27 مارس 2008 01:30
أخذت أولادي الصغار ذات يوم إلى صالون الحلاقة، وأثناء الانتظار تفاجأت بدخول إحدى الأمهات ومعها ثلاثة أطفال في عمر الزهور، تتراوح أعمارهم ما بين 7 إلى 10 سنوات، يعانون من مرض التوحد، وقد لاحظت ذلك من خلال عجزهم اللغوي الذي يُعد احد المظاهر المرضية الرئيسية عند الطفل التوحدي· والعجز اللغوي مظهر لإعاقات أخرى عند الطفل، وبما أن اللغة تعتبر الأداة الرئيسية في تواصل الطفل مع المجتمع المحيط به سواء كانت لفظية، حركات جسدية، وتعبيرات الوجه مكتوبة أو منطوقة·
ويحاول هؤلاء الأطفال التعبير عن رغباتهم وحاجاتهم بلغة وسلوك غير طبيعي وشاذ نتيجة العجز التطوري، كما لاحظت فشلهم في إيصال ما يريدون لمن يحيطون بهم سواء الأم أو الخادمة، وهذا الفشل عند طفل التوحد يخلق عنده الإحباط والقلق والخوف ويصبح شديد الحساسية ويزيد عزلته وانسحابه وانغلاقه على نفسه، فيتجه لإشباع رغباته بنشاطات غير طبيعية تكرارية أي نمطية مثل رفرفة اليدين أو التصفيق أو حركات جسدية معينة يكررها لساعات طويلة، وإذا حاولت الأم مقاطعتهم لينهوا هذا الروتين الشاذ أصيبوا بنوبات غضب· وتختلف شدة هذا السلوك الروتيني حسب البيئة المحيطة وموقفها فيخف إذا شعر بالأمان أو إذا أحيط بمثيرات محببة لديه كالرسوم على الحائط أو أنواع زينة يرغبها ويتعامل معه·
أشفقت عليهم وعلى حال أمهم المسكينة، وحمدت الله على كل النعم التي أنعم بها علي وعلى أولادي، وأتمنى من الله العلي القدير أن يحفظ أبناءنا ويشفي أبناء المسلمين المصابين بأمراض كالتوحد والثلاسيميا، وغيرها من الأمراض·
ليلى علي