فاطمة عطفة (أبوظبي)
ألقت جولة تعريفية نظمها المشرفون على معرض «القصر الأحمر» في المجمع الثقافي، أول أمس، ضوءاً على جماليات المجمع المعمارية، وقدم رابي جرجس من هيئة البرامج الثقافية بالمجمع، شرحاً وافياً عن هذا الصرح الثقافي قائلا: هذا التصميم المعماري المتميز بأروقته وارتفاعه المتوازن وتوزيع صالاته، إلى جانب بعض التفاصيل الجمالية، مثل: الفسحات المحيطة به والنوافير والأروقة واللمسات الزخرفية، يستلهم شكله من التصميم الإسلامي إلى جانب المعمار الحديث، معرجاً على معرض «أرضية مشتركة» الذي يقام في الدور الأول، لافتاً إلى أنه مستوحى من معرض «القصر الأحمر» ويعكس المزايا المشتركة بين الإمارات والمملكة العربية السعودية، ويستمر لغاية 28 مارس الجاري.
مع ريم الهاشمي من هيئة البرامج الثقافية بالمجمع، بدأت الجولة في معرض «القصر الأحمر» الذي يضم أعمال الفنان الأمير سلطان بن فهد بن ناصر آل سعود، والتي لفتت إلى أن هذه المقتنيات التذكارية والقطع الأثرية التي اشتغل عليها الفنان ليصوغ منها أعماله النحتية والتركيبية مستخلصة من بين الأنقاض، واشتغل عليها بحسه الفني الأصيل لتوازي القطع والمقتنيات الفنية العالمية.
وتجول الزائرون بين أقسام المعرض السبعة واستمعوا في القسم الأول لشرح عن «القصر الأحمر» وأهميته التاريخية، فيما أشار الثاني إلى حادثة المسلحين المتطرفين التي وقعت في المسجد الحرام عام 1979. وفي القسم الثالث الذي يحمل عنوان «الأيدي العاملة» تعرض مجموعة من مقاطع الفيديو تظهر بعض موظفي الخدمة الذين كانوا يعملون في القصر، فيما اختص القسم الرابع بتجربة الأمير سلطان بن فهد وعمله كجندي في جيش المملكة خلال «عاصفة الصحراء»، وفيه أدوات عسكرية منها قبعة الفنان إلى جانب أقنعة واقية من الغاز، وبطاقات تذكارية خاصة بتلك الفترة.
وتابعت الهاشمي حديثها عن معروضات القسم الخامس وما فيه من زمزميات الماء التي تركها الحجاج وراءهم، وهي عبارة عن قوارير مزخرفة ومزينة بالمينا الملون، وتعكس فترة ثقافية خاصة بزوار مكة المكرمة، ومن خلالها يلقي الفنان الضوء على فكرة استخدام الأدوات وإهمالها معبراً بعرضها عن دلالات رمزية.
وفي القسم السادس، شاهدوا سجادات الصلاة المعبرة عن حياة الناس في المملكة وحرصهم على أداء فريضة الصلاة، وكان دور الفنان مركزا على ترتيب هذه السجادات بشكل مصلى تراثي، وقد استخدم أضواء النيون لكتابة حرف على كل سجادة بحيث تشكل مجموعة أدعية، ومنها (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام).
وجاء الختام مع مشهد «عشاء القصر»، وفيه يتصور الفنان ابن فهد حفلة عشاء تجمع بين الموظفين والعمال في القصر، حيث اختار مجموعة من الأواني والأطباق والأكواب والملاعق وكل ما يلزم المائدة من أدوات ضمن لمسات فنية واضحة.