يوسف العربي (دبي)
في الوقت الذي يبذل فيه صناع أجهزة القارئ الإلكتروني، بالتعاون مع دور النشر، قصارى جهودهم لتقديم الأحدث، والأسهل، والأكثر تطوراً في مجال القارئات الإلكترونية، لا تزال شريحة عريضة من القراء متشبثة بدفتي الكتاب التقليدي، رافضة نزعه من بين أيديهم، ليتباطأ قطار تغلغل التكنولوجيا أمام سحر الكتاب الورقي للمرة الأولى منذ انطلاقته.
ويستخدم الكتاب الإلكتروني «e-Book» لعرض وقراءة الكتب باستخدام تقنية تعرف باسم «الحبر الرقمي»، والتي تتميز بعدم إجهاد العين وكفاءة استخدام الطاقة.
ويتميّز الكتاب الإلكتروني بسعة الذاكرة التي تكفي لحفظ مئات الكتب وعرضها بشكل أقرب إلى الكتاب الورقي، كما يتميز بالوزن والحجم الصغيرين.
ووفق التقرير العالمي لدراسة أنماط الاستخدام بالمجتمع الرقمي، والذي أعدته منصة «HootSuite» و«We Are Social»، بلغ عدد مستخدمي أجهزة القارئ الإلكتروني في الإمارات نحو مليون مستخدم في شهر يناير الماضي.
ومن جانبه، قال نديم خان زادة، الرئيس التنفيذي لشركة «سمارت كو تكنولوجيز» لـ «الاتحاد»: «إن التطبيقات، والأجهزة والحلول التكنولوجيا تستقطب المستخدمين من الصيغ التقليدية إلى الرقمية، ما انعكس بشكل واضح على طريقة تواصلنا وإنجاز معاملاتنا عبر الأجهزة الذكية».
وأوضح أن الأمر فيما يتعلق بالقراءة يبدو مختلفاً إلى حد بعيد، حيث لا تزال حالة الاستقطاب على أشدها بين ثلاثة أطراف، هي الكتاب الإلكتروني، وبقية الأجهزة الذكية، والكتاب التقليدي.
وقال زادة: «تحفل الأسواق بعشرات الأجهزة التي تتراوح أسعارها بين 70 دولاراً و400 دولار، أشهرها جهاز (كيندل) الذي طرحته (أمازون دوت كوم)، و(نوك) من شركة (بارنز أند نوبل)، وقارئ الكتب (سي بوك)، من شركة (بوكين)».
ولفت إلى أن السوق الإماراتية تشهد معدلات إقبال ملموسة على شراء أجهزة الكتاب الإلكتروني، وصلت إلى حد الطفرة قبل خمس سنوات، قبل أن تدخل في منافسة مفتوحة مع التطبيقات الذكية على الهواتف المتحركة، التي استطاعت تقديم تجربة قراءة أقرب ما تكون للكتب الإلكترونية، ويضاف ذلك إلى المنافسة الأزلية بين الصيغ الرقمية للقراءة، والكتاب التقليدي الذي يتمتع بسحر خاص.
وأوضح زادة أن مع رصد أنماط شراء الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية التي يمكن استخدامها في قراءة المحتوى المكتوب تبين تسارع وتيرة انحياز المستهلك إلى الاكتفاء بشراء أجهزة الهواتف الذكية واستخدامها في القراءة، إلى جانب الطيف الواسع من الخدمات الذي توفره هذه الهواتف، على عكس القارئ الإلكتروني الذي يستخدم من لغرض واحد فقط وهو القراءة. ولفت إلى أن هذه المنافسة الرقمية الخالصة أدت إلى تباطؤ نمو مبيعات القارئات الإلكترونية خلال السنوات الأخيرة.
جيل الألفية
ومن ناحيته، قال خبير الأجهزة الإلكترونية المهندس أحمد الزبيدي: «إن الكتاب الإلكتروني «e-Book» يستخدم شاشات تعمل بتقنية تعرف باسم «الحبر الرقمي»، والتي تتميز بعدم إجهاد العين، وكفاءة استخدام الطاقة بسبب الشاشات المضيئة»، ولفت الزبيدي إلى أن الكتاب الإلكتروني يتميز بسعة الذاكرة التي تكفي لحفظ مئات الكتب، والصور والمجلدات، وعرض محتواها على الشاشة، بشكل أقرب ما يكون إلى الكتاب الورقي التقليدي، كما يتميز بالوزن والحجم الصغيرين مقارنة بالكتاب التقليدي، فضلاً عن سهولة البحث.
وقال: «إن معدلات انتشار هذا النوع من الأجهزة في الإمارات مرتفع، مقارنة ببقية دول المنطقة»، مرجعاً ذلك إلى أسباب عدة، أولها ارتفاع مستوى الدخل، وحرص شريحة كبيرة من مستخدمي التكنولوجيا في الدولة على استخدام الأحدث والأكثر تطوراً على هذا الصعيد. ولفت الزبيدي إلى أن الفترة الأخيرة شهدت استقراراً ملموساً في مبيعات أجهزة القارئات الإلكترونية، بالتزامن مع انتشار العديد من التطبيقات على متجري التطبيقات «أندرويد» و«أي أو إس»، وهي التطبيقات التي مكنت المستخدمين إلى الوصول إلى طيف واسع من خيارات المحتوى المكتوب وقراءته بطريقة أقرب ما تكون للقارئات الإلكترونية المتخصصة التي لا تجهد العين.
الكتاب المسموع
ومن ناحيته، قال أشرف شاهين، مدير عام «البرج ميديا» للنشر، ونائب رئيس الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال: «إن الكتاب الإلكتروني وفر خياراً إضافياً للقراء ولا سيما من جيل الألفية الجديدة الأقرب إلى التكنولوجيا مقارنة بكبار السن».
ولفت إلى أن معظم دور النشر العربية لم تستطع من جانبها مجاراة الطفرة التي شهدها الكتاب الإلكتروني على المستوى العالمي قبل سنوات عدة، نظراً لعدم توافر الصيغ الرقمية للكتب، وافتقادها إلى الخطط طويلة الأمد لتوفير الكتب بالصيغ الرقمية.
وأشار شاهين إلى أن الكتاب الإلكتروني والصيغ الرقمية الأخرى للقراءة واجهت العديد من التحديات عند استخدامها في التعلم في مرحلة رياض الأطفال، مقارنة بالكتاب التقليدي الذي حقق نتائج تفضيلية في مراحل التعليم المبكرة.