الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

فاطمة عباس.. تبدع أعمالاً فنية بشرائط زاهية

فاطمة عباس.. تبدع أعمالاً فنية بشرائط زاهية
4 مارس 2019 03:11

خولة علي (دبي)

عقدت تفاصيلها بإتقان وفن، وطوت شرائطها الزاهية بحرفية عالية ليتشكل شيئاً فشيئاً بنية العمل برقي وفخامة، ليكتمل مشهد الصورة على مساحة من قطعة قماش مشدودة بإطار خشبي، لتبدع فناً من فنون التطريز باستخدام الشرائط، وملابس تراثية تشبه التي ارتدوها الملوك الفرنسيون قديما، وتألقت بها أوشحة الطبقة الأرستقراطية والنبلاء ومناديلهم الخاصة، هكذا تنظر الفنانة فاطمة عباس إلى فن التطريز بالشرائط، وتسعى لإتقان عملها ليرتقي إلى مرحلة الإبداع، خاصة وأن هذا النوع من الفن قد انتشر في عدد من الدول، وأخذ ينال شعبية واسعة، نتيجة لتعدد التصاميم ودخولها في تزيين الكثير من قطع الديكور ونحوه.

تطريز يدوي
للمزيد حول هذا الفن، الذي تعشقه فاطمة عباس، لدرجة أنها كرست جل وقتها وجهدها في سبيل الارتقاء به، ونشر تقنياته بين عشاق العمل اليدوي، رأيناها تعقد العزم على استغلال طاقاتها وخبرتها الطويلة في عالم هذه الحرفة اليدوية، من خلال الكثير من الدورات والورش التدريبية التي سعت إلى تقديمها بين الفينة والأخرى في مشغل الخلية بدبي، وبعدد من المراكز التي تعنى بالعمل اليدوي.
وتقول فاطمة: يعتبر التطريز اليدوي بأنواعه من أقدم الفنون التي مارستها المرأة في المجتمعات القديمة، وبرزت فيه بشكل واضح في تفاصيل منسوجاتها المنزلية من مفارش ووسائد وملابس أيضاً، فالنسوة كن قديماً يتسامرن على إيقاع نسج الأقمشة بخيوط قطنية مما تعطي قيمة تراثية وتاريخية للقطعة، فكل عمل يشغل باليد يعتبر من التراث المادي والذي يجب الحفاظ عليه وإعادة إحيائه والعمل على تطويره، وتعتبر عملية التطريز هي لغة فنية استطاعت أن توحد الكثير من الثقافات والحضارات، على منصة الإبداع والتميز.

كسر الاحتكار
وتشير فاطمة، قائلة: لو تعرفنا على تاريخ التطريز بالشرائط لوجدنا أنه كان حكراً على ملوك فرنسا، حيث كانت ملابسهم تزدان بالشرائط الحريرية، إلا أن جمال مخرجات هذه التقنية وتنوعها، كسر مفهوم الاحتكار فخرج هذا الفن من بلاط القصور، وانتقل إلى الكثير من الدول وأصبح زياً منتشراً بين فئات المجتمع المختلفة.
وتتابع: تطور هذا الفن شيئاً فشيئاً لتظهر الكثير من التصاميم والنماذج التي يمكن أن تجعلنا أكثر قدرة في نسج الأفكار وبناء العمل من دون قيود، والجميل في الأمر أن فن التطريز بالشرائط يعتمد أساساً على التقليدية والبساطة، مما يتيح سهولة تعلمه واكتساب مهارته، من خلال نسج الشرائط الحريرية الملونة على مساحة من القماش المشدودة على إطار خشبي، لنحصل على نتائج رائعة وفخمة، وسريعة أيضاً.
وتشير فاطمة عباس، قائلة: أدوات هذا الفن متوفرة وبسيطة وفي متناول الجميع، فهي عبارة عن قماش التطريز وعادة ما تكون ذات نسيج مفتوح مما يساعد على سهولة التعاطي مع الإبرة الكبيرة ذات الرأس المدبب، أما الشريط الساتاني أو الحريري فيمكن استخدامه بسهولة مع الإبرة، إضافة إلى طوق خشبي تُشد عليها قطعة القماش لنسج العمل أو عمل تصميم أو سكش على القماش ثم السير عليه بخيوط الساتان.

تنطق إبداعاً
وتضيف فاطمة: صممت الكثير من الأعمال المطرزة، منها لوحة فنية عبارة عن تشكيلة من الزهور الزاهية، يمكن أن تعلق على الجدران والأبواب، ويمكن تثبيتها على ألبوم الصور بالطوق الخشبي، كما أنجزت وسائد مزدانة بالشرائط ومفارش أنيقة للطاولات، وقمت بتزيين ياقات ملابس الأطفال بألوان مطرزة بديعة، وغيرها من التصميمات المميزة، وقد طورت موهبتي من خلال الممارسة والاطلاع على خبرات الآخرين، وعدم التوقف عند نمط معين، حيث تعرفت إلى فنون ومهارة الشعوب الأخرى التي أبدعت في فن التطريز كشرق آسيا، ودول أميركا الجنوبية خاصة البرازيل.
وتتابع قائلة: من جهة أخرى أجد تفاعلاً واسعاً من قبل المهتمين والشغوفين بهذا الفن سواء على الصعيد المحلي أو العالمي، فهذا الفن بمختلف أشكاله يُعد وسيلة سحرية لالتقاء الشعوب والثقافات، مؤكدة على تحفيز الكثيرين من الهواة على الإبحار في هذا الفن الواسع والتعرف على تقنياته الواسعة، فلكل دولة أسلوب ونمط معين في إبراز هذا الفن الرائع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©