الاقتصاد اليوناني ينكمش 2,5% خلال الربع الأخير

انكمش الاقتصاد اليوناني 2,5% على أساس سنوي في الربع الأخير من 2009. وكان الاقتصاد اليوناني الذي يبلغ حجمه 240 مليار يورو أو نحو 2,5% من اقتصاد منطقة اليورو قد انكمش بنفس المعدل في الربع الثالث من 2009، بحسب بيانات مكتب الإحصاء اليوناني، فيما عادت الحياة إلى طبيعتها في العاصمة أثينا بعد انتهاء موجة الإضرابات الثالثة أمس الأول. وشهد الاقتصاد اليوناني انكماشاً بنسبة 0,8% على أساس فصلي مقارنة مع 0,5% في نفس الربع من العام السابق. وجاءت هذه البيانات أفضل على نحو طفيف عن توقعات سابقة نشرت الشهر الماضي وأشارت إلى انكماش قدره 2,6% في الناتج المحلي الإجمالي. وذكرت الإدارة إن معدل البطالة تراجع إلى 10,2% في ديسمبر من 10,6% في نوفمبر. وبلغ معدل البطالة 8,9% في ديسمبر 2008. وقال مكتب الإحصاءات الأوروبي “يوروستات” إن معدل البطالة في منطقة اليورو التي تضم 16 دولة سجل 9,9% في يناير وديسمبر وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر 1998. وعادت الحياة الطبيعية إلى اليونان أمس في أعقاب انتهاء موجة الإضرابات التي سادت البلاد أمس الأول ورافقها مظاهرات ومصادمات عنيفة مع رجال الشرطة. وانتظمت حركة الطيران بعد عودة ضباط أبراج المراقبة الجوية لعملهم، كما سارت حركة القطارات والحافلات العامة وسفن الركاب بشكل طبيعي، وتوقفت الصحف عن الصدور أمس بسبب إضراب الصحفيين أمس الأول. وكانت المظاهرات قد عمت اليونان أمس الأول متزامنة مع الإضرابات احتجاجاً على الإجراءات الحكومية الحادة للتقشف. وخرج نحو 50 ألف متظاهر إلى شوارع العاصمة أثينا ووقعت مصادمات مع الشرطة في أثينا ومدينة سالونيك الساحلية مما أدى إلى إصابة 13 شرطياً ومتظاهر واحد بجروح طفيفة واعتقلت السلطات 8 من مثيري الشغب. وكانت اليونان شهدت الخميس موجة جديدة من الإضرابات أصابت الحياة العامة بالشلل في الوقت الذي خرجت فيه مظاهرة كبيرة بالعاصمة أطلقت خلالها قوات مكافحة الشغب الغازات المسيلة للدموع لتفريق المحتجين الذين قذفوها بالحجارة والزجاجات الحارقة خارج مبنى البرلمان وبالقرب من جامعة أثينا للعلوم التطبيقية بعد أن حطموا نوافذ أكثر من 50 متجراً. وجاءت الإضرابات التي استمرت 24 ساعة احتجاجاً على اجراءات التقشف الحكومية لمواجهة العجز الكبير في ميزانية اليونان، وشملت قطاعات عريضة ، في مقدمتها قطاع النقل والمواصلات. في الوقت نفسه، أغلق المئات من أصحاب المتاجر أبواب متاجرهم لحمايتها من أعمال السلب والنهب التي تشهدها الاحتجاجات في الوقت الذي ضرب فيه المتظاهرون رجال الشرطة وأنزلوهم من على دراجاتهم البخارية. واضطرت اليونان أمس الأول إلى إلغاء كافة الرحلات الجوية من وإلى البلاد بسبب إضراب ضباط أبراج المراقبة الجوية بالمطارات منذ منتصف ليلة الخميس، كما أضرب عمال السكك الحديدية وبحارة سفن الركاب المتوجهة للجزر اليونانية المختلفة. كما ألقت الإضرابات بظلالها على أداء وسائل الإعلام بسبب تعليق الصحفيين أعمالهم لمدة 24 ساعة، حيث غابت النشرات الإخبارية عن الإذاعة والتليفزيون الرسمي. في الوقت نفسه، أغلقت أغلب المصالح الحكومية أبوابها وكذلك المدارس وكانت حكومة اليونان قد قدمت الأسبوع قبل الماضي تحت ضغط الاتحاد الأوروبي والأسواق الدولية حزمة تقشف جديدة بهدف توفير 4,8 مليار يورو (6,5 مليار دولار) للخزينة العامة من خلال خفض الإنفاق وزيادة الضرائب للحد من العجز في ميزانيتها. وتتضمن هذه الإجراءات زيادة ضريبة المستهلك وخفض أجور موظفي الجهاز الإداري للدولة وتثبيت مستحقات التقاعد بهدف خفض عجز الميزانية من 12,7% العام الماضي إلى 8,7% خلال العام الحالي