداية يقول الشاعر إبراهيم الهاشمي: خلال السنوات الماضية رسخت الدولة اسمها كدولة رائدة في مختلف المجالات منافسة الدول المتقدمة بل تخطت الكثير منها في مستويات متعددة، منها مستوى البنية التحتية والخدمات، إضافة إلى ما وصلت إليه كقبلة سياحية مرموقة ومكانة اقتصادية وسياسية على الصعيد الدولي، مما رسخ اسمها عالياً وعالمياً، لذا، فوجود هوية إعلامية، سيساهم في ترسيخ الصورة المضيئة حول الإمارات وسيعرف بها في كافة الميادين وسيمنحها شكلاً معروفاً سهل التداول والتعرف عليه من قبل كافة القطاعات، وكعلامة مصاحبة تكشف وترسخ الهوية الإماراتية في كل صعيد. طرح شعار الهوية الإعلامية الإماراتية على شكل استفتاء شيء رائع ويدل على مدى وعي القيادة وحكمتها ورغبتها في مشاركة الجميع في الرأي وتحمل المسؤولية. إنها خطوة للأمام بكل ما في الكلمة من معنى، وتدل على وعي شديد بمتطلبات المستقبل.
أما الكاتبة باسمة يونس، فتقول: تحقق الإمارات بهذه الهوية الإعلامية إضافة إبداعية لمسيرتها الحافلة بالمنجزات المدهشة والتي لا تقتصر على أهميتها الفنية المختلفة نوعاً ومضموناً، ولكن تزيد عليها بكونها تتعدى الشكل في كل مرة وتمثل في مجملها قيماً عميقة وذكية، لديها القدرة على التعبير عن الرؤى الطموحة لقيادة تستشرف مستقبلاً حريصاً على التميز، يتفق الجميع على تميزه ويشتركون معاً في بنائه.
وتابعت: لقد عودتنا الإمارات على أن لا نفكر كالمعتاد، وأن لا نتبع ما سبق إنجازه، وهذه الهوية منذ بداية تقديمها بالأسلوب القصصي المشوق واللافت تعبر تعبيراً صادقاً عن طريقة بناء التفكير الجماعي وتشجيع الناس على المشاركة ودعوتهم لاختيار الأفضل، هذه هي الإمارات أدباً وفكراً وعلماً وثفافة وفناً، وجهة العالم نحو مستقبل متفرد وواقع قد جاء من الخيال.
أما الكاتب علي عبيد الهاملي، نائب رئيس إدارة ندوة الثقافة والعلم، رئيس اللجنة الإعلامية، فيشير إلى أن الهوية الإعلامية تمثل لأي دولة مظهرا حضاريا يرمز إلى تاريخها وجغرافيتها ومدى التطور الذي وصلت إليه والمستقبل الذي ينتظرها. ويضيف: لقد كانت خطوة تشكيل فريق الهوية الإعلامية لدولة الإمارات دليلا على طبيعة تفكير قيادة الإمارات وتخطيطها للمستقبل الذي تسعى إلى أن يكون أكثر إشراقا وبهجة وسعادة لشعب الإمارات والمقيمين على أرضها. كما كان التنوع الذي تميز به فريق الهوية من المبدعين دليلا على ثراء بيئة مثقفي وفناني ومفكري الإمارات. وكان طرح النماذج الثلاثة التي توصل لها الفريق للتصويت عليها في كافة أنحاء العالم والمعهد بزرع شجرة مقابل كل صوت لفتة حضارية حققت الهدف منها. ومن ثم كانت المرحلة الأخيرة التي توجت باختيار التصميم الذي فاز من بين التصميمات الثلاثة تتويجا لجهود كل المبدعين الذين شاركوا في تصميم النماذج الثلاثة، فقد كان لكل واحد منها جماليته وفكرته المتفردة ووجاهته. لذلك نبارك لقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها هذا الإنجاز، ونهنئ جميع المبدعين ونشكرهم على ما بذلوه من جهد، فالإمارات تستحق منا الكثير لأنها أعطتنا الكثير.
الكاتبة أسماء الزرعوني تؤكد: شيء رائع هذا الشعار الذي يمثل الإمارات العربية المتحدة، لأنه جمع برمزيته عدة معان، واختصر الكثير من النصوص، كونه يرمز إلى العلم الإماراتي وألوانه، وإلى خريطة الإمارات، ويجمع 7 إمارات في اتحاد متجذر يرسم المستقبل، وهذا بكل تفاصيله يعزز الهوية الإماراتية التي تربينا عليها، ويحلق بعلاقة الحب العميقة بين أبناء الإمارات، والعالم، مؤكداً على علاقة التسامح بين الجنسيات والثقافات والشعوب المتواجدة على أرض دولتنا الحبيبة الإمارات معجزة العصر.
الإمارات تصنع الحضارة
الشاعر خالد الظنحاني، رئيس جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، يقول: شعار الهوية الإعلامية المرئية لدولة الإمارات الذي تم اختياره يمثل الوحدة الوطنية للدولة بكافة تفاصيلها، فهو يرمز إلى خريطة الدولة والإمارات السبع بالإضافة إلى القادة المؤسسين، وتكمن أهمية الهوية المرئية للدولة باعتبارها تمثل الدولة على مدى خمسين سنة قادمة، ما يعزز قيم الولاء والانتماء والهوية الوطنية في توجهات الشباب المستقبلية في تمسكهم بهويتهم، والوعي بالوطن وقيمه ومبادئه العريقة.
وتابع: الهوية الإعلامية المرئية وكونها تعد رمزاً لدولة الإمارات في مختلف أنحاء العالم، تجسد هويتنا وقيمنا الإنسانية العالمية، وتعزز حضور الدولة المؤثر في المنطقة والعالم، وستقدم قصة نجاح ملهمة لدول العالم وشعوبه، ذلك أننا في الإمارات نصنع حضارة ونرسم معالم التاريخ الحديث الذي يشهد لنا بكل هذه المنجزات العظيمة التي سطرها أبناء الإمارات برؤية ودعم القيادة الرشيدة.
وتؤكد الشاعرة الهنوف محمد، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أن الهوية الإعلامية المرئية لدولة الإمارات العربية المتحدة تمثل الرؤية والرسالة المستقبلية الطموحة للإمارات من خلال الانطلاق نحو القمة والمستقبل مع الحفاظ على الجذور من عادات وتقاليد وقيم ثابتة تركها الآباء المؤسسون.
رمز يشع بالوطنية
يقول التشكيلي المسرحي د. محمد يوسف: فرصة لتقديم صورة الإمارات من خلال الهوية المختارة على أن تقدم الصورة الحضارية للدولة وندخل الألفية الثالثة بهذا النهوض والتطور، ولتكن الهوية شمساً تشرق للآخرين وتبين العنوان الواضح لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وترى د. فاطمة الجلاف، مدير إدارة الفنون الأدائية بالإنابة بهيئة دبي للثقافة والفنون: التجديد مهم في كل نواحي الحياة، وخاصة التي تتميز بروح الابتكار، والهوية الإعلامية التي تم اختيارها والإعلان عنها من قبل أصحاب السمو الشيوخ تعتبر رمزاً حيوياً بألوان العلم الإماراتي الأساسية التي تعطي دائماً رونق الاحترام والتقدير لكل عنصر من عناصر العمل الحكومي والمجال الإعلامي على وجه الخصوص، مكونات الهوية الإعلامية تعطي دوافع جديدة للاتصال والتواصل والتكاتف ومصداقية العمل الإعلامي. ومنذ الإعلان عن الرموز الثلاثة للاختيار، جذبني الشعار الذي يجسد ويرمز لدولة الإمارات شكلاً ومضموناً وألواناً بشكل تلقائي وأعطاني الشعور بالفخر لما تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة لكل فرد يعيش على أرضها.
الكاتبة الناشرة د. مريم الشناصي تقول: نبارك للدولة خطوتها الأولى باختيار هوية إعلامية لدولة الإمارات العربية المتحدة، فوجود الهوية، وبهذه الرموز ودلالاتها العميقة، يقوي الحضور والتسويق والترويج والتواجد على الخارطة الدولية، حيث أصبحت هناك رموز معترف بها، ومتعارف عليها من قبل العالم، هذا الشعار يساعد في أن تكون للإمارات هوية وبصمة حضارية وثقافية وفنية وإعلامية بكل ما تعنيه الكلمة وهذا يؤكد بأننا متواجدون بقوة على خريطة العالم.
أما الشاعر طلال سالم فيقول: جميل جداً أن نرى هوية إعلامية إماراتية لمبدعين من الإمارات، هؤلاء المبدعون الذين نحمّلهم طاقة النهوض فعلاً بالفكر الإماراتي الذي بنى وأسس وامتدت جذوره من الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان «طيب الله ثراه»، ليصل إلى العالم بكل ما نحمل من مشاعر الحب والخير والسلام نرسلها للعالم عبْر كافة الوسائل المختلفة، وإننا فعلاً شعب يستند إلى قيادة حكيمة ومخلصة، ونحن اليوم نقف أمام مسؤولية بأننا جميعا مسؤولون عن الهوية الإعلامية هذه في التناغم مع النخبة التي اختيرت في إبراز الثقافة الإماراتية وإرسالها للعالم.
قيم الاتحاد ونهج الإمارات
تقول الكاتبة فاطمة سلطان المزروعي: من الطبيعي اختيار هذا الشعار لأنه انعكاس مباشر للهوية الإماراتية، فضلاً على أنه يحمل نظرة للمستقبل، وكذلك يعزز قيم الاتحاد والقيم الأصيلة مثل المحبة والتسامح والتلاحم، وتختزل الهوية الجديدة عدة مفاهيم حيوية وهامة تتعلق بالمبتكرات الحديثة وهي توصل رسالة أن النهج الإماراتي يتوجه نحوها كصانع وفاعل ومنتج لها. لهذا نعول على هذه الهوية أن تحمل الكثير من الآمال والطموحات للرقي.
من جانبها تقول التشكيلية عائشة العبار: تختزل الهوية الإماراتية الوطنية الإعلامية تداخل وتجانس ألوان العلم مع خريطة الإمارات وخطوطها السبعة الدالة على تناغم الإمارات والاتحاد، إنها هوية إبداعية مشعة بقيمنا وإرثنا ومستقبلنا.
سلطان العميمي: تجسيد للرؤية الإماراتية العميقة
الشاعر الروائي سلطان العميمي، مدير أكاديمية الشعر، يؤكد: الهوية الإعلامية للإمارات التي تم الإعلان عنها تجمع بين عدة مزايا، منها الأصالة المتمثلة في تجسيد هوية المكان الخاص بخارطة دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي مزية بصرية تتمازج مع ألوان علم الدولة، لتشكّل لغة بصرية مهمة، ومنها أيضاً ميزة البساطة في التصميم، والبعد عن التعقيد، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود سبعة أجزاء للتصميم تمثل الإمارات السبع للدولة. وقال إن تصميم الهوية، يمثل، في رأيي، عملاً فنياً يمزج بين الحداثة والأصالة والمعاصرة، ويجسد في دلالاته الرؤية الإماراتية العميقة للماضي والحاضر والمستقبل.