باريس (أ ف ب)
يأمل مانشستر يونايتد مواصلة السلسلة الإيجابية التي يحققها منذ تولي مهاجمه السابق أولي جونار سولسكاير، مهام تدريبه في ديسمبر الماضي، خلفاً للبرتغالي جوزيه مورينيو. وفي 16 مباراة في مختلف المسابقات، لم يخسر «الشياطين الحمر» سوى أمام سان جرمان.
وسيطمح إلى ذلك عندما يواجه باريس سان جرمان الفرنسي، اليوم، على ملعب بارك دي برانس، بعدما تغلب الثاني ذهاباً 2 - صفر في الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا، وسط تحذيرات من مدربه الألماني توماس توخل ومدافعه البرازيلي داني ألفيش من مغبة اعتبار أن الأمور قد حُسمت.
وأعرب سولسكاير عن أمله في تحقيق الإنجاز ضد سان جرمان، قائلاً: نواجه أحد أفضل الفرق في أوروبا مع لاعبين رائعين، لكن من يدري؟ لقد حدث هذا الأمر سابقاً «قلب النتيجة». كانت مسابقة دوري أبطال أوروبا حافلة بهذا النوع، ومنها على سبيل المثال برشلونة ضد باريس سان جرمان. يتعين علينا أن نحقق ذلك خارج ملعبنا لكننا فزنا في آخر ثماني مباريات بعيداً من قواعدنا.
وكان سولسكاير نفسه محور «ريمونتادا» تاريخية لمانشستر يونايتد في دوري الأبطال، وذلك في نهائي 1999 أمام بايرن ميونيخ الألماني، وعلى ملعب برشلونة بالذات. وفي تلك الأمسية، بقي الفريق الإنجليزي متخلفاً صفر - 1 حتى الوقت بدل الضائع، قبل أن يعادل تيدي شرينجهام، ثم يسجل سولسكاير هدف الفوز في الرمق الأخير، مانحاً فريقه لقبه القاري الثاني «أضيف إليه لقب ثالث عام 2008».
بينما يأتي تخوف الباريسيين بعدما كان فريق العاصمة الفرنسية ضحية «ريمونتادا» تاريخية ضد برشلونة الإسباني، عندما مني الفريق الكتالوني بخسارة قاسية في باريس صفر - 4، قبل أن يقلب الطاولة ويحسم نتيجة الإياب بفوز تاريخي 6 - 1 في الدور ثمن النهائي لموسم 2016 - 2017.
وعندما سئل توخل عما إذا كان التخوف من «ريمونتادا جديدة» قائماً، أجاب: كل الأمور جيدة، نتمتع بالثقة. حسمنا مباراة الذهاب 2 - صفر، وبالتالي نحن الآن في منتصف الطريق. يتعين علي الحديث عن هذا الأمر لأن ثمة أشخاصاً يقولون نفكر ببرشلونة، فزتم 4 - صفر، لكن بعدها خسرتم 1-6، والبعض الآخر يقول الآن فزتم 2 - صفر ذهاباً، وبالإضافة إلى ذلك يغيب الكثير من اللاعبين عن صفوف مانشستر يونايتد، وبالتالي ستتأهلون لأنكم أقوياء على ملعب بارك دي برانس. وأوضح المدرب الذي يقود الفريق الفرنسي في موسمه الأول، أنه من الضروري تماماً، إيجاد التوازن في المباراة، فلا يمكن اللعب مع الخوف ولا يمكن أيضاً اللعب بثقة زائدة. بعض اللاعبين خاضوا مباراة برشلونة وعاشوا التجربة».
أضاف: التحدي هو أن نبقى هادئين ونتحلى بالتركيز على هدفنا، لا نستطيع التحكم بالنتيجة، لكننا نستطيع التحكم بالعرض الذي نقدمه.
وكان لسان حال الظهير البرازيلي المخضرم داني ألفيش مماثلاً.
وقال ابن الـ35 عاماً: أعتقد أننا خطونا خطوة كبيرة لكن لا يمكننا الإفراط بالثقة، نعلم أن كل شيء ممكن في كرة القدم. يجب علينا أن نكرر العمل الرائع الذي قمنا به في لقاء الذهاب. ورأى أنه لا يجب أن نلعب ونحن نعتمد على هذه النتيجة، بل يجب أن نلعب من أجل تحقيق نتيجة: هذه الوسيلة الوحيدة التي تخولنا أن نحقق هدفنا في نهاية المطاف، مشدداً على أنه في كرة القدم، يجب ألا نخاف. في الحياة، إذا لم تنجح في تحقيق أهدافك، فذلك يعود إلى عامل الخوف. يجب ألا تخاف أبداً، يجب أن تحترم الخصم، لأن يونايتد، فريق تاريخي في دوري الأبطال.
ويبحث الفريقان عن بلوغ ربع النهائي بعد غياب أعوام، إذ بلغه «الشياطين الحمر» للمرة الأخيرة عام 2014، بينما يأمل سان جرمان في بلوغه للمرة الأولى منذ 2016 بعدما أقصي من ثمن النهائي في الموسمين الماضيين.
وإضافة إلى أفضليته الكبيرة بنتيجة مباراة الذهاب على ملعب أولد ترافورد، فإن ما يرجح أن يسهل مهمة سان جرمان إياباً هو غياب معظم لاعبي الوسط الأساسيين الذين خاضوا مباراة الذهاب عن صفوف يونايتد، مثل الصربي نيمانيا ماتيتش والإسباني أندير هيريرا والإنجليزي جيسي لينجارد. كما تحوم شكوك حول مشاركة الفرنسي أنطوني مارسيال، والتشيلي ألكسيس سانشيز، الذي أصيب في ركبته ضد ساوثمبتون في الدوري الإنجليزي، السبت، ما سيفقد يونايتد ورقتين إضافيتين في الهجوم.
أما في صفوف سان جرمان، فمن المتوقع أن يكون المهاجم الأوروجوياني إدينسون كافاني على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين، بعد تعافيه من إصابة أبعدته قرابة شهر، بينما يتواصل غياب زميله أغلى لاعب في العالم البرازيلي نيمار بسبب الإصابة. ويتوقع أن يعول توخل على ثلاثي المقدمة الذي اعتمده ذهاباً، أي كيليان مبابي كرأس حربة يسانده الأرجنتيني أنخل دي ماريا والألماني يوليان دراكسلر.