الأمن اليمني يفرِّق تظاهرة لتحالف المعارضة

فَرقت قوات الأمن اليمنية أمس تظاهرة للمئات من أنصار أحزاب اللقاء المشترك المعارضة، بمدينة البيضاء، على بعد 267 كم جنوب شرق العاصمة صنعاء. وذكر شهود عيان لـ(الاتحاد) أن قوات الأمن “أطلقت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا أمام مبنى المجمع الحكومي (المقر الرئيس للسلطة المحلية والتنفيذية)، احتجاجاً على تردي الأوضاع الخدمية والانطفاءات الكهربائية المتكررة”. وقال مصدر محلي مطلع لـ(الاتحاد) إن السلطات الأمنية “فرقت التظاهرة لأنها غير قانونية وغير مرخص لها”، نافياً وقوع أي إصابات بين المتظاهرين. من جهتها قالت مصادر إعلامية، تابعة لأحزاب المعارضة، إن استخدام الأمن قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين تسبب بإصابة بعض الأشخاص “بحالات اختناق”، وأنه “تم نقلهم إلى المستشفيات”، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية اعتقلت “العشرات” من المتظاهرين. ونقل الموقع الإخباري التابع لحزب الإصلاح الإسلامي المعارض، “الصحوة نت”، عن مصدر مسؤول في “اللقاء المشترك” قوله أنه تم إشعار القيادات الأمنية بالمحافظة قبل يومين بنية المعارضة إقامة هذه التظاهرة، داعياً السلطات المحلية والأمنية بالبيضاء إلى “تحكيم روح العقل وعدم مخالفة الدستور والقانون الذي يكفل هذه الحقوق للأحزاب والمواطنين”، حسب تعبيره. وكانت أحزاب اللقاء المشترك دعت أمس إلى تنظيم اعتصامات احتجاجية اليوم الخميس في جميع المدن اليمنية “للتنديد بعسكرة المحافظات الجنوبية والإجراءات الأمنية القمعية ضد المواطنين”. وذكر بيان صادر عن المعارضة أن الاعتصامات ستندد “بأعمال القتل والاعتقال للناشطين والصحفيين”، و”إغلاق الصحف ومصادرة الحقوق الدستورية وانتهاكات حقوق الإنسان”، داعيا وسائل الإعلام المختلفة إلى تغطية هذه الاعتصامات. وفي جنوب اليمن، قال مصدر مسؤول بمحافظة لحج إن العشرات من المسلحين الانفصاليين من عدة محافظات بدأوا بالتجمع في منطقة ردفان الجبلية” في لحج. وقال مدير عام مديرية الحبيلين بردفان قاسم عبدالرحمن لـ(الاتحاد) إن المسلحين الانفصاليين “قدموا من عدة محافظات جنوبية، هربا من الحملات الأمنية التي تشنها السلطات في محافظات الضالع، أبين ولحج”، مؤكدا أن انتشار هؤلاء المسلحين “لا يزال واضحا بمنطقة ردفان بشكل عام وشوارع بمدينة الحبيلين بشكل خاص”. وأشار المسؤول المحلي إلى أن قيادة مديرية الحبيلين عقدت أمس اجتماعاً موسعاً مع مشايخ وأعيان ردفان، بالإضافة إلى قيادات منظمات المجتمع المدني بالمديرية “لمناقشة ما يجب عمله للوقوف ضد النزعات الانفصالية”. وأوضح أن الاجتماع، الذي أكد تأييده لدعوة الرئيس علي عبدالله صالح إلى الحوار مع قادة الحراك الجنوبي، طالب القوى السياسية والاجتماعية “بتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية الضيقة”. وأقر اجتماع السلطة المحلية بالحبيلين مع مشايخ وأعيان ردفان “إزالة كافة الأعلام الشطرية في جميع المناطق”، مطالبا الأجهزة الأمنية بملاحقة كافة العناصر المسلحة التابعة لـ”الحراك الجنوبي”.