13 مارس 2010 23:37
اختتمت في دبي مساء أمس فعاليات الدورة الثانية من مهرجان طيران الإمارات للآداب، الذي أقيم على مدى أربعة أيام برعاية طيران الإمارات ودعم من هيئة دبي للثقافة والفنون، تخللتها عشرات الأنشطة الثقافية، الشعرية والحوارية والسردية، التي شارك في إحيائها أكثر من مائة كاتب ومبدع من أرجاء العالم.
وقال خالد البدور المنسق الإعلامي عن الجانب العربي في المهرجان لـ”الاتحاد” إن “الدورة الثانية من المهرجان قد نجحت في تحقيق القدر الأكبر من أهدافه، سواء على صعيد حجم الأنشطة الذي ازداد هذا العام عن العام الماضي، أو على مستوى الإقبال الذي لقيته هذه الأنشطة من قبل الجمهور، وخصوصاً جمهور الطلبة، وقد تعرف الجمهور إلى الكتاب عن قرب في الحوار معهم وفي توقيع كتبهم، كما نجحت الكثير من الورش الإبداعية في تعريف الجمهور إلى تفاصيل العمل الأدبي والكتابة عموماً، وكان هناك حضور مميز للكاتب المحلي”.
وحفل اليوم الأخير من المهرجان بمجموعة من الفعاليات ابتدأت صباحاً بورشة متخصصة بعنوان “وقت للحكاية.. الفن والعلم والأفكار الخلاقة لأطفالكم” أدارتها الكاتبة ومؤلفة كتب الأطفال صفاء عزمي وهي مؤلفة 34 كتاباً وخبيرة في ربط القراءة بمجموعة من الفنون والعلوم والأفكار المبدعة، حيث قالت إنها توجه جهدها للقاء بالآباء والمهتمين بشؤون الأطفال، وتضيف “كلنا نعلم أن القراءة مهارة أساسية يجب أن يعتاد عليها الأطفال من الصغر، وتلعب الكتب البراقة الملونة دوراً حيوياً في تحقيق الكفاءة القرائية، لكن الكتب لا تكفي وحدها بل يجب أن يقوم الآباء والأجداد والمدرسون بمساعدة الأطفال على الانغماس في قراءة هذه الكتب التي عندما تكون نقطة الانطلاق للوصول إلى فعاليات خلاقة وممتعة تستمتع بها العائلة كلها، وعندها يبدأ الأطفال بالتحليق في عالم القراءة وتحقيق إنجازات تغني حياتهم”.
وفي لقاء آخر تحدث كل من نادية فودة وأندي سمارت عن تجربتهما في ترجمة ونشر عدد من الروايات العربية إلى اللغة الإنجليزية لصالح دار “هوبو” في القاهرة، ولصالح مؤسسة نشر بلومزبري القطرية، وتحدث المترجمان عن كتاب بعنوان “الغروفالو” كواحد من أشهر الكلاسيكيات التي كتبت للأطفال، حيث قاما بنقلها إلى العربية الفصحى ولكن الحديثة، وقال أندي عن هذه التجربة إنها تمثل “ممرات الغابة المظلمة والوحوش التي ترصدتنا خلف الأشجار وأهمية المحافظة على الابتسامة”.
وقدم أربعة من الكتاب العرب في المنفى شهادتهم على ظروفهم ومعاناتهم، فتحدثت إيمان مرسال عن غربتها في كندا ومعاناتها على صعيد الهوية، وتناول أمجد ناصر تجربته في لندن منذ أواخر الثمانينات محررا ثقافيا في صحيفة القدس العربي، وقد كتب الكثير في شعره معبرا عن مشاعر الغربة، وروى العراقي صموئيل شمعون تجربته التي كتبها في روايته “عراقي في باريس”، وختم الشاعر العراقي فاضل العزاوي تجربة المنفى في ألمانيا منذ العام 1977، وما نتج عنها من مجموعات شعرية وروايات تجسد هذه التجربة.
وكان يوم الجمعة شهد عددا من الأنشطة منها لقاء جمع الكاتبات بدرية البشر ونجوم الغانم وإيمان مرسال وسالمة صالح وعلوية صبح، تحدثن فيه عن الكتابة “النسوية”، والانفجار الكبير الذي أحدثته الكاتبات في الساحة الثقافية العربية، حيث الكثيرات منهن رحن ينشرن ويحطمن سلاسل التقاليد التي طالما منعتهن من دخول عالم الإبداع. فقد تحدثت السعودية بدرية البشر عن تجربتها في كتابة القصة القصيرة في ثلاثة من كتبها، وتحدثت نجوم الغانم عن تجربتها الشعرية إضافة إلى أفلامها السينمائية وتعبيرها عن مزج الروحانيات بالماديات والواقع بالخيال والحاضر بالأسطورة. أما الشاعرة إيمان مرسال فتحدثت عن أعمالها التي تناولت فيها ظروف المرأة في ظل الإسلام. وتحدثت الكاتبة والروائية العراقية سالمة صالح عن تجربتها في الدفاع عن حقوق المرأة العراقية في صراعها للانعتاق. وختمت اللبنانية علوية صبح التي كانت روايتها “اسمه الغرام” مرشحة ضمن قائمة الـ16لجائزة البوكر العربية.
فتحدثت عن تجربتها الروائية في رواياتها “مريم الحكايا” و”دنيا” إضافة إلى “اسمه الغرام”.
وفي مساء الجمعة كانت الأمسية الشعرية الإماراتية التي جمعت الشعراء خالد البدور ونجوم الغانم وخلود معلا وأحمد راشد ثاني وظاعن شاهين، حيث قرأوا قصائدهم الجديدة.
والتالي مقطع من قصيدة لنجوم الغانم:
ذهبْنا لنَغيبَ
وأَخذَنَا الهَذَيانُ إلى ظهيرتِهِ
ليُحْرِقَ آمالَنا كما تُحرِقُ الشمسُ
شفاهَنا
أظّنُّنا الْتَفتْنا
أو أبطأْنا
أظنُّ الحَيْرةَ مسحَتْ خُطُواتِنا
لتكيدَ لقُلوبِنا أو تعْبثَ ببراءَتِنا
أظنُّها ضيّعَتْ دُروبَنا
ولمّا حان لنا أنْ نعودَ
بحثْنا عنِ الطّريقِ الذي ألْقى بِنا
إلى هنـاكَ
وهنـاكَ
تعلّمْنا أنْ لا شيءَ لنا
ولا حتّى أحدُنا للآخَرْ.
أما الكاتبة الفلسطينية الإنجليزية فقدمت في حوار مع ماكس ايسترمان عرضا لكتابها “البحث عن فاطمة” وهو كتاب المذكرات الذي أثار جدلا وانتقادات لاذعة بسبب تعرضه للاحتلال الإسرائيلي في مرحلة التسعينات، والكتاب يعكس تجارب غادة في النزوح والخيبة من انسحاب القوى السياسية الرئيسية التي تخوض الصراع في الشرق الأوسط، كما يتحدث عن ملايين اللاجئين في أرجاء العالم وحالة الغربة التي يعيشونها في المنفى.
المصدر: دبي