برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، أطلقت مؤسسة التنمية الأسرية الحملة التوعوية الاجتماعية الأولى «أسرة متماسكة.. مجتمع متسامح.. وطن آمن» والتي تستمر حتى 15 مايو المقبل.
ويأتي إطلاق الحملة في إطار تنفيذ استراتيجية دعم استقرار الأسرة في أبوظبي والتي أقرتها اللجنة التنفيذية في الإمارة، تزامناً مع اليوم الدولي للأسرة الذي يوافق 15 مايو سنوياً، والهادف إلى الوعي بقضايا الأسرة وتحسين قدرات الدول في مجابهة المشاكل المتصلة بها، وانسجاماً مع توصيات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في تبني سياسات أسرية شاملة تركز على تمكين الأسرة، لتكون شريكاً فاعلاً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وزيادة فعالية التنسيق والتعاون وتضافر الجهود المحلية والوطنية في تنفيذها.
وقالت مريم محمد الرميثي مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية: «إن رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، للحملة التوعوية الاجتماعية الأولى، (أسرة متماسكة.. مجتمع متسامح.. وطن آمن) التي تطلقها المؤسسة بالشراكة مع عدد من الجهات الحكومية في إمارة أبوظبي، تمثل دافعاً قوياً لبذل أقصى ما لدينا من جهود كمؤسسات من أجل الخروج بنتائج تمكننا من تصميم وتنفيذ البرامج والخدمات التي تصب في الاحتياج الحقيقي للأسرة، وبما يكفل مساندة أفرادها على تجاوز العقبات التي تعترضهم أو التحديات التي تواجههم».
وأضافت: «لا شك في أن تضافر جهود هذه الجهات في الدفع بهذه الحملة المهمة نحو النجاح والتميز يعد هدفاً رئيساً لنا جميعاً».
وحثت الرميثي الأسر، خاصة الوالدين المعنيين بالتنشئة الاجتماعية للأبناء، بأن تعمل على ترجمة التوجيهات التي تضمنتها كلمة «أم الإمارات»، والعمل على رعاية الأبناء واحتوائهم والاستماع إليهم واحتضانهم لتوفير الحماية والرعاية لهم داخل المنزل، وأن يحيطوهم بالحب ويستثمروا أوقاتهم معهم فيما يعود على الطرفين بالنفع والفائدة.
وقالت: «إن هذه الحملة تركز على تحقيق ثلاثة أهداف استراتيجية مهمة، يتمثل أولها في رفع وعي الشباب حول الزواج ومسؤولياته وتمكينهم من اختيار شريك الحياة وفق معايير سليمة تسهم في بناء أسرة مستقرة، إضافة إلى العمل على رفع معدلات الوعي المجتمعي تجاه مفاهيم تعزيز الاستقرار الأسري من خلال حملات توعية إعلامية هادفة وموجهة، ورفع معدلات تأثير الخطاب الديني في دعم الاستقرار الأسري».
وأضافت الرميثي: «إن الاستراتيجية ترتكز ضمن محاورها على تنشئة جيل واع يستشعر مسؤوليته تجاه دعم الأسرة واستقرارها، وشباب متمكن من التخطيط الزواجي السليم، وتحقيق التوافق الزواجي، وبناء أسر متمكنة قادرة على التعامل مع التحديات مع المحافظة على تلاحمها وتماسكها».
وتابعت: «سيتم تنفيذها من خلال 16 مبادرة استراتيجية، تتضمن حلولاً استشرافية تتمثل في خدمات مشتركة ضمن إطار عمل مؤسسي تكاملي شمولي محدد الأدوار والمسؤوليات بين الجهات كافة، وضمن رسالة إعلامية تثقيفية هادفة، تتقاطع وتتكامل مع خدمات توعية اجتماعية ودينية مؤثرة إيجابيا وموجهة لدعم التماسك الأسري، والإبداع والابتكار في ذلك من خلال توظيف القدرة الإعلامية الخلاقة في التأثر في المجتمع لدعم استقرر الأسرة»، مشيرة إلى أن ما يميز هذه الحملة أنها تنفذ بجوانبها كافة من خلال فريق متكامل من الجهات كافة.
من ناحيته، تقدم معالي علي سالم الكعبي رئيس مجلس أمناء مؤسسة التنمية الأسرية، بخالص الشكر وعظيم التقدير إلى سمو «أم الإمارات» على تكرم سموها برعاية الحملة التي تنفذها مؤسسة التنمية الأسرية، بالشراكة مع عدد من الجهات الحكومية في أبوظبي، وتوجيهها كلمة أكدت فيها أهمية التعاون من أجل المحافظة على استقرار الأسرة وحماية الأبناء من المتغيرات التي تؤثر عليهم وعلى مستقبلهم بشكل سلبي، وتأكيد سموها ضرورة تضافر جهود المؤسسات من أجل تقديم الخدمات والبرامج التي تخدم أفراد الأسرة كافة.
وقال معاليه: «إن الحملة التوعوية الاجتماعية الأولى التي أنطلقت أمس هي نتاج جهود كبيرة قامت بها جهات تتشارك في رؤيتها واهتماماتها واستراتيجياتها في الاهتمام بالأسرة وبتقديم الخدمات التي تسهم في تعزيز دورها في المجتمع، باعتبارها الحاضن الأول للأبناء، والمعلّم الذي تقع عليه مسؤولية حمايتهم ورعايتهم وتعليمهم، ومن هنا يأتي حرص سمو (أم الإمارات) على قيام أعضاء هذا الكيان المجتمعي كافة بأدوارهم المطلوبة من أجل مجتمع متلاحم، ووطن ينعم فيه الجميع بالأمان والاستقرار».
وأضاف معاليه: «إن مؤسسة التنمية الأسرية تؤمن في رسالتها بأهمية الإسهام الحضاري في تطوير مجالات التنمية الاجتماعية المستدامة وتحقيق رفاه الأسرة والمجتمع بكفاءة عالية في الأداء المؤسسي التشاركي.. ولذا كانت هذه الحملة القائمة على نوع من المشاركة المؤسسية والاستراتيجية المتميزة التي نأمل، بإذن الله تعالى، أن تحقق النتائج المرجوة لها وفق المؤشرات التي ستسهم دون شك في نشر الوعي بأهمية وأدوار الأسرة وقيمتها ككيان يقوم عليه مجتمعنا الذي يؤمن بالكثير من المبادئ التي تشكل منظومته القيمية والأخلاقية».
وتقدم معالي علي سالم الكعبي، بشكره وتقديره للجهات كافة الداعمة والمشاركة في الحملة، متمنياً أن تحقق أهدافها المرسومة لها.
محوران أساسيان.. «الأسرة الناشئة» و «أبناؤنا مسؤوليتنا»
تهدف الحملة التي تنقسم إلى محورين أساسيين، إلى بناء صورة ذهنية إيجابية لدى الشباب والمجتمع نحو دعم الأسر الناشئة وتعزيز مفاهيم التخطيط السليم والتوافق الزواجي، ونشر ثقافة المسؤولية الوالدية لبناء علاقات آمنة بين الآباء والأبناء، وخلق ثقافة الإبداع والابتكار والمرونة لبناء علاقات أسرية تحقق السعادة والرفاهية الأسرة، ونشر ثقافة الذكاء المجتمعي وقيم التلاحم والتسامح والاحترام للتمكن من الانفتاح الواعي والتفاعل مع متغيرات العصر مع الالتزام بالهوية والانتماء الوطني.
ويتمثل المحور الأول في «دعم الأسرة الناشئة» ويرمي إلى بناء صورة ذهنية إيجابية لدى الشباب والمجتمع نحو دعم الأسر الناشئة وتعزيز مفاهيم التخطيط السليم وتحقيق التوافق الزواجي، من خلال عدة مناقشات وتسليط الضوء على عدة محاور كالاختيار الزواجي السليم، ثقافة دعم الأسر الناشئة والتخطيط السليم للزواج، نشر مفاهيم العلاقات التفاعلية التي تعزز مفهوم الاستقرار العاطفي بين الزوجين، التعامل مع المشكلات الأسرية بفاعلية.
أما المحور الثاني «أبناؤنا مسؤوليتنا»، فيتمثل في نشر ثقافة المسؤولية الوالدية لبناء علاقات آمنة بين الأبناء، والمسؤولية الوالدية المشتركة للأمهات والآباء، ومسؤولية الأسرة الممتدة في رعاية الأبناء في حالات الترمل- الطلاق - المرأة العاملة- غياب الأب، وذلك بهدف خلق ثقافة الإبداع والابتكار والمرونة الأسرية لبناء علاقات تحقق سعادة ورفاهية الأسرة، بحيث سيتم تعزيز مفهوم الإبداع والابتكار في أساليب التربية لمواجهة التحديات المعاصرة التي تواجه الأسرة، تنمية قدرات الأمهات على المرونة والتجديد في أساليب التعامل مع الأبناء وتعميق ثقافة تبادل الاهتمام العاطفي والتواصل الأسري الفاعل ومنح الطفل الوقت النوعي، لتحقيق الاستدامة الاجتماعية من خلال تشجيع الأمهات على التفكير الإبداعي في حل مشكلات الأبناء وتطبيق حلول ابتكارية للحد من تكرارها، ورفع وعي الأسر وتمكينها من المهارات اللازمة للتعامل الناجح والسليم مع الحالات الطارئة بما يمكنها من التعافي والعودة لوظائفها في أقصر وقت ممكن، ويركز هذا المحور أيضا على الذكاء المجتمعي لتعزيز قيم التلاحم والتسامح الهادف إلى نشر ثقافة الذكاء المجتمعي وقيم التلاحم والتسامح والاحترام للتمكن من الانفتاح الواعي والتفاعل مع متغيرات العصر مع الالتزام بالهوية والانتماء الوطني.