السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أحمد البدواوي يلوّن جبال حتا بالأخضر

أحمد البدواوي يلوّن جبال حتا بالأخضر
5 مارس 2020 03:08

خولة علي (دبي)

الزراعة كانت الحرفة التي زاولها سكان حتا، ومصدر رزقهم الرئيس، فمنها مأكلهم ومسكنهم، فغابات النخيل الكثيفة التي يمكن أن تشهدها على مستويات مختلفة من الأراضي، تجعلنا نقف تحية وإجلالاً إلى الجباه السمراء، والسواعد التي استطاعت أن تحول هذه الأراضي إلى جنة خضراء، لتكسر حدة وقسوة الجبال ومنحدراتها الوعرة.. هذا ما أكده أحمد البدواوي الذي يحرص على تخضير جبال حتا من خلال مزرعته، التي تضم الكثير من مختلف أنواع الأشجار والنباتات المثمرة.

خصوبة عالية
أحمد الهاشمي البدواوي، اعتاد أن يشرف على العمل في مزرعته، وفي أحيان كثيرة يمارس بعض الأعمال بيديه، حيث يقول عن ذلك: الحياة في حتا قائمة على الزراعة، نظراً لكونها أرضاً تتمتع بخصوبة عالية، لأنها تقع بين واديين، أحدهما يمر من جهة الغرب، والآخر من الشرق وهو وادي العتاووين، وتتوسطها أرض خصبة طينية، خالية من الحجارة، وقد اشتهرت المزارع قديماً بزراعة البر والذرة، والغليون والدخن، وهي من المحاصيل التي اشتهرت زراعتها في الشتاء، وكل محصول له وقت وموسم معين، وآخر محصول يتم زراعته هو البر، وعادة ما يدخرها أصحاب المزارع لاستهلاكهم طوال السنة، أما المنتجات الأخرى فيتم بيعها، موضحاً أن الاهتمام في الصيف ينكب على النخلة، حيث يحول مجرى الماء لها. وقد اشتهرت حتا بمحاصيلها الزراعية على مستوى الخليج العربي، فالكثير من التجار من البحرين اعتادوا فيما مضى معاينة المحاصيل وشرائها من المزارع المنتشرة في حتا، ثم تصديرها إلى دول أخرى.

قائم على الأفلاج
وأشار إلى أن نظام الري قائم على الأفلاج، وجريان الوادي يجري، نظراً لهطول الأمطار بشكل متواصل صيفاً وشتاءً، مما يدفع الماء في الأفلاج بقوة شديدة، وهذا قد يسبب ضرراً على النخيل والمحاصيل الأخرى، وللتقليل من قوة دفع الماء يتم الاستفادة من جزء بسيط من الماء المسموح له المرور عبر الأفلاج، فيما يتم تحويل الجزء الأكبر منه إلى الوادي.. وقال: وفرة الماء عاصرناها في الماضي، ولكن مع مرور الوقت قل مستوى هطول الأمطار، الأمر الذي أثر على المياه الجوفية، وبالتالي تعاني المزارع قلة الماء، ولكن تم بتوجيهات القيادة الرشيدة مد خط أنابيب مياه من جبل علي لتغذية المزارع، عندها ارتوت الأرض، وامتلأت المياه الجوفية، وجرت الوديان من جديد، وانتعشت المزارع.
ويضيف البدواوي: يمكن أن تشاهد أشجار النخيل وقد غطت مساحات واسعة من المزارع، حيث تتمتع النخلة بدرجة عالية من التكيف، وقدرة على الصمود في المناخ شديد الحرارة، والتربة الرملية الجافة، وتعمل على مقاومة ملوحة التربة، كما أنها تمد جذورها إلى أعماق تؤمن لها الماء والثبات، الذي يضمن شموخها أمام قوة الرياح والأعاصير، وقد أثبت التاريخ منذ الأزل مدى أهمية النخلة ومكانتها لدى الشعوب التي عرفت زراعتها، وأوجه الاستفادة منها، لذا تم الاهتمام والحفاظ عليها.

150 نخلة
وأضاف: مزرعتي فيها ما يقارب 150 نخلة، ومنها الأصناف القديمة شبه النادرة، والأنواع التي جلبت من الدول المجاورة، ومنها النغال الأخضر، التي تتميز بكبر حجم ثمارها، وميل لونها إلى الأخضر، وهذه النخلة نادر وجودها في الكثير من المزارع، ونوع آخر هو نخلة المهيير، وقد أوشكت على الانقراض، وأحاول الآن الإكثار منها، ونوع السكرية، شهلاء تميل إلى الأحمر الفاتح، وتم أخذ صورة لها وإرسالها إلى أصحاب المزارع الشهيرة في منطقة القصيم، وقالوا إن هذه النخلة أصبحت الآن من النادر الحصول عليها، لذا أحاول الآن الإكثار من الفسائل وتوزيعها على من يرغب بها من أصحاب المزارع. ويحرص البدواوي على إكثار النوعية القديمة التي ارتبط بها في صغره، بالإضافة أيضاً إلى محاصيل الجوافة والموز والنبق والذرة والعنب والتين، وقصب السكر، وغيره من المحاصيل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©