دبا الحصن (الاتحاد)
أشاد 14 باحثاً ومسرحياً عربياً بالجهود التي يبذلها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وأثنوا على الدعم اللامحدود الذي يقدمه سموه للمسرح والمسرحيين في العالم العربي.
جاء ذلك في افتتاح ملتقى الشارقة السادس عشر للمسرح العربي الذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام، ضمن فعاليات مهرجان المسرح الثنائي في دبا الحصن، والذي انطلق مساء أمس الأول تحت شعار «المسرح والمجايلة: التواصل والتقاطع».
وثمن المخرج والممثل العراقي عبد الكريم عبود، الذي ألقى كلمة الضيوف المشاركين في الملتقى، فكرة إقامة ملتقى فكري سنوي للمسرح العربي، وجمع الباحثين والممارسين المسرحيين من كل الأعمار والأطياف على منصته، للحوار وبحث سبل الارتقاء بالممارسة المسرحية العربية، تطبيقاً وتنظيراً.
وجاءت الجلسة الأولى بعنوان «ميكانيكا المسرح: المعرفة التي لا تنتقل تكتهل»، واستهلها الكاتب المغربي كمال خلادي، بالقول إن المشهد المسرحي العربي يشهد منذ سنوات حالة من «الصراع من أجل الاعتراف»، مستعيراً عبارة هيغل، وأن «التجارب المسرحية تتحدث عن بعضها بتشنج واضح»، ويدعي «كل جيل بأنه وحيد بمعزل عن أي وجود سابق، وهو إذ يقول هذا لا يفسح إمكانية لوجود جديد. ينكر السابق على اللاحق رغبته في الظهور ويتأولها قتلاً له، وينكر اللاحق على السابق وجوده ويتأوله وصاية واستبداداً».
وذكر خلادي أن هذا الإنكار المتبادل ضد طبيعة المسرح والمعرفة في شكل عام، لافتاً إلى أن هناك اتجاهاً مسرحياً يتطور وهو يبدل حالة «الصراع» بين جيل وآخر إلى حال «تدافع»، وقال: «إن إحلال مجايلة حقيقية لن يتم في تقديرنا إلا بإحلال عقيدة التدافع مكان عقيدة الصراع».
وعبر ورقة عنوانها «انظر خلفك بغضب: أجيال المسرح العربي بين العزلة والاعتزال»، تحدث الباحث العراقي صميم حسب الله عن الحواجز التي راحت تتراكم بين الأجيال نتيجة لتطور المعارف والوسائل، وبسبب المتغيرات الاجتماعية والسياسية، وبدت ورقة المخرج المصري طارق الدويري الموسومة «الصراع الكامن بين الحداثة وما بعد الحداثة»، قريبة في أفكارها لورقة صميم حسب الله، فهي الأخرى تطرقت إلى ما أحدثته الثورة التكنولوجية في السنوات الأخيرة من تأثيرات فكرية ووجدانية على الأجيال الجديدة، واختتمت جلسة اليوم الأول، بورقة الباحث المغربي عبد العالي السراج، الذي شدد على ضرورة الوعي بأن أي تجربة مسرحية جديدة هي بالضرورة ثمرة لما سبقها.