يوسف البستنجي (أبوظبي)
هل بدأ عصر«الصراف الآلي» في الأفول؟
تساؤل يطرح نفسة بشدة مع بزوغ عصر الرقمنة، رغم كل الخدمات التي قدمتها أجهزة «الصراف الآلي» وأصبحت فروعاً إلكترونية متكاملة للبنوك طوال عقود طويلة، بدأت أعدادها في التراجع منذ سنوات، بسبب اتجاه معظم العملاء إلى استخدام الموبايل والإنترنت كوسائل للدفع والتحويل وغيرها من الخدمات المصرفية، لتحل الخدمات المصرفية الرقمية محل الخدمات المصرفية التقليدية.
وبشكل متوازٍ مع تطور الخدمات الرقمية الإلكترونية وانتشار نظام البلوك تشين، يتوقع مزيد من التراجع لكل المعاملات النقدية ومنها خدمات السحب والإيداع النقدي التي توفرها أساسا أجهزة الصراف الآلي.
وفي دولة الإمارات تراجع عدد أجهزة الصراف الآلي خلال عام 2019 بنحو 4.3% لتستقر عند 5076 جهازاً تقدم خدماتها على مدار الساعة لنحو 6.9 مليون حساب مصرفي محلي وأكثر من 22 مليون سائح.
فلم يخطر على بال الإسكتلندي جون شيفرد بارون صاحب فكرة الصراف الآلي في السابق أن حل مشكلته الشخصية سيتحول إلى اختراع يلغي مئات آلاف الوظائف في البنوك حول العالم، ويسمح بإيجاد فروع إلكترونية متكاملة تقدم خدماتها المصرفية على مدار 24 ساعة باليوم طيلة 7 أيام بالأسبوع.
لقد كانت مشكلة بارون تكمن في عدم قدرته على السحب من رصيده المصرفي أيام السبت والأحد والعطلات الرسمية، حتى خطرت له فكرة استنبطها من ماكينات لبيع الشوكولاته، كانت تعمل على مدار 24 ساعة يومياً، عبر إدخال قطعة نقود للماكينة ومن ثم تقوم الماكينة بإخراج قطعة من الشوكلاته.
عرض بارون فكرته على مدير بنك باركليز باختراع آلة يمكن استخدامها بنفس الطريقة تمكن العملاء من سحب النقود طول اليوم بما في ذلك أيام العطلات. اقتنع مدير بنك باركليز بالفكرة ووعد بارون بشراء جميع الأجهزة التي سيصنعها إذا كانت فعالة كما عرضها في فكرته، وهكذا انصب بارون على اختراع هذا الجهاز لمدة عام كامل وتمخضت محاولاته عن تركيب أول جهاز صراف آلي في 27 يونيو 1967 في منطقة إينفيلد شمال لندن.
ومن هنا تطورت أجهزة الصراف الآلي وأصبحت فروعا إلكترونية متكاملة للبنوك، تقدم خدمات السحب والإيداع والتحويل والدفع وتسديد الفواتير وغيرها، إلى أن اتجه معظم العملاء إلى استخدام الموبايل والإنترنت في الخدمات المصرفة الرقمية محل الخدمات المصرفية التقليدية.