سعيد ياسين (القاهرة)
شهدت السينما المصرية خلال الفترة الأخيرة تنوعاً مهماً في مواضيع الأفلام السينمائية التي عرضت بدور العرض، أو التي يجري تصويرها حالياً لتعرض قريباً، وبعدما كانت تقتصر غالبية الأفلام طوال السنوات الماضية على موضوع واحد، يدور في فلك «الكوميديا»، أو اثنين على أقصى تقدير، امتد التنوع إلى مواضيع كثيرة، منها الاجتماعية والسياسية والإنسانية والكوميدية والرومانسية والتشويق والإثارة والمعارك والرعب وغيرها، وتنوعت هذه الأفلام أيضاً في أماكن تصويرها وتكلفة إنتاجها التي تراوحت بين الضعيفة والمتوسطة والكبيرة، كما تنوعت في أبطالها سواء من نجوم الشباك، أو ممثلي الصفوف الثانية والثالثة والوجوه الشابة.
قال المخرج يوسف أبو سيف: «إن ظاهرة اللعب على المضمون ومن ثم ذوق الجمهور قديمة في السينما، حيث إن رأس المال من خلال جهات الإنتاج والتوزيع هو الذي يتحكم في اختيار مواضيع الأفلام بداعي أنها الأنسب للجمهور في فترة ما، وضرب مثلاً بالفيلم الغنائي الاستعراضي «خلي بالك من زوزو» لسعاد حسني وحسين فهمي، والذي حاول آخرون استنساخ نجاحه في أفلام أخرى، منها «أميرة حبي أنا» بنفس أبطال «خلي بالك من زوزو» لكنه لم يحقق النجاح المأمول برغم تميزه الفني، وهو ما حدث فيما بعد وتحديداً في منتصف التسعينيات من القرن الماضي والذي شهد موجة غير مسبوقة لأفلام الكوميديا بعد النجاح اللافت لفيلم «اسماعيلية رايح جاي» لمحمد فؤاد ومحمد هنيدي وخالد النبوي وحنان ترك، حيث ساهم نجاح الأفلام الكوميدية والتجارية في انصراف المنتجين والموزعين عن الأفلام الجادة». وقال المخرج وائل إحسان: «إن السينما لابد وأن تكون دائماً مرآة للواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وأن نوعية المواضيع المقدمة يجب أن تتنوع ولا تقتصر على نوع واحد، لأن تنوع السينما جزء من تنوع الجمهور».
وتفاءلت الناقدة ماجدة خير الله بالتنوع الذي حدث في الأفلام السينمائية مؤخراً، وقالت: «إن تنوع مواضيع الأفلام حالياً جذب جمهوراً مختلفاً عن الجمهور المعتاد، وأغرى شرائح أخرى غير المعروفة بالنزول إلى دور السينما، وأن ذلك يمثل إشارة جيدة عن بدء انتعاش السينما مرة أخرى».
وأكدت الناقدة ماجدة موريس أن السينما الموجودة حالياً تستحق المشاهدة وإرضاء أذواق متعددة من الجمهور، بعدما سيطرت نوعية واحدة على غالبية الأفلام طوال الفترة الماضية، وأشارت إلى أن تفاوت الإيرادات بين الأفلام، يعني تفاوت نوعية الجمهور بأذواقه المختلفة.
ويذكر أنه عرض طوال الفترة الأخيرة نوعيات مختلفة من الأفلام، منها الكوميدية، مثل «نادي الرجال السري» لكريم عبد العزيز وغادة عادل وماجد الكدواني ونسرين طافش، و«عيش حياتك» لسامح حسين وساندي، والرومانسية في «قصة حب» لأحمد حاتم وهنا الزاهد، والإثارة والتشويق والرعب في «122» لطارق لطفي وأمينة خليل، والدرامية الاجتماعية السياسية في «الضيف» لخالد الصاوي وشيرين رضا، والإنسانية الاجتماعية في «طلق صناعي» لحورية فرغلي وماجد الكدواني، والحركة والأكشن في «الخلية» لأحمد عز ومحمد ممدوح، و«حرب كرموز» لأمير كرارة وغادة عبد الرازق، و«هروب اضطراري» لأحمد السقا وغادة عادل، والغموض والجريمة في «الفيل الأزرق 2» لكريم عبدالعزيز وخالد الصاوي ونيللي كريم، والمغامرات الذي يركز على نوعية أمراض معينة في «يوم الدين» لراضي جمال وشهيرة فهمي وأحمد عبد الحافظ، والسياسي والحربي العسكري «الممر» لأحمد عز وهند صبري.