عبدالله القواسمة (أبوظبي)
حدث جديد يقبل اتحاد الكرة على استضافته مطلع العام المقبل، يتمثل في النسخة العاشرة من بطولة اتحاد غرب آسيا للرجال، مدشناً من خلاله مرحلة جديدة من المشاركات الإقليمية الثرية، وفي استحقاق لم يسبق لـ «الأبيض» المشاركة فيه من قبل.
الإعلان الرسمي عن استضافة النسخة الجديدة لم يرافقه الكشف عن تفاصيل الاستضافة المرتقبة، المقررة في شهر يناير المقبل، وهي التي ما زالت في طور التنسيق، بحسب ما أكده خليل السالم، الأمين العام لاتحاد غرب آسيا، في حواره مع «الاتحاد»، والذي شرح فيه التحديات التي تواجه هذه المنظمة الإقليمية التي تتبع للاتحاد القاري وتأسست عام 2001.
في البداية، أكد السالم أن الإمارات لطالما كانت رائدة في المجال الرياضي، بعدما سبق لها أن استضافت العديد من المناسبات الدولية والقارية والإقليمية وحققت نجاحات لافتة، قياساً بما تملكه من مؤهلات وإمكانات هائلة، وهذا بحد ذاته يشكل دافعاً لأي جهة أن تنظر إلى الإمارات كوجهة رئيسية لتنظيم برامجها.
وقال السالم: «بالنسبة لبطولة غرب آسيا للرجال، فهي دائماً تحظى بخصوصية كبيرة، كونها من أكبر البطولات الإقليمية التي تشهد مشاركة منتخبات لها باع وصيت في الوسط القاري، ويرافق هذه الخصوصية حرص شديد من الاتحاد على ضرورة أن تحظى بتنظيم مثالي يراعي قيمتها، والإمارات قادرة، دون أدنى شك، على توفير جميع المتطلبات المرافقة لإقامتها بطريقة توازي حجمها».
وأكد السالم أن اتحاد غرب آسيا يحرص على رفع مستوى التنسيق مع كل الاتحادات الأهلية، ومنها الاتحاد الإماراتي على وجه التحديد، بغرض الوصول إلى صيغ توافقية معها أثناء إعداد برامج وأجندة اتحاد غرب آسيا، موضحاً: «بالفعل وجدنا تجاوباً كبيراً وتعاوناً لتحقيق أهداف مشتركة، إذ شهدت الآونة الأخيرة العديد من المناسبات التي جاءت ترجمةً للتنسيق بين «غرب آسيا» والاتحاد الإماراتي، الذي قام بتنظيم دورتين دوليتين لمدربي اللياقة البدنية لحكام كرة القدم ولتطوير الحكمات، إلى جانب استضافته القادمة للنسخة الثالثة من بطولة الشابات، وأخيراً بطولة الرجال العاشرة التي تشكل امتداداً لهذا التعاون المشترك.
وعن تفاصيل الاستضافة والمدن المرشحة لاحتضان البطولة قال السالم: «جرى الاتفاق في الوقت الحالي على الخطوط العريضة بشأن الاستضافة، لا نزال في طور النقاش مع الاتحاد الإماراتي حول مكان إقامتها، ونحن على ثقة بجاهزية جميع هذه المدن ومرافقها لتنظيم البطولة، وخلال الفترة القادمة التي تفصلنا عن موعد الحدث، سيتم الكشف عن كل التفاصيل، وسنعقد مؤتمراً صحفياً مشتركاً، يحدد موعده لاحقاً، وستكون خلاله الصورة أوضح».
وفي رده على تساؤل عن الضمانات التي وضعها الاتحاد لتأكيد مشاركة المنتخبات بالصف الأول، قال السالم: «بالطبع وجود المنتخبات بصفها الأول أمر لا يمكن إنكار قيمته ومساهمته في إثراء أي بطولة، وهذا الأمر يعتمد بالدرجة الأساسية على موعد إقامة البطولة، الذي نحاول في اتحاد غرب آسيا مع الاتحاد المضيف، برمجته قدر الإمكان بطريقة تتناسب مع الالتزامات القارية والدولية للمنتخبات والأندية على حد سواء، لضمان تواجد أكبر عدد من اللاعبين الدوليين».
وأضاف: «في هذا السياق، علينا الإشارة إلى أن الاتحاد الدولي «فيفا» قام مسبقاً بتخصيص أيام محددة لإقامة المباريات الودية لغاية لعام 2024، وخلال هذه الأيام الدولية فقط، يمكن للمنتخبات الحصول على خدمات لاعبيها، وإذا ما أردنا تنظيم البطولة في تلك الفترات الدولية، ستكون هناك تداخلات بينها وبين بقية البطولات أو التصفيات المعتمدة، لكننا سنعمل جاهدين على إدراجها لاحقاً، وخصوصاً أنها تحظى باهتمام الاتحادين الدولي والآسيوي، حالها حال كل بطولات اتحاد غرب آسيا، وهنا نستذكر ما حدث في العام الماضي، حينما قرر الاتحاد الدولي على ضوء تقييمه للنسخة التاسعة التي أقيمت في كربلاء وأربيل، رفع الحظر عن الملاعب العراقية».
وتطرق السالم إلى الحضور الجماهيري والصدى الإعلامي للبطولة، قائلاً: «بشكل عام تحظى البطولة بحضور جماهيري واهتمام إعلامي يمكن أن نعتبره جيداً، مقارنة ببطولات أخرى، وهذا يعتمد بالدرجة الأساسية على عدد المنتخبات المشاركة، وطبيعتها إذا ما كانت تشارك بالصف الأول أو غيره، كما أن مصير منتخب صاحب الضيافة يلعب دوراً أساسياً في الحضور الجماهيري واستمراريته».
وعرج السالم على التحديات التي تواجه اتحاد غرب آسيا؛ إذ يكمن التحدي الأكبر في عدم اعتماد بطولاته على أجندة الاتحاد الدولي بعد، وعلى الرغم من ذلك تشهد البطولات وتحديداً على مستوى الفئات العمرية انتظاماً المواعيد، لكن وسط تذبذب نسبي بعدد المنتخبات المشاركة التي تجد نفسها رهينة التزاماتها المحلية، وفي هذا الجانب يراعي الاتحاد إقامة بطولات الفئات العمرية لكلا الجنسين في مواعيد تسبق الاستحقاقات القارية، كي يتسنى لها الحضور والمشاركة بدافع الاستعداد.
مطالبات «الاعتماد الدولي» ما زالت قائمة
تطرق السالم إلى المطالبات بأن تكون بطولات غرب آسيا مؤهلة إلى البطولات القارية الكبرى والمونديال، مؤكداً أنها تبقى مطالبات رئيسية لدى كافة الاتحادات الإقليمية.
وقال السالم: «نتطلع فعلاً إلى أن تكون بطولاتنا، على صعيد الفئات العمرية على الأقل، محطة تأهيل للبطولات القارية، وأن يسند الاتحاد الآسيوي إلى الاتحادات الإقليمية المنبثقة عنه مهمة تنظيم هكذا أحداث، وهو ما يسهم بالتالي بزيادة مستوى المنافسة في هذه البطولات ويرفع من قيمتها».