معتصم عبدالله (دبي)
لم يتردد عبدالرحمن أبو الشوارب، رئيس مجلس إدارة شركة النصر لكرة القدم، في قبول «مبدأ الحساب» من جمهور «العميد» على سير العمل في أروقة الشركة، ومشوار الفريق الأول، بيد أنه اشترط في البداية وجود «الصبر»، وأن تكون المحاسبة بنهاية الموسم المقبل 2019- 2020، من أجل منح الفرصة لأعضاء مجلس الإدارة لتقديم المعالجات المطلوبة للنادي وللفريق وفق تقييم صحيح يتيح لهم بداية وضع الترتيبات اللازمة، من خلال الإشراف بشكل كامل على تحضيرات الفريق للموسم المقبل.
وشدد أبو الشوارب في الوقت ذاته على أن النتائج الحالية للفريق «ليست في مستوى الطموح»، مؤكداً أن «المنطقة الدافئة» في الدوري خلال موسم 2018- 2019 تمثل هدفاً مرحلياً بعد أن تركزت أولى مهام مجلس الإدارة الجديد في «انتشال الفريق» من تحت وطأة النتائج السلبية، التي لازمته في الانطلاقة، علاوة على تسيير أمور العمل في الشركة.
وفتح أبو الشوارب، الذي يقود سفينة العمل الإداري لشركة النصر منذ 29 سبتمبر الماضي، كل الملفات المرتبطة بـ«العميد» حيث يقترب مع مجلس إدارته من إكمال نصف العام الأول على تولي المهمة، وتقييم الفترة منذ لحظة قبولهم تحدي تكليف إدارة شركة كرة القدم، كما تطرق للمعالجات التي سعوا إلى تنفيذها، وقارن بين فترات عمله السابقة كرئيس لمجلس إدارة شركة الألعاب الجماعية وفترته الحالية في قطاع الكرة، وركز بشكل كبير في إجاباته على مستقبل «العميد»، وذكر أن لقب الدوري يمثل «التحدي الأكبر» مشدداً على طموحهم بأن يكون النصر منافساً ولسنوات مقبلة على كل الألقاب.
واقع الكرة
استهل أبو الشوارب إجاباته بالتأكيد على أن واقع العمل في كرة القدم لم يكن صادماً بالنسبة له شخصياً، وذلك من واقع تجاربه السابقة مع قطاع شركات الألعاب الجماعية والفردية في النادي برغم التباين الكبير، وقال: «كمجلس إدارة لشركة الكرة تسلمنا مقاليد العمل من المجلس السابق ولكل إدارة وجهة نظر مختلفة وهو أمر طبيعي، والمؤكد أيضاً أننا لم نكن طرفاً في اختيارات اللاعبين قبل بداية الموسم الحالي، خاصة على صعيد المواطنين، وحتى الأجانب وكل الخيارات التالية بالنسبة لنا كانت محدودة، لكونها مرتبطة بالميزانيات، وهو ما واجهناه أيضاً في فترة الانتقالات الشتوية والتي تكون فيها الخيارات محدودة للغاية».
وأضاف: «تكليفنا من قبل سمو رئيس النادي تلخص في تسيير أمور شركة كرة القدم وانتشال الفريق، حينما تولينا المهمة كان النصر وقتها بلا رصيد من النقاط، ونحن نعمل وفق الأدوات الموجودة والمتاحة أمامنا، ونعلم تماماً الأوضاع الحالية على مستوى الفريق الأول، ولكننا في المقابل مطمئنون برغم التهديد، الذي يطال الفريق في الدوري، وعلى الرغم من عدم وجود ضمانات على مستوى النتائج، فإن حجم العمل المبذول يؤكد قدرة النصر تخطي المرحلة الصعبة الحالية».
وتابع: «الموسم الحالي قطعاً ليس في طموحات النصر مع وجود فارق خمس نقاط فقط تفصلنا عن الفرق المهددة بالهبوط، ولكن علينا ألا ننسى أننا سنخوض مواجهات مباشرة أمام ذات الفرق، ونركز حالياً على تهيئة الفريق للمرحلة المقبلة، ونبحث عن مراكز المنطقة الدافئة في ترتيب الدوري أو الوجود ضمن أول 6 أندية، الأمر ليس مستحيلاً ومطمئنون في هذا الجانب».
وعبر أبو الشوارب عن أمله في أن تكون مباراة النصر أمام ضيفه شباب الأهلي مساء الجمعة المقبل على استاد آل مكتوم في نصف نهائي كأس الخليج العربي، «نقطة انطلاقة» جديدة للعميد، وقال: «ننتظر الفوز الأول في استاد آل مكتوم أمام شباب الأهلي، لا يوجد مستحيل والفريق قدم مردوداً جيداً في أغلب المباريات الماضية برغم عثرة النتائج السلبية».
مسؤولية مضاعفة
رأى عبدالرحمن أبو الشوارب أن توقيت بداية مهمة إدارتهم لشركة كرة القدم في النصر، والتي أعقبت انطلاق الموسم الحالي، تزيد من العبء والمسؤولية على كاهلهم، وأوضح: «توجب علينا التكيف مع المسؤوليات الجديدة، ونحاول الوصول إلى أفضل النتائج الممكنة ولكننا قطعاً لا نتحمل مسؤولية بناء الفريق في الموسم الحالي، وفي المقابل نتحمل كامل المسؤولية بنهاية الموسم المقبل، ورسالتنا إلى الجمهور حاسبونا إذا أخفقنا بنهاية الموسم المقبل».
وحول التباين الكبير بين العمل في إدارة شركات الألعاب الجماعية والفردية وشركات الكرة، قال: «الإنجازات الكبيرة للنصر على صعيد الألعاب الأخرى لم تتحقق بين عشية وضحاها، بل هي مجهودات سنوات طويلة، أذكر جيداً أننا سعينا إلى بناء منظومة عمل محددة قبل نحو 7 سنوات في النصر ولم تتحقق الإنجازات الماثلة للعيان كالألقاب الـ74 بنهاية الموسم الماضي إلا بعد مرور ثلاث سنوات على الأقل». وأضاف: «بدأنا العمل في شركة الكرة منذ أقل من خمسة أشهر، ومن المستحيل تغيير المنظومة بشكل كامل خلال نصف موسم، ودوري كرئيس مجلس إدارة تحسين وضع الفريق وتعديل الأمور الإدارية، الاهتمام بالقاعدة، والمؤكد أننا نعمل على كل هذه الجوانب».
ميزانية معقولة
وكشف أبو الشوارب عن أن مجلس الإدارة الحالي لشركة النصر باشر مهامه مع ميزانية «شبه معدومة»، وأوضح: «الاعتقاد السائد لدى الجميع بشأن الصرف والميزانية العالية لنادي النصر غير صحيح إطلاقاً، وميزانيتنا عادية ومحددة، وهي في حدود المعقول ولسنا بأغنى نادٍ، ونحظى بدعم كبير وفق ميزانية محددة من رئيس النادي»، لافتاً إلى أن النصر قد يكون تعاقد مع لاعب أو أكثر بمبالغ كبيرة، ولكن كل هذه المبالغ كانت خصماً من بنود أخرى في الميزانية المحددة.
ولفت أبو الشوارب إلى ما أسماه «المبالغات في أسعار اللاعبين»، وقال: «كرجل مالي أحرص دائماً على التدقيق في كل ما يتعلق بنواحي الصرف والرواتب، وفي اعتقادي أن الإدارات هي من يمكنها التحكم في هذه الجوانب التي من الممكن تقنينها بشكل أفضل».
وأضاف: «هنالك مبالغات في أسعار بعض اللاعبين، وأرى أن 70 % من اللاعبين الموجودين لا يستحقون رواتبهم العالية، وأعتقد أن مبلغ مليونين ونصف المليون يمكن أن يكون الحد الأعلى للرواتب، ونسعى جاهدين إلى أن تكون كل مفاوضات اللاعبين الذين دخلوا فترة الستة أشهر ويحتاجهم الفريق حسب المراكز وفق السقف المحدد». وشدد رئيس مجلس إدارة شركة النصر للكرة مرة أخرى على أن ناديه ليس الأغنى، وقال: «لسنا أغنى نادٍ ولا نصرف أكثر عن بقية الأندية، والميزانية في حدود المعقول، ونستفيد من دعم رئيس النادي المحدد أيضاً ضمن سقف معين في الموازنة».
لا تدخلات
ذكر أبو الشوارب أنهم كمجلس إدارة سعوا إلى تقييم عمل المجالس السابقة، وأوضح: «جلسنا خلال اجتماعات متكررة لدراسة مشوار عمل الإدارات السابقة من خلال محاضر الاجتماعات الموجودة، مهمتنا إكمال عمل من سبقنا ونتطلع دوماً للاستفادة من إيجابيات التجارب السابقة وتجنب السلبيات في المقابل». وأضاف معلقاً على الأحاديث المتكررة بشأن التدخل في العمل الإداري بالنصر، قائلاً: «كرئيس حالي لشركة الكرة منذ نحو أكثر من خمسة أشهر ومن قبلها رئيساً لشركة الألعاب بالنادي لم يكن هناك أي تدخل أو تأثير فيما يتعلق باتخاذ كل القرارات التي تخص العمل، ولكننا في المقابل نحرص أيضاً على الاستماع لكل الآراء والتواصل مع الجميع لما هو فيه مصلحة للنادي، وأتولى في المقابل تسيير منظومة العمل دون تدخل أي جهة».
تحدٍ خاص
قطع أبو الشوارب على نفسه عهداً بفوز النصر بلقب الدوري الغائب عن خزائن «العميد» منذ آخر نسخة موسم 1985- 1986، حيث كان هو وقتها لاعباً بصفوف فريق النادي لكرة السلة، وقال: «لقب الدوري هو التحدي الكبير الذي ينتظر العميد، وعلى المستوى الشخصي أنتظر الفوز باللقب والذهاب بالدرع لإهدائه إلى سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية، رئيس النادي».
وأوضح: «الدوري همنا الأول والأخير، ونؤمن أن لا مستحيل، لكون النجاح يتطلب التخطيط والعمل من أجل تحقيق الأهداف، ونجاح المنظومة الإدارية يعني نجاح كل الأشياء الأخرى، ونهدف قطعاً لأن يكون النصر منافساً لسنوات مقبلة في كل البطولات»، ولفت إلى أن إخفاق النصر طيلة السنوات الماضية قد يعود إلى خلل في المنظومة الإدارية أو الفنية أو اللاعبين.
أولوية الاستقرار
وشدد أبو الشوارب على استمرار الإسباني بينات سان خوسيه مدرب الفريق الحالي في مهامه، وقال: «المدرب باقٍ مع الفريق، وتقييمنا لا يقتصر على عدد محدود من المباريات، وأعتقد أن الجهاز الفني يمضي حالياً مع الفريق بشكل جيد برغم سلبية بعض النتائج»، واستدرك: «بنهاية الموسم سيكون هناك تقييم آخر لعمل الجهاز الفني». وذكر أن المنافسة على لقب كأس الخليج العربي حق مشروع، وأضاف: «كل الأندية تملك طموح التتويج بالألقاب، وأعتقد أن النصر قادر على المضي قدماً في مشواره الحالي، ونأمل التتويج بالبطولة، ولكن علينا أولاً التركيز بشكل كبير على مباراة نصف النهائي». وعلي صعيد اللاعبين الأجانب، قال أبو الشوارب: «قطعاً سيكون لدينا أجانب أفضل في الموسم المقبل، ولكن التغييرات ستتم حسب المتاح من الميزانية، والعمل يجري بالتنسيق مع اللجنة الفنية بالنادي»، مضيفاً أن الحديث عن تغييرات الأجانب لا يعني التقليل من مستوى أداء المجموعة الحالية، وقال: «كل لاعب ينجح في إثبات وجوده سيبقى مع الفريق والعكس صحيح». وأكد في الوقت ذاته النجاح الكبير للإسباني نيجريدو الذي أظهر مردوداً جيداً أهله للمنافسة على قائمة هدافي الدوري، وذكر أن تألق اللاعب بدا متوقعاً بحكم نجوميته، علاوة على المستوى الجيد أيضاً للدولي اللبناني جوان العمري، ونوه في الإطار ذاته إلى أن اللائحة الخاصة باللاعبين تشمل عقوبات وخصومات مالية على المستوى الفني.
فريق عالمي في افتتاح «آل مكتوم»
جدد أبو الشوارب التأكيد على إقامة مباراة افتتاحية لاستاد آل مكتوم تجمع النصر بأحد الفرق العالمية خلال الفترة المقبلة دون أن يقطع موعداً محدداً، لافتاً إلى أن إقامة المباراة ستكون وفق ترتيبات خاصة، وأضاف معلقاً على تسلم الملعب من بلدية دبي: «تسلمنا مسبقاً شهادة إنجاز الملعب من البلدية ولم نتسلم الملعب بشكل كامل في انتظار توقيع عقود الصيانة وغيرها، ونعمل على الترتيب لإقامة مباراة افتتاحية مع فريق عالمي بمجرد تحديد الوقت المناسب».
«الإخلاص في العمل» أهم مطالب رئيس النادي
ثمّن عبدالرحمن أبو الشوارب، رئيس مجلس إدارة شركة النصر لكرة القدم، دعم سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية، رئيس نادي النصر، اللامحدود للنادي والفريق، مشيداً بمجهودات الشيخ راشد بن حمدان بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس إدارة النادي، وقال: «الإخلاص في العمل كان أهم مطلب لسمو رئيس النادي حينما تولينا المهمة، وهو دافعنا لتقديم الأفضل».
وأضاف: «كل ما يشغل بالنا هو إهداء لقب الدوري إلى سمو رئيس النادي، وبدأنا العمل في مشروع يؤهلنا قريباً لتحقيق الطموحات المرجوة»، لافتاً إلى أن انتشال الفريق في الموسم الحالي يعد أولوية حالية، إضافة إلى الترتيبات للموسم المقبل.
وقال: «هدفنا المنافسة على كل الألقاب في المواسم المقبلة، ونحتاج بصورة دائمة لجهود الجمهور الذي يقود الفريق إلى البطولات، وليس الجمهور الذي يأتي يوم الاحتفال بالبطولات والألقاب».
رسالة إلى مروان بن غليطة
طالب أبو الشوارب في رسالته إلى مروان بن غليطة رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة، الأخير بالحزم، وقال: «يجب أن يكون رئيس الاتحاد حازماً في اتخاذ القرارات، ويجب أن يحاسب على كل الأخطاء بما فيها أخطاء اللجان»، لافتاً إلى أن علاقة ناديه الحالية مع الاتحاد جيدة وقال: «أخطاء الحكام وتقنية الفيديو لا تقلل من علاقتنا الجيدة مع الاتحاد، وسنكون مع الأندية التي ترغب في الاستماع إلى الاتحاد بشأن الملاحظات على سير العمل، ولكننا لسنا ضد استمرار مجلس الإدارة الحالي».
وحول رؤيته لعمل الاتحاد بشكل عام، قال أبو الشوارب: «رئاسة الاتحاد وفق المنظومة حالية صعبة لكونها تعتمد على التربيطات، أعتقد أن الوضع الحالي هو واحد من أسرار الإخفاق وربما يتغير الوضع إذا تغير نظام الانتخابات مثلاً».
التعرض لظلم تحكيمي أمام باختاكور
وصف رئيس مجلس إدارة شركة النصر، مباراة فريقه أمام باختاكور الأوزبكي في الدور التمهيدي لأبطال آسيا 2019 بأنها كانت واحدة من أفضل المباريات، وقال: «لم أكن أتمنى الخروج من المشاركة الآسيوية، خاصة في ظل الأداء الجيد للفريق، كنا نستحق نتيجة أفضل لولا الظلم التحكيمي الذي وقع على الفريق، أعتقد أن استمرارنا في المنافسة كان سيكون مختلفاً في ظل وجود عدد من العناصر الشابة في تشكيلة الفريقين الأول والرديف».
وحول قرار رفع الإيقاف عن محمود خميس بداعي المشاركة الآسيوية أوضح: «قرار إيقافنا للاعب كان استباقياً وتزامن تالياً مع قرار اتحاد الكرة ونحن نعمل ضمن منظومة الاتحاد لكون أي لاعب في المنتخبات الوطنية هو ممثل لناديه، وأعتقد أننا تجاوزنا تلك النقطة بعد استيفاء اللاعب العقوبة المقررة».
استمرار كاباي لا يعني «الهدر»
كشف عبد الرحمن أبوالشوارب عن استمرار عقد لاعب الوسط الفرنسي يوهان كاباي مع «العميد» برغم خروجه من قائمة الفريق الأول، حيث يوالي اللاعب تدريباته مع الفريق، وقال: «الحديث عن أي هدر أو استنزاف مالي لمجلس الإدارة الحالي أو حتى المجالس السابقة، ومن دون معلومات، يبقى مجرد نقاش للاستهلاك فقط، الفرنسي كاباي مثلاً لا يزال على ذمة النادي، وقمنا بإعارة الثنائي يوري ليروي، وصموئيل روزا، مقابل رواتبهما، وإلغاء عقد البرازيلي ماركينيوس جابرييل، مقابل استعارة التشيلي روني فرنانديز والبرازيلي جونيور دوترا لمدة 6 أشهر، ولا أعلم تحديداً أين الاستنزاف والهدر في هذا الملف»؟
آراء سريعة
لخص أبو الشوارب في معرض إجاباته على الأسئلة المتنوعة مجموعة من الآراء:
أنا ضد ازدواجية المناصب في الأندية والاتحادات.
العمل في الألعاب الجماعية أسهل من كرة القدم.
لا أفكر في الترشح لمنصب رئيس اتحاد الكرة.
الشفافية في العمل والعلاقات الجيدة مع الأندية أولوية.
تربطنا علاقات إدارية جيدة مع شباب الأهلي والوحدة والوصل وعجمان.
21 جنسية للاعبين المقيدين بالنادي على مستويات كل المراحل استفادت من قرار رئيس الدولة.
مبخوت وعموري أسماء يتمناها كل نادٍ في فريقه الأول.
نحتاج إلى «كلمة الشرف» في التعاملات ما بين الأندية.