ريم البريكي (أبوظبي)
المركز الأول هو مؤشر لإحراز النجاح والتميز، وهو المعيار الأهم الذي وضعته القيادة الرشيدة لتحفيز الجميع على التفوق واعتلاء القمة، وقد سجلت المرأة الإماراتية حضوراً وتميزاً في توليها لمناصب قيادية وميدانية كانت في السابق محصورة على فئة معينة، تتمتع بقدرات فائقة عن سواها، فقد تمكنت بنت الإمارات وخلال فترة قصيرة جداً من توثيق قدرتها في العمل في مجالات صعبة وغير مصنفة ضمن مهام الجنس الناعم، لتغير المفاهيم الخاطئة حول قدرة المرأة وتميزها.
«الاتحاد» التقت سيدات إماراتيات سجلن ريادة في توليهن مهام عمل جديدة لم تكن مرغوبة لدى النساء لصعوبتها، ووجود تحديات عديدة فيها، مستفيدات من الدعم الكبير الذي قدمته «مرافئ أبوظبي» عبر عملهن في ميناء خليفة.
مهرة الشامسي..قبطان سفينة
تقول الكابتن مهرة عبدالله الشامسي قبطان سفينة..
بدأت رحلتي العلمية والمهنية بعد ارتباطي الأسري، فقد تزوجت مبكراً وساهم ذلك في دفعي نحو تطوير ذاتي والحصول على شهادة الثانوية كنقطة انطلاقٍ ومن ثم الالتحاق بالجامعة.
وربما شكّل ذلك تحدياً شخصياً ورغبتُ بخوض التجربة، وبتوفيق من الله ثم الدعم الكبير الذي قدمّه لي زوجي من خلال تشجيعه لي على المواصلة وتخطي العقبات لتحقيق النجاح.
وتضيف: حصلتُ على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال التجارية عام 2014 وكنت أعمل خلال فترة دراستي لدى موانئ أبوظبي.
وقامت إدارة الشركة بترشيحي لبرنامج التدريب البحري لقيادة السفن ذات الأطوال الأقل من 24 متراً والتخرج من الكلية البحرية الأسترالية، وهي مؤسسة أكاديمية متخصصة في التعليم والتدريب والأبحاث البحرية، وبالتعاون مع جامعة «تسمانيا» الأسترالية كان هذا التخصص يمثّل تحدياً أمام الفتاة الإماراتية، هذا التحدي حفّزني بقوة لخوض مجالٍ مختلف ومتخصص.
تقول: يبدأ عمل القبطان بتنظيم الجداول الأسبوعية التي تضم تعليمات ومهمات محددة طوال الأسبوع يعدُّها فريق إدارة العمليات البحرية في الميناء وتشمل إجراء أعمال الصيانة الدورية للزوارق، ومراجعة إعدادات السلامة والتأكد من جاهزية الزوارق وطاقمها للعمل.
كما نقوم بإجراء الكشوفات الدورية على سلامة أداء المحركات والأجهزة الفنية الأخرى في الزوارق مثل أجهزة الملاحة والرصد، ويجتمع الفريق لمراجعة الإجراءات الاعتيادية التي تتضمنها المهمات اليومية لكل قبطان على زورق عامل في الميناء.
وتتفاوت مهمات القباطنة ورحلاتهم حسب الخبرة وعدد ساعات الإبحار بالطبع.
وفي الواقع، لا أجد اختلافاً كبيراً بين عملي كقبطان أو عملي السابق كموظف إداري، فكلنا يقدم خدماته ويواظب على تنفيذ المهمات المطلوبة، ولكن عملي كقبطان يتميز بطابع خاص فريد من نوعه، فالزي الرسمي له سمة خاصة..البيئة التي نعمل فيها لها طبيعة خاصة، والطقوس أو مراحل تأدية الوظيفة ذات نكهة مميزة لم أجربها من قبل في العمل الإداري.
وتضيف: «خوضي لتجربة قيادة السفن كانت تحدياً بالنسبة لي فالوظيفة كانت حكراً على الرجال نظراً لصعوبتها في السابق، لكن مع التطور التقني الذي بلغته أنظمة إدارة الحركة البحرية وأنظمة تشغيل السفن، أصبح خوض الفتاة لهذا المجال أيسر من قبل».
أنا شخصياً حققت الكثير على الصعيد الشخصي من خلال هذه التجربة.
وأيقنتُ تماماً أن الصعاب تكمن في قدرتنا على استيعاب الهدف والعزم على النجاح.
وبعد انتهاء مدة الدراسة النظرية والعملية، وجدت أن التركيز والمثابرة هي الأساس في الوصول إلى أهدافنا، وأدركت أهمية تنظيم الوقت بشكل حقيقي...
لقد خضتُ تجربة قاسية «زمنياً»، فمدة الدراسة للحصول على هذه الشهادة تستغرق بين عام ونصف عام إلى عامين على مقاعد الدراسة الاعتيادية في الجامعات، لكن ما مررنا به كان عبارة عن دورة مكثّفة استغرقت عشرة أسابيع للدراسة النظرية وستة عشر أسبوعاً قضيناها دروساً عملية في البحر.
هذه الكثافة تزامنت مع مواجهتي لصعوبات أخرى مثل استيعاب المسميات الخاصة بعمل القبطان والعمليات البحرية التي لم أعهدها من قبل، وتزامنت أيضاً مع التزاماتي الشخصية المتعلقة بالأسرة وضرورة قيامي بدوري كأم وزوجة مسؤولة عن أسرة في الوقت الذي أحظى فيه بفرصة نادرة للحصول على شهادة متميزة كقبطان بحري.
أما عن طموحاتي، فأنا أحددها بحسب الظروف والمعطيات والتحديات التي أواجهها خلال عملي.
طالما لم أدخل في روتين العمل وطالما أني أواجه تحديات جديدة في يومي فأنا ماضية قُدُماً وسأبدأ باختيار أهداف جديدة إذا أصابني الملل مما أقوم به، وعلى كل حال فأنا لا أزال جديدة في هذا المجال وأمامي الكثير لأتعلمه وأقدمه.
عائشة المرزوقي..رافعة رصيف
أكدت عائشة المرزوقي أول إماراتية تعمل علي رافعة رصيف، إلى أن التحاقها بالعمل في ميناء خليفة جاء في العام 2014، وتتمثل مهام عملها من داخل المقصورة الصغيرة المرتفعة وعلى ارتفاع 126,5 متر من الأرض حيث ليس لديّ سوى رؤية بانورامية لمياه الخليج العربي والنظر إلى سفينة الحاويات التي توجد تحتي ثم أوجه ذراع الرافعة التي تتحرك بواسطة حبال معدنية مثبتة في هيكلها، وأثناء عملية تفريغ الحاوية من السفينة انزل البواقي الحديدية وأثبت الأقفال على واحدة من الحاويات ثم ارفعها بعناية وببطء ومن ثم النور لوضعها على الرصيف بأمان، وقد بدأت كمشغلة رافعات والآن أنا مشرفة عمليات في غرفة التحكم.
وأفادت المرزوقي: تلقيت تدريباً مدروساً من شركة مرافئ أبوظبي والتي قامت بتدريبي وتأهيلي لأصبح ما أنا عليه اليوم، مضيفة بالقول «لقد اكتسبت عدة مهارات منذ انضمامي للشركة أهمها: المهارات التحليلية والبحثية، كما صقلت شخصيتي وأصبحت ملمة بشكل أكبر بشؤون قيادة العمل وتحمل الضغوطات.
وعلى عكس ما قد يتصوره البعض من سهولة العمل الذي تقوم به المرزوقي، فهناك إجراءات صارمة للصحة والسلامة يتوجب اتباعها أثناء عملها، كما يجب عليها اتباع إرشادات السلامة بدقة للحد من المخاطر، كذلك الالتزام بالتركيز الكامل، كما أنه من المهم اتخاذ القرارات الفورية من دون تردد أو خوف أو ارتباك، لكن الجزء الأكثر إرهاقاً في عملها هو تقلبات الطقس «نظراً إلى كون الرافعة عالية جداً، فإن الظروف الجوية القاسية أحياناً مثل الرياح الواقية أو الصباي، تجعل أمر التشغيل أكثر صعوبة».
وبينت المرزوقي أن الرافعات كانت بداية طريق التدرج بالسلم الوظيفي، وحالياً أنا بحمد الله مسؤولة في غرفة التحكم وهي التي يكون فيها مسؤول فريق العمل قادراً على قيادة الآخرين من أجل تحقيق إنجازات متميزة، وهذا النوع من القيادة يكون له السبق في فهم الوضع الحالي، وأنا كوني أول مشغلة «كرين»، شعرت بأن طموحاتي عالية، كما أن مسؤول فريق العمل يكون قادراً على فهم ما سيكون عليه المستقبل، حيث تنظر إليه بطريقة ذكية، ويعمل على تطويعه لخدمة وأهداف وطني الغالي.
ليلى آل بشر..العمليات في النطاق الميداني
وقالت ليلى آل بشر أول إماراتية مسؤولة ومشرفة على العمليات في النطاق الميداني في ميناء خليفة بمرافئ أبوظبي، إن بدايتها مشغلة رافعة رصيف واليوم تشغل مهام الإشراف على العمليات الميدانية في الميناء، موضحة أنها التحقت بالعمل في عام 2015، كما أنها تعد أصغر موظفة عملت كمشغلة رافعة.
وأضافت آل بشر أنها خضعت لتدريب وتأهيل لتولي مهام عملها بداية من تشغيل رافعة رصيف ومن ثم التحاقها بميناء خليفة والعمل كمشرفة، مشيرة إلى أنها تلقت تدريباً خاصاً، وتم تأهيلها وفق برنامج مختص مكنها من أداء مهام عملها بالشكل المطلوب.
وأوضحت آل بشر أن هناك أنواعاً كثيرة من السفن يتم التعامل معها بشكل يومي تقريباً، ولكل سفينة طريقة تعامل خاصة، وفي المجمل، نحن نعمل دائماً لإسعاد وإرضاء كل السفن التي تقف على رصيف ميناء خليفة.
وتسعى آل بشر إلى إثبات قدراتها، وتعتبر ذلك تحدياً لتطوير خبراتها المهنية، وهذا الدافع أوصلها كما تقول إلى أن تتولى مهام مسؤولة على نطاق عمل ميداني يحتاج للكثير من الصبر والدقة والحرص.
فوزية الظاهري.. غرفة المراقبة
وذكرت فوزية الظاهري، موظفة في غرفة المراقبة، عمليات السفن، أنها تخرجت من جامعة الإمارات وكانت الصدفة حليفتي في التقدم للعمل في القطاع البحري، حيث كانت البداية عبارة عن فترة تدريبية قضيتها في الموانئ، وبعد وقت قصير عرض علي العمل في غرفة مراقبة عمليات السفن في الميناء التي كان التحدي عنوانها، فقد كان العمل حكراً على الرجال رغم أنه لا يوجد ما يمنع من دخول المرأة في هذا القطاع، لكن كانت لديّ الرغبة دائماً بأن أخوض عملاً جديداً أثبت فيه تميز وقدرة المرأة الإماراتية.
صادفت الكثير من الصعوبات منها المناوبات والوجود الغريب للمرأة، وعدم الثقة من جهة قباطنة السفن عند التخاطب معهم عبر جهاز اللاسلكي.
لاقيت الدعم الكبير من الأسرة وجهة عملي في موضوع المناوبات كوني أماً وربة أسرة، كما أنني استطعت الإلمام بالعمل والتميز في وقت قياسي، وذلك لأني جعلته تحدياً واعتدت على التميز.
أحببت عملي كثيراً وأصبح جزءاً من حياتي إلى أن تمكنت من اكتساب ثقة من حولي من الزملاء والوكلاء الملاحيين وقباطنة السفن بجدارة.
بعد فترة من الخبرة في العمل كمراقب خدمة سفن في غرفة عمليات الميناء، وجدت دعماً كبيراً من إدارة موانئ أبوظبي في الانضمام لدورة مراقب حركة السفن VTS103/1 وهي شهادة دولية تندرج تحت المنظمة البحرية الدولية.
تخرجت في الدورة بجدارة لأصبح أول إماراتية تحصل على هذه الشهادة الدولية، ووضعت بصمتي بقدرة المرأة الإماراتية على القيادة والتحدي والتميز في جميع المجالات، وذلك بفضل الدعم اللامحدود الذي تقدمه لنا دولة الإمارات العربية المتحدة.
عفراء المرزوقي.. تنسيق الجودة والصحة
عفراء سالم المرزوقي، منسق الجودة والصحة والأمن والسلامة - موانئ أبوظبي: «التحقت بالعمل في موانئ أبوظبي سنة 2014 في إدارة العمليات بقسم حجز وتسليم البضائع، ووجدت دعماً كبيراً من إدارة موانئ أبوظبي في انضمامي للتعلم على قيادة الرافعة الشوكية، أشعر بالفرح والسعادة حينما قررت أن أتعلم قيادة الرافعة الشوكية، في البداية شعرت بالتعب ولكن من حبي وشغفي للتعلم لا شيء مستحيلاً في خدمة وطني الغالي».