عدد اليوم
أزهار البياتي (الشارقة)
ملاحقة اتجاهات الموضة العالمية ومتابعة مستجدات أسابيع الأزياء الموسمية في مختلف عواصم الأناقة، لم تعد في السنوات الأخيرة حكراً على اهتمامات المرأة فقط، بل تحولت إلى مجال مهم يستحوذ على ميول الرجل العصري وشغفه بمواكبة خطوطها العريضات، مثبتاً بأنه منافس قوي لها في هذا المجال، وفقاً لمعدلات حجم القوة الشرائية بين قطاعي الملابس الرجالية والنسائية، وكأنه أراد أن يتحوّل من مقعد المتفرج الذي لازمه لعقود إلى لعب دور البطولة، واضعاً أناقته على رأس اهتماماته، فقد صارت بطاقة القبول الاجتماعي الأوفر حظاً في العصر الحديث.
وفي ظل كثرة المعروض يحتار رجال في اختيار الأنسب لشخصياتهم وميزانيتهم، وقد يقعون في مطبات الأناقة، فيفسد المظهر، ويحصلون على نتائج غير عكسية، ولتفادي مثل هذه الأمور يقدم اختصاصيو الموضة مفاتيح الحصول على حسن الهندام وفقاً لما يلي:
أولاً: القميص:
القميص عنصر أساسي في دولاب الرجل، لذلك يجب الحرص على اختيار الخامة الجيدة والقصة المناسبة لكل شخص، مع التأكد من المقاس الملائم للقوام، كأن يكون طول الأكمام مناسباً للذراع عند الثنيّ أو الفرد، بحيث يغطي سوار الكم كامل المعصم، على أن يظهر نحو نصف بوصة فقط من تحت كم الجاكيت، فمن أسوء ما يفسد مظهر الرجل وأناقته ظهوره بكم قصير لا يلائم قياسه، كما لا بد من الاهتمام بقصّة الياقة ومناسبتها للموضة الدارجة، على أن يناسب مقاسها محيط العنق، ويلامس طرفها صدر القميص.
ثانياً: البنطلون:
على كل رجل حريص على مظهره العام، اقتناء مجموعة بنطلونات متنوعة القصّة والقماش، فوجود بنطلون واحد على الأقل من كل من خامة ضروري مثل الجينز، والصوف الإنجليزي، والكتان أو اللينين، خاصة من الألوان الأساسية التي يمكن تنسيقها مع عدة قمصان وسترات، كاللون الأسود ومشتقاته، والبنيّات، والرماديات، والظلال الزرقاء، مع التدرجات الرملية والعاجية، أما بنطلون الدينم فيفضل اقتناء لونين على الأقل من درجاته، مثل الجينز الداكن الغامق، والفاتح الباهت، على أن يكون من نوعية جيدة، وقصّة عصرية جديدة تناسب شكل الجسم وتظهر قوام الرجل أكثر رشاقة وطولاً.
ثالثا: الأكسسوارات الجلدية:
من الضروري تناسق ألوان ملحقات الأناقة وانسجام ألوانها مثل لون الحزام مع الحذاء، بحيث يكونا من الدرجة نفسها أو مشتقاتها، والأفضل أن تكون من ذات نوعية الجلد أو الخامة، خاصة إذا كان الزي بدلة رسمية كلاسيكية، ولا بد من وجود زوج من اللون الأسود والبنيّ والكحلي في دولاب كل رجل، وللحصول على مظهر شبابي جذّاب من المهم الاحتفاظ بحذاء رياضي باللونين الأبيض والأسود.
رابعاً: الجوارب:
مع أن الموضة الحالية هي لبس الجوارب القصيرة جداً التي لا تظهر من الحذاء، إلا أن الرجل الكلاسيكي الذي يواظب على لبس النمط المعتاد منه، لا بد وأن ينتقي الألوان السادة التي تتسم بالرقي مثل الأسود، والبنيّ، والبيج، والأزرق، والرمادي، وتجنب لبس الجوارب ذات الألوان الصارخة، مع مراعاة لبس الأنواع القطنية خلال فصل الصيف والصوفية في الشتاء.
خامساً: الحذاء والصندل:
يرتكب البعض مخالفة صريحة لأبسط قواعد الأناقة؛ فيرتدي حذاءً رياضياً في كل المناسبات ومع أي بنطلون، إلا أن الحذاء الرياضي لا يعطي المظهر الرياضي الجذاب إلا إذا تم ارتداؤه مع ما يناسبه من ملابس، ولهذا لا يمكن لبسه مع بدلة أو بنطلون كلاسيكي أو أثناء السهرات أو حتى للعمل، فالأفضل ارتداؤه مع بنطلون الجينز والتي شيرت (كاجوال)، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على الصندل (الحذاء الصيفي)، فلا يجوز ارتداؤه إلا في أضيق الحدود، ومع الملابس الصيفية فقط مثل الشورت، والبرمودا.
سادساً: الحقيبة اليدوية:
في الآونة الأخيرة أصبح حمل الحقيبة اليدوية أو حقيبة الظهر أو تلك المعلقة على الكتف من متطلبات الرجل المعاصر بمختلف مراحله العمرية، وهنا لا بد من التنويه إلى ضرورة اختيار الحقيبة المناسبة للمظهر العام، فهناك أشكال متنوعة من الحقائب الأنيقة من مختلف الخامات والجلود والموديلات، منها على سبيل المثال حقيبة رجل الأعمال الكلاسيكية، والتي تمنح الرجل الذي يرتدي البدلة والطقم الرسمي مظهر الجديّة، والعملية، والوجاهة، بعكس الحقيبة المحمولة على الظهر مثلا، فهي أكثر شبابية وبساطة وتناسب فئة طلاب المدارس والجامعات أو محبي ارتداء الملابس الرياضية.
اهتمام ملحوظ
بات ملاحظاً الاهتمام، الذي توليه كبريات دور الأزياء والمصممون العالميون للملابس الرجالية، ما يؤكد تنامي هذه الصناعة، وتحولها إلى مجال كبير للاستثمار، ما يعكس توثيق علاقة الرجل بالموضة، الذي صار متابعاً شغوفاً لاتجاهاتها الموسمية، عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، ما حفز دور الأزياء العالمية على طرح المزيد من التصاميم الرجالية، لتلبية حاجة الأسواق، ونظراً لكثرة العلامات التجارية التي دخلت المجال، فإن خيارات الرجل أصبحت أوسع بشكل ملحوظ، والمعروض من التصاميم الرجالية المعاصرة صار أكثر تنّوعاً وجرأة وحيوية، من نواحي الألوان، والخامات، والقصّات.
