السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الرياضة وكرة القدم.. حروف كلمات

الرياضة وكرة القدم.. حروف كلمات
3 مارس 2019 03:47

عمرو عبيد (القاهرة)

عندما أراد الفيلسوف اليوناني القديم، أرسطو، أن يضع حكماً فلسفياً واضحاً للإنسان، قال أحكم عليه بعدد ونوع الكتب التي قرأها، ويرى فولتير أن أفضل قائد للجنس البشري، هو شخص يعرف كيف يقرأ، ورغم التغيير الهائل الذي طرأ على حياة البشر بسبب سيطرة التكنولوجيا على أغلب مجالات الحياة، لا يزال العالم يدرك جيداً قيمة الكتاب، وضرورة تعليم الأجيال الجديدة كيف وماذا تقرأ، وبالنسبة لعشاق الرياضة، خاصة كرة القدم، لا توجد متعة تفوق قراءة كتاب يروي تاريخ الألعاب الرياضية، أو يشرح تكتيك لعبة الكرة بأسلوب مبسط، وغيرها من الكتب الرياضية، التي سطرت تاريخاً كبيراً، عبر الجمع بين قيمة القراءة ومتعة الرياضة معاً.
أشهر الكتب الرياضية العالمية، التي لاقت رواجاً كبيراً في السنوات الأخيرة، هو كتاب «الهرم المقلوب»، للمؤلف والصحفي الرياضي الإنجليزي، جوناثان ويلسون، ونُشر لأول مرة عام 2008، قبل أن يُترجم إلى اللغة العربية ويُنشر في عام 2014 عن طريق هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ويُعتبر الكتاب الشهير، أحد أهم السجلات التوثيقية لخطط وتكتيك لعبة كرة القدم عبر التاريخ، ورصد ويلسون في كتابه تطور قوانين الكرة وخطط اللعب منذ ظهورها في العالم، واهتم بذكر العديد من التفاصيل الخاصة بأسماء مدربين كبار، رأى أنهم غيروا فلسفة اللعبة في العصر الحالي، وكان أبرزهم الهولندي يوهان كرويف، والإيطالي أريجو ساكي، وأفرد العديد من الصفحات للحديث عن بعض التكتيكات التي نقلت كرة القدم من حقبة إلى أخرى، مثل الكاتيناتشو الإيطالي، ومفهوم الكرة الشاملة للهولندي العبقري كرويف، كما اهتم بذكر الحقبة المجرية القديمة، ودخول فكر الاستحواذ والضغط في تكتيك الكرة الحديث.

سيرة ذاتية
كتاب آخر يعتبره البعض تراثاً عظيماً للعبة الشعبية الأولى في العالم، يحمل اسم «حمى الملعب»، روى خلاله الكاتب الإنجليزي، نيك هورنبي، سيرته الذاتية كمشجع لفريق أرسنال، منذ فترة الطفولة حتى مرحلة الشباب والنضج، عبر الحديث عن بعض المباريات التي شاهدها وتابعها في كل مرحلة عمرية، في صورة تقارير لتلك المباريات بطريقة أدبية مشوقة، وتم نشره عام 1992، قبل أن يتحول إلى فيلم سينمائي 1997، وغلب عليه الاهتمام بتتويج المدفعجية الأول في بطولة الدوري الإنجليزي، ثم تكرر إنتاج نسخة سينمائية أخرى عام 2005، لكنها غيرت الفكرة لتتعلق بشغف البطل بلعبة البيسبول.

200 شخصية
بعيداً عن كرة القدم، التي اهتمت أغلب الكتب الرياضية الشهيرة بالحديث عنها، قرر الكاتب الأميركي، توماس هاوزر، عام 1992، أن يتمرد على الوضع المألوف الخاص بالكتب الرياضية، ونشر كتابه الشهير عن أسطورة الملاكمة العالمي، محمد علي كلاي، في سرد كامل لقصة حياته ومسيرته الرياضية، حيث قام هاوزر بجمع المعلومات من 200 شخصية، شملت العائلة والأصدقاء والمنافسين، وبعض الشخصيات القيادية والإعلامية، وتم نشر 18 طبعة من هذا الكتاب عبر سنوات عدة، وتناول هاوزر نشأة محمد علي كلاي، ودخوله عالم الملاكمة، وتربعه على العرش العالمي كأحد أهم أساطير اللعبة عبر التاريخ، بجانب الحديث عن طبيعة تدينه، أمواله، انتصاراته، هزائمه أمام من وصفهم بالأعداء.

الشمس والظل
الكتب الرياضية المتعلقة بكرة القدم، خرجت في العديد من الصور، مثل كتاب «الكرة بين الشمس والظل»، الذي يعتبر من أهم 100 كتاب رياضي عبر التاريخ، عرض فيه الكاتب الأوروجواياني الشهير، إدواردو جاليانو، رؤيته الفلسفية لطبيعة اللعبة، ونشر في عام 1995، وروى فيه جاليانو تاريخ اللعبة من زوايا إنسانية، تعبر عن فكرته القائمة على أن كرة القدم هي مرآة للمجتمع الذي تمثله، مثل الفنون، وأن ملعب المباراة هو بمثابة مسرح يحمل الكثير من القصص، بعيداً عن التنافس الكروي، وذكر الكاتب العديد من قصص أساطير اللعبة، مثل بيليه وبلاتيني ومارادونا، واهتم أكثر بتفاصيل بطولات المونديال، في الفترة بين 1938 و1994.

النشأة والتطور
وبالطبع، كانت الكرة البرازيلية مصدر إلهام للعديد من المؤلفين، وخرج للنور أحد أشهر هذه الكتب في عام 2002، بعنوان «كرة القدم، الحياة على الطريقة البرازيلية»، وتناول المؤلف، أليكس بيلوس، فيه تفاصيل اللعبة في البرازيل، كيف نشأت وتطورت، وسبب تأثر الشعب البرازيلي بها، لدرجة أنه قام بزيارة أغلب المدن البرازيلية، وتحدث مع آلاف من عشاقها، ونقل العديد من القصص، وخلص إلى أن البرازيل يجب اعتبارها المهد الحقيقي للعبة في العالم.

تاريخ الكرة
ولا يتوقف الحديث عن تاريخ كرة القدم، ولهذا خرج كتاب شهير آخر، تناول تاريخ اللعبة على مستوى العالم، باسم «الكرة مستديرة»، للكاتب الإنجليزي، دافيد جولدبلات، وصدرت نسخته الأولى في عام 2006، وبدأ في الحديث عن تاريخ الكرة منذ نهاية القرن التاسع وحتى بداية القرن العشرين، ثم ذكر القوانين القديمة للعبة في تلك الفترة قبل تطورها إلى الصورة الحديثة، كما اختار بعض المباريات الكبرى التي يرى أنها علامات محفورة في التاريخ، إلى جانب الدخول في تفاصيل خاصة جداً تتعلق بالكرة اللاتينية وسيطرة السياسة عليها في بعض الفترات، كما اهتم بالحديث عن كرة القدم الإفريقية والآسيوية، بل إنه ذهب لوضع تصور لما يمكن أن تكون عليه الكرة في المستقبل!
واهتمت بعض الكتب بالحديث التفصيلي عن مدارس كروية مختلفة، منها كتاب قصة الكرة الألمانية، الذي نشر عام 2002، للمؤلف، أولي هيس، وكتاب معجزة قلعة دي سانجرو، الذي نشر في عام 1999، وتناول قصة أول نادي محترف في تاريخ الكرة الإيطالية، للكاتب الأميركي، جو ماكجينيس، وكتاب قصة الكرة الإسبانية، للكاتب فيل بول، وغيرها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©