رشا طبيلة (أبوظبي)
كشف توني دوغلاس، الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتحاد للطيران، أن المجموعة تعتزم تحقيق الربحية بدءاً من 2023 بعد تحقيق تقدم ملحوظ في خطة وبرنامج تحول الأعمال الذي تتبناه المجموعة والذي أسهم في تحقيق نتائج أداء إيجابية العام الماضي.
وأكد دوغلاس خلال مؤتمر صحفي أمس في أبوظبي، للإعلان عن النتائج المالية للعام الماضي، أن المجموعة سجلت تحسناً إيجابياً في أداء عملياتها الرئيسة بنسبة 32% خلال عام 2019، وبلغت قيمة إيراداتها 20.6 مليار درهم (5.6 مليار دولار)، في وقت حققت ارتفاعاً في معدل الأداء التراكمي للأعمال الرئيسة بنسبة 55% منذ عام 2017، وسجلت المجموعة انخفاضاً في تكاليف التشغيل المباشرة بقيمة 650 مليون دولار.
وعلى الرغم من التحديات التي شهدتها أسواق السفر العالمية، تمكنت الاتحاد من تقليص الخسائر بواقع 870 مليون دولار، مع ارتفاع معدل إشغال المقاعد 78.7% ونقل 17.5 مليون مسافر وخفض القدرة الاستيعابية للمسافرين بنسبة 6%، وفقاً لدوغلاس.
وفي رده على سؤال لـ«الاتحاد» حول موعد بدء تشغيل شركة العربية للطيران أبوظبي، قال دوغلاس:«سيتم البدء بالعمليات التشغيلية للشركة مايو المقبل، حيث تم التواصل مع دول مختلفة لبناء شبكة وجهات الشركة، وتلقينا ردوداً إيجابية منهم».
خيارات متنوعة
وكانت الاتحاد للطيران والعربية للطيران أطلقتا أكتوبر الماضي، شراكة تهدف إلى تأسيس شركة العربية للطيران أبوظبي، بهدف طرح خيارات متنوعة لتلبية الطلب المتزايد على السفر الاقتصادي في المنطقة، وتحقيق الانسجام مع شبكة الوجهات العالمية للاتحاد للطيران.
وحول الإنجازات التي حققتها الاتحاد للطيران إقليميا ودوليا، أكد دوغلاس:«حققنا العام الماضي أعلى معدلات إشغال للرحلات في منطقة الشرق الأوسط بواقع 78.7% وفي دقة مواعيد الرحلات، في وقت سجلنا المرتبة الرابعة عالمياً في أفضل شركة طيران من ناحية السلامة».
ومع نهاية عام 2019، بلغ عدد طائرات الشركة 101 طائرة، مؤلفة من 95 طائرة ركاب وست طائرات شحن، بمتوسط عمر يصل إلى 5.3 سنة، وبلغ عدد وجهات الشركة 76 وجهة.
كما قامت الشركة بزيادة عدد رحلاتها المنتظمة إلى الوجهات الرئيسة التي تضمّ زيادة رحلاتها إلى مطار لندن هيثرو إلى أربع رحلات يومية، وزيادة عدد الرحلات إلى الرياض ودلهي ومومباي، فضلاً عن إضافة رحلة موسمية ثانية إلى مطار موسكو دوموديدوفو خلال فترة الذروة الشتوية، وإطلاق رحلات صيفية إلى مدينتي الإسكندرية وصلالة، والإعلان عن إطلاق رحلات موسمية إلى مالقا في إسبانيا، عبر العاصمة المغربية الرباط، في عام 2020.
وحول تحقيق انخفاض في متوسط عمر أسطول الشركة من 6 سنوات إلى 5.3 سنة، أكد دوغلاس أنه «تم استبدال عدد من الطرازات، منها طائرات A330 بطائرات «دريم لاينر» B787، إلى جانب برامج استبدال طائرات حصلت في السابق، ليبلغ إجمالي طائرات «دريم لاينر» 38 طائرة جديدة لتكون العمود الفقري لأسطول الشركة، حيث تعتبر هذه الطائرات أكثر فاعلية في استهلاك الوقود بنسبة 25% عن الطائرات الأخرى، وهذا ما يدعم توجهنا في تحقيق الاستدامة في مجال الوقود الحيوي المستدام».
برنامج التحول
وأكد أن تحقيق نمو 32% في أداء عملياتها الرئيسة، يأتي نتيجة لبرنامج التحول الذي تتبناه الشركة والذي يضم 715 مشروعاً، حيث تم تخفيض التكاليف التشغيلية من خلال سحب وجهات غير مجدية من شبكة الشركة، مثل دالاس وسان فرانسيسكو وبيرث أدنبرة، وتبديلها بوجهات أكثر طلباً وفاعلية مثل باكو، إلى جانب رحلات موسمية مثل الإسكندرية وصلالة، إلى جانب خفض القدرة الاستيعابية للمسافرين.
وقال: في إطار استراتيجية التحول وضبط التكاليف، تمكنت الاتحاد من خفض إجمالي نفقات التشغيل، بسبب التوجه الإيجابي في أسعار الوقود، وظلت نفقات التمويل ثابتة، رغم دخول طائرات جديدة إلى الأسطول.
العمليات التشغيلية
وأكد دوغلاس: «بفضل تبني سبل وحلول مبتكرة في عملياتنا التشغيلية، تمكنّا من خفض نفقات التشغيل ورفع معدل العائد ومعدل إشغال المقاعد، على الرغم من انخفاض إيرادات المسافرين. وما يزال أمامنا الكثير من العمل، غير أن النتائج الإيجابية التي أحرزناها منذ عام 2017 وتقليص هامش الخسارة وتحقيق إنجازات تفوق التوقعات، يدفعنا إلى الإصرار على مواصلة اتخاذ الخطوات اللازمة التي تضمن تنفيذ الخطط المستهدفة والمضي قدماً في تحقيق أهداف برنامج تحول الأعمال».
وحول تأثير «كورونا» على السفر، أكد دوغلاس أنه يوجد تأثير عالمي على حركة السفر، ولا يمكن التكهن إلى متى سيظل هذا التأثير في الوقت الراهن، ونحن قمنا بمواءمة شبكتنا مع هذا الوضع الراهن».
الشحن الجوي
واستمرت الاتحاد للشحن ملتزمة باستراتيجية التحول خلال عام 2019، حيث بلغ إجمالي حمولة الشحن التي تمّ تناولها 635 ألف طن، لتسجل إيرادات بواقع 700 مليون دولار، ويرجع هذا الانخفاض إلى عدة عوامل، منها برنامج ترشيد عمليات الشحن على متن طائرات المسافرين «جوف الطائرة» وطائرات الشحن والذي تمّ إطلاقه خلال الربع الأخير من عام 2018، وظروف الأسواق العالمية، الأمر الذي أدى إلى تراجع معدل العائد بنسبة 7.8%، بينما تم تدارك ذلك في الربع الرابع، حيث سجل معدل «حمولة الطن لكل كيلومتر» زيادة بنسبة 5.6% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، مع ارتفاع بنسبة 1.7 نقطة مئوية في معدل إشغال الحمولة.
الهند
وحول الطلب على الهند، ظل الإقبال من وإلى الوجهات العشر للشركة في الهند قوياً، وذلك على الرغم من وقف الرحلات الداخلية والقدرة الاستيعابية التي كانت توفرها شركة جيت آيروايز.
المملكة العربية السعودية
وفي إطار العلاقات المشتركة المتميزة، اتجهت الاتحاد للطيران إلى تعزيز حضورها في المملكة العربية السعودية، حيث بدأت في تشغيل رحلة يومية رابعة إلى الرياض، وحصلت على الموافقة لتسيير رحلة يومية رابعة إلى جدة خلال الربع الثاني من عام 2020، وتشغيل رحلة أداء العمرة الموسمية بين مدينة العين وجدة، وتوسيع نطاق اتفاقية الشراكة بالرمز مع الخطوط الجوية السعودية.
الشراكة بالرمز
تواصل الاتحاد للطيران تعزيز علاقات الشراكة بالرمز لتوفير خيارات أوسع لضيوفها حول العالم، عبر شبكة وجهات متكاملة تضمّ 400 وجهة مع 56 شريكاً في قطاع الطيران. ووصل عدد رحلات الشراكة بالرمز إلى حوالي 17.7 ألف رحلة.
الاستدامة
تتصدر الاتحاد للطيران الجهود العالمية الرامية إلى إيجاد سبل جديدة وفاعلة للتخفيف من الآثار البيئية الناجمة عن قطاع الطيران وتقليص الانبعاثات الكربونية، وتعزيز النقل الجوي المستدام للأجيال القادمة. وكانت الاتحاد للطيران في مقدمة الشركات التي قامت بجهود البحث والدراسة، من أجل تطوير وقود حيوي، بالتعاون مع شركائها العالميين في قطاع الطيران وشركائها عبر «تحالف البحث في الطاقة الحيوية المستدامة» في إمارة أبوظبي.
%15 التوطين في 2021
تتعاون الاتحاد للطيران ودائرة الموارد البشرية في إطلاق برامج تهدف إلى رفع نسبة التوطين في قطاع الطيران وزيادة عدد المواطنين إلى %15 من إجمالي موظفي المجموعة بحلول عام 2021، تماشياً مع خطة حكومة أبوظبي 2021.
وواصلت الاتحاد للطيران تعاونها مع الجهات المعنية لاستقطاب وتدريب المواطنات والمواطنين الإماراتيين، لدعم استدامة مسيرة التوطين في قطاع الطيران عبر برامج فنية، من أجل تأهيلهم لقيادة قطاع الطيران في الدولة. وخلال عام 2019، بلغ عدد المواطنات والمواطنين الإماراتيين في الاتحاد للطيران 2491 موظفة وموظفاً، أي ما يعادل %12.23 من إجمالي الموظفين في المجموعة.
وتشكل المواطنات الإماراتيات حوالي %50.14 من إجمالي الكوادر الوطنية بالمجموعة، حيث يعملن في جميع الأقسام والإدارات، كهندسة وقيادة الطائرات والوظائف الإدارية الأخرى.
وفي إطار الاستثمار في الكادر البشري، تحرص الاتحاد للطيران على ترسيخ ثقافة التسامح والاندماج، وتوفير مناخ عمل يشعر فيه جميع الموظفين البالغ عددهم 20.37 ألف موظف بالتقدير والاحترام وتلقي الدعم.