الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«ص. ب 1003».. من «المكتبات» إلى شاشة «الإمارات»

«ص. ب 1003».. من «المكتبات» إلى شاشة «الإمارات»
6 مارس 2019 03:14

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

كشفت «أبوظبي للإعلام» عن تفاصيل عملها الدرامي المحلي الجديد «ص.ب 1003»، المأخوذ عن رواية الكاتب الروائي سلطان العميمي، الصادرة عام 2014، وتحمل العنوان نفسه، ومن المقرر أن يُعرض المسلسل على «قناة الإمارات» ضمن باقة الأعمال المتميزة والإنتاجات الدرامية الخاصة بـ«ماراثون رمضان 2019». جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته «أبوظبي للإعلام» مؤخراً في مقرها، بحضور سعادة الدكتور علي بن تميم مدير عام «أبوظبي للإعلام»، وعبد الرحمن عوض الحارثي، المدير التنفيذي لشبكة قنوات تلفزيون أبوظبي، وحمد الكعبي رئيس تحرير جريدة الاتحاد، والمؤلف سلطان العميمي، والمنتج سلطان النيادي، وعدد من ممثلي الوسائل الإعلامية المحلية.

بين الإمارات ولندن
«ص.ب 1003» سيناريو وحوار محمد حسن، وإخراج باسم شعبو، ومن بطولة جاسم الخراز وميثاء محمد، وأمل محمد، وخالد البناي، وياسر النيادي، وهدى الغانم، وريم حمدان، وبسمة مصطفى، وخديجة سليمان، وعبدالله حيدر، وعبدالرحمن الزرعوني، وعبدالله مسعود، ومحمد جمال، وخالد النعيمي، وفاطمة الحوسني، وسارة العلي، وتتركز قصة العمل في حقبة ثمانينيات القرن الماضي، حيث يجري تصويره بين دولة الإمارات ولندن، وتدور أحداث الرواية حول شابة إماراتية تدعى علياء، انتقلت إلى لندن لاستكمال دراستها، وبالمصادفة تعثر في صفحة المراسلة والتعارف على صورة شخص اسمه عيسى - جار الطفولة - فيثير فيها الحنين إلى طفولتها، هذا الشعور المفاجئ يوقظ لدى علياء حافزاً لمراسلة عيسى الذي يهوى التعارف والمراسلة وجمع الطوابع البريدية، كما ذكر في إحدى المجلات، هكذا تنشأ علاقة بين الاثنين، لكنها لا تتجاوز حدود الرسائل المكتوبة.
تبدأ أحداث المسلسل الذي يحكي قصة صراع فكري تتمازج فيه القيم التي سادت بين عامي 1986 و1987، في مركز بريد الذيد، حيث يتم تعيين «يوسف» مسؤولاً عن صناديق البريد، وتكون مهمته الأولى إنهاء اشتراك صندوق بريد رقم 1003 للمدعو «عيسى» بسبب الوفاة، وتسليم ما بداخله من رسائل لوالده بطريقة يراعي فيها مشاعره.

دعم المشهد الدرامي
خلال المؤتمر الصحفي، قال سعادة الدكتور علي بن تميم مدير عام «أبوظبي للإعلام»: «ص.ب 1003» نص فريد من نوعه، حيث قرأت رواية سلطان العميمي واستمتعت بها كثيراً، وجاء اختيار هذا العمل الأدبي والروائي بعد أن توجت الرواية في مسابقة «أرى روايتي»، المسابقة التي أطلقتها «أبوظبي للإعلام» العام الماضي، وقدم فيها تقريباً 65 عملاً روائياً، وكانت «ص.ب 1003» لها النصيب الأكبر في تحويلها إلى دراما تلفزيونية، فقد فتحت هذه المسابقة أبوابها للطاقات الإبداعية ودعمها للكتاب الروائيين من المواطنين والعرب المقيمين، وتحويل إبداعاتهم إلى أعمال تلفزيونية لتدخل عالم الدراما وبقوة، في الوقت الذي نعاني فيه من فقر شديد في المحتوى والنصوص الدرامية، ويأتي العلاج الناجع باللجوء إلى الرواية الإماراتية لتحويلها إلى أعمال درامية.
وتابع سعادته: إن النهج الاستراتيجي لـ «أبوظبي للإعلام» يواصل العمل على دعم المشهد الدرامي على مستوى الدولة والمنطقة بشكل عام، من خلال توفير المنصات الإعلامية المناسبة التي تدفع بالأعمال الروائية المتميزة إلى عالم الدراما العربية والخليجية، ولكن لهذه الرواية ما يخصها عن غيرها، فهي تدعم مهمتنا الرامية إلى التركيز على الدراما الإماراتية المتميزة التي تعكس تطور المجتمع الإماراتي وقيمه الإيجابية وما يتمتع به من حيوية وتسامح وتواصل مع الآخر. واليوم نؤكد لمجتمع الكتاب والأدباء مواصلتنا العمل على تشجيع الرواية الإماراتية، من خلال توفير المنصة الدرامية المناسبة لها والتي ستكون حليفاً للمواهب الروائية الشبابية، وبالتزامن مع شهر القراءة، هذه المبادرة التي باتت تحظى بقيمة أكبر عاماً تلو الآخر، وتفتح باب الأدب والثقافة للمبدعين على مصراعيه.

مسابقة فريدة
من جهته، قال سلطان العميمي: فوز «ص.ب 1003» في «أرى روايتي» فخر واعتزاز لي، خصوصاً أنها مسابقة فريدة من نوعها تهدف إلى تحويل الروايات الإماراتية إلى دراما تلفزيونية ترقى بالمستوى، فأنا سعيد جداً وأضع يدي على قلبي مع أول رواية لي تحول إلى عمل تلفزيوني، ولكني على ثقة كبيرة بمسؤولي «أبوظبي للإعلام» وتوجههم نحول إنتاج أعمال ترقى بالمشاهد المحلي والخليجي والعربي، وتقديم محتوى هادف وترفيهي يُلبي أذواق واهتمامات مختلف شرائح المجتمع وتفضيلاتهم.
وقال: انقطعت عن متابعة الأعمال التلفزيونية لأنها أصبحت نسخة مكررة.. تفكك، طلاق، سجن، مخدرات، فهل هذه هي مشاكلنا في المجتمع الخليجي فقط؟ وهل أصبحت محصورة في هذا النطاق الضيق؟ لكن مع وجود مسابقة «أرى روايتي» سيتم فتح بوابة مهمة لمعالجة الدراما الخليجية.
ولفت العميمي إلى أن الرواية استغرقت منه فترة تحضير 5 سنوات، لمراحل إنجازها سواء بناء وكتابة ومراجعة، موضحاً أنها تشكل جزءاً من الزمن في منتصف الثمانينيات، الذي له خصوصية حياتية وتاريخية ومكانية في دولة الإمارات، كما يواكب العمل فترة ما بعد التسعينيات والتحول والتطور الكبير الذي وصلت إليه الإمارات، منوهاً بأن فترة الثمانينيات لا تزال تحمل طعماً خاصاً لأهل الإمارات، وتشكل مرحلة انتقالية من عصر البساطة إلى عالم الانفتاح، مبيناً أن أي عمل روائي يتحول إلى دراما تلفزيونية تتم معالجته بصورة مختلفة عن النص نفسه.

صندوق أحمر
من ناحيته، وجه المنتج سلطان النيادي شكره لمسؤولي «أبوظبي للإعلام»، الذين وضعوا ثقتهم في شركته «ظبيان للإنتاج الفني»، لتقديم أعمال تهتم بنشر الثقافة والفكر، وإثراء الحركة الدرامية بتقديم سير ذاتية وتاريخية، كما أنه آن الأوان لأن نكرس أبطالنا وشعراءنا ونلقي الضوء عليهم في الأعمال الفنية، فالاهتمام بالدراما المحلية واجب وطني.
ولفت النيادي إلى أن العمل يسلط الضوء على زمن الرسائل المكتوبة عبر قصص اجتماعية وعاطفية، وبمعالجة درامية مشوقة وقادرة على ملامسة المشاعر وكشف الأمنيات الصغيرة التي كانت تعيش في قلوب الناس البسطاء، والحب الجامح الذي جاء على شكل رسائل، وكيف لصندوق أحمر صغير أن يحمل قلوب الجميع.

دراما عميقة
وأوضح أن العمل يقدم دراما محلية عميقة ومتمكنة، من خلال رواية استطاعت تكوين حدسها السردي بإتقانٍ، وشخصياتها المتباينة لخلق حالة درامية داخل العمل، ومع كل شخصية سيتم تقديم حكاية مقاربة لمرحلة منتصف الثمانينيات، وكيف كانت تعيش المدن الصغيرة وكيف كانت تفكر العقول عاطفياً ووطنياً وفكرياً في الإمارات، مع الانتقال إلى عصر التطور الفكري والعمراني والثقافي والفني.
ونوه النيادي بأنه من محبي الأعمال التي تتناول الأحداث القديمة، خصوصاً أنها فترة غنية بالأحداث، ويعتبر «ص.ب 1003»، هو ثالث عمل له من النوعية نفسها التي تتناول حقبة قديمة، بعد «دروب المطايا» و«زمن طناف».
وحول أسباب التركيز في الآونة الأخيرة على إنتاج الأعمال المحلية الكوميدية، وهل ستنقل مثل هذه الأعمال الجديدة، المشاهد إلى عالم آخر، وتغير من ذائقته الفنية، قال النيادي: الكوميديا مطلب مهم في عالم الدراما، لكن الأهم أن تكون كوميديا هادفة تلامس قضايا المجتمع، فالكوميديا لن تكون غائبة في رمضان هذا العام، لكنني لا أعمد للكوميديا السطحية التي لا تتناول موضوعات وأفكاراً مهمة للمشاهد، لا تقل جودة عن «طماشة» و«زمن طناف» و«مكان في القلب».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©