الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الأمثال الشعبية والمرأة.. بين الإرث وتحولات الزمن

الأمثال الشعبية والمرأة.. بين الإرث وتحولات الزمن
5 مارس 2020 03:08

أحمد القاضي (القاهرة)

ارتبط عدد كبير من الأمثال الشعبية بصورة سلبية نمطية عن المرأة في المجتمعات العربية، نظراً لاقتصار دورها على تربية الأطفال والمكوث في المنزل ورعاية الأسرة، حتى تغير الزمن وأصبح للمرأة أدوار قيادية في المجتمع، فهي طبيبة، أديبة، فنانة، ووزيرة، وصاحبة مناصب قيادية، لتتخلى المرأة عن صورتها السلبية التي استمرت لعقود.
عن ذلك، وصفت الباحثة د. إلهام كلاب، عضو الهيئة الوطنية للمرأة اللبنانية، الأمثال الشعبية بأنها محاولة لاختزال واقع اجتماعي واختيارات إنسانية تعبر عن موقف معين من قضايا الوجود، لتتحول في النهاية إلى طريقة تواصل أو تفاهم بين أفراد المجتمع الواحد.
وخلال حديثها على هامش ملتقى التراث العربي المقام في القاهرة، قالت إن المجتمعات العربية لا تزال تسترجع هذه الأمثال للتعرف على واقع حياة الأسلاف وطريقة تفكيرهم ونمط حياتهم، واكتشاف المسار الأخلاقي والمعاناة الوجودية التي يمكن تحويلها إلى إرث إنساني يتجدد وبأشكال مختلفة مع تحولات العصور.
ويعود تاريخ الأمثال الشعبية إلى بداية القرن العشرين، حيث نقطة التغير في حياة المرأة العربية عندما بدأت الدعوة لتعليم النساء وإطلاق حريتهن.
وتوضح إلهام كلاب، قائلة: تنوعت صفات وأدوار النساء في الأمثال الشعبية، فطالما احتلت المرأة حيزاً كبيراً في هذه الأمثال، فكانت إما عنها أو عليها أو تدور حولها، ولكن كانت بنسبة 70% سلبية، واقتصرت صورة المرأة الإيجابية في تراث الأمثال على دور الأم فقط.
وتحصل الفتاة على قيمة أعلى إذا تزوجت وفق الموروثات الشعبية القديمة «المرأة بلا زواج كالحديقة بلا سياج»، واختصت بعض الأمثال بوصف أنواع الزوجات، مثل «يا وحشة كوني نغشة، واللي مراته مفرفشة بيرجع على البيت من العشا».
وترى الباحثة اللبنانية أن الأمثال العربية القديمة لم تنصف المرأة، وكانت تراها غادرة إن كانت ذكية، مستهترة إن كانت حرة، متسلطة إن كانت قادرة.
وظلت هذه الصورة النمطية مسيطرة لفترة طويلة، وأصبحت الأمثال القديمة فلكلوراً شعبياً لا يعبر عن وضع المرأة الحالي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©