عدن (الاتحاد، وكالات)
حذر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت أمس من أن عملية السلام في مدينة الحديدة اليمنية قد تموت خلال أسابيع إذا لم تبذل مزيد من الجهود الصادقة من الجانبين. وقال خلال زيارة مفاجئة إلى عدن: «نحن الآن أمام فرصة أخيرة لنجاح عملية ستوكهولم للسلام.. العملية قد تموت في غضون أسابيع إذا لم نر التزاما من الجانبين بالوفاء بالتزاماتهم طبقا لاتفاق استوكهولم».
وأضاف في شريط فيديو نشره على حسابه على موقع «تويتر» «أنا أول وزير خارجية غربي يزور اليمن منذ بدء النزاع قبل أربع سنوات.. أنا هنا لأن هذه حقا الفرصة الأخيرة للسلام».
والتقى هنت نظيره اليمني خالد اليماني ونائبي رئيس الوزراء سالم الخنبشي وأحمد الميسري. وقالت «وكالة الأنباء اليمنية» إن اللقاء كرّس لمناقشة مستجدات الأوضاع في اليمن والجهود الدولية الرامية لإحلال السلام في اليمن ودفع ميليشيات الحوثي لتنفيذ اتفاقات استوكهولم بشأن الحديدة وتبادل الأسرى. وأضافت أن وزير الخارجية البريطاني أكد على موقف حكومة بلاده الداعم للحل السياسي، وأشار إلى أن الحكومة البريطانية قدمت مساعدة إنسانية لليمن بقيمة 200 مليون جنيه استرليني. فيما نسب موقع وزارة الخارجية البريطانية إلى هنت وصفه التقدم الحاصل باليمن بانه «هش» ولكنه قريب من تحقيق مخرجات محادثات السلام المدعومة من الأمم المتحدة، وأشار إلى أن هناك عدم ثقة في تطبيق اتفاق استوكهولم، وأن تنفيذ بنوده سوف يستغرق وقتاً أطول من اللازم، لكن لا توجد خطة أفضل، لذا يجب مواصلة الجهود لإنهاء الأزمة.
وأكد الخنبشي حرص الحكومة على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في استوكهولم وتنفيذ القرارات الدولية وخاصة انسحاب ميليشيات الحوثي من الحديدة وميناءي الصليف ورأس عيسى وفتح ممرات آمنة للمواطنين وتبادل الأسرى والمختطفين ورفع الحصار عن تعز. وأشار إلى جهود الحكومة لتصحيح الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي لحقت بالاقتصاد اليمني جراء الانقلاب، موضحاً أن الحكومة أقرت موازنة عام 2019، وكذلك تصحيح الفجوة بين الإيرادات والنفقات، لافتاً إلى أن ميليشيات الحوثي تقوم بجباية الإيرادات بصورة تعسفية في مناطق سيطرتها. كما أكد الميسري أن موقف الحكومة ثابت وينشد السلام الدائم رغم أنها كانت قاب قوسين أو أدنى من تحرير الحديدة، إلا أنها فضلت الدخول في مفاوضات ستوكهولم إيمانا منها بخيار السلام.
وكان الخنبشي التقى الملحق العسكري البريطاني لدى اليمن العقيد جوي ماثيو ستاورز لبحث مجالات التعاون في الجانب الأمني والسبل الكفيلة لتطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين. وأعرب عن تقدير اليمن لمواقف المملكة المتحدة ودورها في معالجة الأزمة اليمنية. معربا عن أمل الحكومة في أن تلعب بريطانيا دورا بارزا للخروج من الأزمة بالحل الشامل ووقف كافة التجاوزات التي تقوم بها ميليشيات الحوثي الانقلابية على المدن والمناطق التي تحت سيطرتها.
وزار وزير الخارجية البريطاني والوفد المرافق محطة الحاويات في ميناء عدن، وأطلع على سير النشاط التجاري والملاحي في الميناء. ودعا إدارة محطة الحاويات إلى رفع الطاقة التشغيلية خلال الفترة القادمة بما يسهم في استقبال المساعدات الإنسانية عبر هذا الميناء الحيوي والمهم، فيما وصف السفير اليمني لدى بريطانيا ياسين نعمان زيارات وتحركات وزير الخارجية البريطاني ووصوله إلى عدن بأنها تحمل دلالات سياسية ودبلوماسية ذات أهمية كبير في الوقت الذي لا تزال فيه ميليشيات الحوثي تتعنت وترفض الانصياع للاتفاقات الأخيرة والجنوح للسلام. وأضاف أن الزيارة ترسل رسالة واضحة بأن التعنت والمراوغة الحوثية بالحديث عن السلام لإطالة أمد الحرب لم يعد مقبولاً لدى الجهد الدولي الذي يعمل على إنهاء الحرب وإنهاء الأزمة. وأشار إلى أن نتائج الزيارات ستكون إيجابية ومهمة مع التأكيدات على استمرار تقديم الدعم البريطاني للحكومة اليمنية والتخفيف من حدة الأزمة.