10 فبراير 2011 23:13
نبيل فكري (أبوظبي) - يعود هدير المحركات مجدداً اليوم إلى حلبة ياس، حيث قطع عشاق رياضات السيارات موعداً مع سباق ياس “V8” سوبركارز 400، الذي يتواصل اليوم وغداً على الحلبة، في يومين بنكهة أسترالية، خاصة أن هذا اللون من السباقات من أكثر أشكال رياضة السيارات شعبية في استراليا، ويقام في أبوظبي للمرة الثانية، ليتعرّف الشرق الأوسط على الأسلوب الفريد الذي تتميّز به، والذي يعتمد على قرب السيارات المتنافسة واحتكاكها ببعضها البعض.
وتعتبر السيارتان اللتان تتمتعان بشعبية واسعة هولدن كومودور VE وفورد فالكون FG – واللتين يقودهما العديد من الأستراليين على الطرقات - بنسختيهما اللتين تم تطويرهما خصيصا لغرض السباقات، وتحمل هاتان السيارتان آمال الفوز لدى 29 سائقا وفرق عملهم.
وعلى خلاف سباقات الفورمولا-1 التي قد ينتج عن أي احتكاك بين السيارات عواقب وخيمة بسبب طبيعة السيارات، فإن سائقي V8 سوبر كارز غالبا ما يمضون الوقت بالاحتكاك وضرب أبواب سيارات بعضهم البعض، حيث يتصارع السائقون على تسجيل مواقف ثمينة خلال السباق.
وتتميّز آلات السباق هذه ذات نظام الدفع الخلفي بمحركات V8 بقوة 650 حصانا، الأمر الذي يجعل منها سيارات لا تشبه غيرها من سيارات السباق في العالم، كما أنها لا تتمتّع بالدعم التقني نفسه الذي يتوفّر لسيارات الفورمولا-1، وإنما على السائقين دفعها حول الحلبة بهدف إحراز أوقات لفة سريعة.
وتعتبر سباقات V8 سوبر كارز النموذج الأكثر شعبية لرياضة سباق السيارات في استراليا والأكثر حضورا من بين غيرها من الرياضات من قبل جمهورها، وقد امتدت شعبية هذه الرياضة إلى نيوزيلاندا وإلى البحرين والصين أيضا خلال السنوات الأخيرة، قبل أن تسجل حضورها في الإمارات من بوابة حلبة ياس.
ويُنّظم هذا النوع من السباقات على مرافق حلبات سباق دائمة، بالإضافة إلى مجموعة من السباقات حول مسارات الطرقات، وقد تم تحديد مسارات السباق هذه حول بعض أكبر مدن استراليا، من بينها مدينة سيدني، حيث جرت سباقات V8 سوبركارز حول الموقع الذي استضاف دورة الألعاب الأولمبية للعام 2000.
ويعد مصنعا جنرال موتورز هولدن وفورد الوحيدين اللذين يشاركان في سباقات V8 سوبركارز، وقد انعكست الطبيعة المميزّة التي تنفرد فيها هذه السباقات على نظرة الأستراليين تجاه الشركتين، ففي أستراليا أنت إما من مشجّعي هولدن أو من مشجّعي فورد ولا خيار ثالث أمامك.
كذلك يُنظر إلى السائقين كأبطال رياضيين في أستراليا، وبعضهم مثل ويل دايفيدسون وجايمس كورتني وكريج لوندز لديهم جمهورهم خارج أستراليا بسبب مشاركتهم في سباقات خارجية قبل أو في الوقت الذي يشاركون فيه بسباقات V8 سوبركارز، واليوم تصاحبهم هذه الشعبية الجارفة إلى حلبة ياس.
ومع اتساع شعبية سباقات V8 سوبركارز بما يتخطى أستراليا، بات نجم بعض السائقين مثل وينكاب – 29 عاما - يسطع حول العالم، فهو حائز على ألقاب كثيرة لسباقات V8 سوبر كارز، كما تحمل سيارته رقم 1 للدلالة على أنه السائق الذي سيفوز على 28 متنافسا.
ولن يكون صراع سوبر كارز وحده الشغل الشاغل لجماهير الحلبة اليوم وغداً، فهناك أيضاً فعاليات أخرى مصاحبة، من بينها سباق السيارات السياحية «GT1» والذي يشارك خلاله فريق إماراتي، ويضم كلاً من سعيد المهيري وتوني ويديكا، ويشرف على الفريق فيصل السهلاوي مدير مدرسة ياس لسباقات السيارات.
كما يقام ضمن الفعاليات المصاحبة سباق آسيا GP2، وقد تأسّست سباقات جي بي 2 آسيا في عام 2008، وهي امتداد لسباقات جي بي 2 الأساسية الناجحة والتي شهدت انتقال ستة سائقين إلى الفورمولا-1، هم: نيكو روزبرج (فريق وليامز)، وكاتسو ناكاجيما (فريق وليامز)، ولويس هاميلتون (فريق ماكلارين)، وهايكي كوفالاينن (فريق ماكلارين)، وتيمو جلوك (فريق تويوتا)، ونيلسون بيكيه (فريق رينو سابقاً)، ورومان جروسجين (فريق رينو).
وتتكوّن سباقات جي بي 2 آسيا من 26 سيارة سباق متطابقة ذات مقعد واحد، وتستخدم جميع الفرق نفس هيكل السيارة (الدالارا Dallara)، وكذلك نفس الأنظمة الإلكترونية وعلبة التروس والفرامل والإطارات المضادة للإنزلاق ومحرّكات V8رينو بسعة 4 لتر والتي تولّد حوالي 600 قوة حصان أساسية (bhp)، والجدير بالذكر أن المساعِدات الإلكترونية للسائق محظورة لأن السيارات مصمّمة لإظهار مواهب السائق.
وأكبر ميزة لدى سباقات جي بي 2 آسيا هي الإثارة التي تمنحها السباقات لجماهيرها بفضل سِباقي نهاية الأسبوع والشبكات العكسية والتوقفات الإجبارية والسيارات الستة والعشرين المماثلة على الحلبة.
وكانت حلبة مرسى ياس قد أعلنت أيضاً عن استضافتها يوم 25 فبراير الجاري سباقات “فورمولا دريفت” العالمية، بمشاركة ثمانية أبطال عالميين من بينهم تانر فورست، بطل سباقات فورمولا دريفت مرتين والحائز على الميدالية الذهبية ثلاث مرات في بطولة (إكس جيمز)، وفريدريك آسبو نجم العام في بطولة فورمولا دريفت 2010 وبطل إسكندنافيا السابق، وكريس فورسبرج، بطل فورمولا دريفت 2009، وقد طرحت الحلبة التذاكر للجمهور وأكدت جاهزيتها لاستقبال عشاق السرعة لمتابعة هذه السباقات التي تعزز مكانة حلبة ياس كوجهة عالمية لأبرز بطولات رياضة السيارات.