8 فبراير 2011 19:29
الأرض الخصبة دوما تطرح أشجارا وأزهارا طيبة، عائلة مثقفة ومشجعة أنبتت ورعت موهبة متعددة الميول والاهتمامات، أدبية، فنية، علمية، وإعلامية. فكان الطموح هو المفتاح الذي ساعد عائشة الكعبي في تأكيد الذات وتحقيق الأحلام التي تنوعت وشملت كل صنوف الأدب والفن فهي مذيعة وكاتبة قصة ورسامة.
عائشة الكعبي شابة إماراتية ظهرت موهبة الإبداع لديها منذ الطفولة برعاية وتشجيع أهلها ومدرستها، عملت على تنمية هذه الموهبة المكنونة في داخلها وحولتها إلى حقيقة تعيشها، نجحت وأنجزت أحلامها ولا زالت تطمح للمزيد من النجاح والتألق. هي مثال يحتذى به لكل امرأة عربية تقرر أن تخرج من ضيق واقعها وتنطلق في مسيرة العصر معبرة عن ذاتها وطموحها محققة أحلامها بالعلم والجد والعمل متطلعة نحو الكمال والتفوق. «الاتحاد» التقتها وأجرت معها الحوار التالي:
? المبدع شخص متميز بذاته وبعمله الذي يعبر عنه، أخبرينا عن تجربتك والأجواء العائلية والبيئة المحيطة والمدرسة، واهتماماتك التي أسهمت في إظهار هذا التميز؟
?? أشبه نفسي بالحجر الكريم، الذي عملت على صقله وإظهار بريقه. لقد كنت خامة لفنانة ولكن الله منحني عائلة رائعة. والدي كان معلما وشاعرا أيضا، رحمه الله. جدي كان عالم دين. وكذلك كل من كان يتحدث مع والدتي يقول «الآن عرفنا من أين جاءت عائشة بأسلوب الخطابة». فوالدتي كان لديها أسلوب جميل في القص والحديث، وفي ذات مرة قال لي أحدهم إنه حتى الخطباء يتوقفون لمراجعة أفكارهم، ولكن والدتي لا تتوقف ولا تراجع أفكارها فهي تكون منطلقة بحديثها وبشكل عذب. هذه الخامة هي التي كونت هذا الحجر الكريم الذي في داخلي. في البداية كان لدي الوعي بهذه الموهبة، فمنذ الصغر كنت متفوقة في دراستي، وكانت لدي عدة مواهب. وأول ما برزت موهبة الغناء حيث كان صوتي جميلا. وأذكر أني كنت في الصف الأول الابتدائي وكانت المدرسات يجتمعن حولي ويطلبن مني الغناء. ثم شاركت في مسابقات تجويد القرآن وحصلت جوائز على مستوى الدولة. ولاحقا ظهرت لدي موهبة الرسم، حيث بدأت أشعر أني متميزة برسوماتي عن زميلاتي في الفصل. كما أنني كنت مدمنة قراءة منذ صغري، قرأت لكتاب كبار مثل نجيب محفوظ وقد كنت في الحادية عشرة، وكنت أعشق الأدب المترجم والأدب العالمي، فالقارئ الجيد هو خامة لكاتب جيد. وأنا لا أعتقد أن الشخص يكون كاتبا جيدا، إن لم يكن قارئا جيدا لأن الكتابة تحتاج لمخيلة، ورياضة المخيلة هي القراءة، فلا يتم ترويض المخيلة إلا عبر القراءة. في البداية كانت لي محاولات في الكتابة كمسرحيات للمدرسة، وكنت أحظى بالتشجيع في المدرسة والمنزل ومن والدي، وكانوا فخورين بي لأنهم عندما يذهبون إلى المدرسة يجدون ابنتهم متفوقة وحتى عندما يحضرون حفلات المدرسة كنت أقدم الحفل وأجود القرآن، وأشارك بالمسرحية وأشارك بأغنية.
? برأيك، هل تغير حال التعليم في الإمارات منذ كنت طالبة على مقاعد الدراسة؟
?? التعليم في القدم كان أفضل من التعليم في الوقت الحالي، فالآن مع زيادة عدد الطلاب وانشغال المعلمين بأشياء أخرى، فالمعلم لم يعد لديه رسالة إنسانية بالنسبة للطالب كي يخرجها. في القدم كان المعلم يتحدى نفسه إن كان بإمكانه إخراج أفضل ما في هذا الطالب، وقد كنت أشعر من شدة حماسة معلمتي أنني لو كنت ابنتها لما كانت فرحت لي كما هي فرحة بنجاحي. وعندما كنت في الصف الثالث الثانوي، صف الشهادة، وكان يجب أن أكون في المنزل أدرس، شاركت بكتابة مسرحية على مستوى الدولة وقمت بإخراجها وأخذت عليها الدرجة الأولى. أظن أن هناك معلمين يشعرونك أنك أنت رسالتهم الإنسانية.
? تفوقت في كلا المسارين العلمي والأدبي فكيف تشرحين ذلك؟
?? أنهيت المرحلة الثانوية بالفرع العلمي، لقد كنت أحب الأدب وأعشق العلوم والمواد العلمية وبشكل خاص علم البيولوجيا، ربما لأنه مرتبط بالطب وبأجسامنا وبالحياة، وربما لأنه مرتبط بكل شيء حقيقي من كائنات، وهو الخيط المؤدي لمعرفة فيزيولوجية الذات وبيولوجيتك الطبيعية، فكان لدي فضول دوما حول هذا. عندما سجلت في الجامعة كان لدي دوما اختيار بين فرع الأدب الإنجليزي وعلم البيولوجيا فاخترت هذا العلم لأني من الممكن بطريقة غير أكاديمية أن أثقف نفسي بالإنجليزي، بينما البيولوجيا أو علم الأحياء فلا يمكن اكتسابه إلا أكاديميا. دخلت كلية العلوم قسم الأحياء في جامعة الإمارات وبقيت أربع سنوات. في السنة الأولى قرأت عن مسابقة في جريدة «الاتحاد» للقصة القصيرة، وكانت أول قصة قصيرة أكتبها وعنوانها «الشمعة». وبدأت آخذ الموضوع بجدية حيث شجعني الأستاذ جمعة وعمل على إرشادي في قراءاتي، فأخذت أكتب بشكل مستمر وأرسل لهم كتاباتي. بعد ذلك انضممت لاتحاد الكتاب في الإمارات وغدوت عضوا وأخذت أقدم أمسيات. في تلك الفترة عملت على إنشاء شبكة من العلاقات الأدبية فشعرت أني دخلت عالما آخر، وكان هناك آراء جيدة تقال عني، وكان هناك إعجاب بنتاجاتي الأدبية. الذي حدث أنه بعد تخرجي مباشرة تم تعييني كمعيدة في كلية العلوم في جامعة الإمارات فدرست لمدة سنة ثم نلت بعثة لإكمال الماجستير والدكتوراه في أميركا.
?التجربة ما بين الدراسة هنا في الإمارات وبين الدراسة في الخارج، ما الذي نحتاج له في مناهجنا التعليمية والكوادر التعليمية كي نصل لتحقيق الفائدة الأكبر لأجيالنا؟
?? نحتاج أولا أن نعلم أبناءنا الجدية. كانت نظرتي كإماراتية وكنت أرى طبعا الأفلام الأجنبية والمسلسلات وأقول «الأميركان شباب ضائعون»، لكن عندما ذهبت إلى هناك وجدت أن شبابهم لديهم ساعة اللعب للعب، وساعة الجد للجد وهناك فصل كامل بينهما. أعجبت بالشخصية الأميركية، خاصة أهالي أوكلاهوما فهم أشخاص طيبون القلب. عند وصولي حصلت على الخارطة وأخذت أسأل عن مكان مبنى الجامعة فأخجلوني من شدة مساعدتهم لي حيث أخذوا يمشون معي وأوصلوني إلى مبنى الجامعة، وكل واحد منهم يريد أن يبذل ما في وسعه كي يساعدني. وكانت هناك أستاذة في الجامعة أقول لها مثلا إن ضرسي يؤلمني، تسألني: أين؟ وتتصل فورا بالطبيب وتأخذ موعدا لي. لقد احتضنني المجتمع الأميركي بحب، أولا: كطالبة مغتربة، وأنا لم أكن مقيمة مع عائلة. حددوا لي أسرة لأعيش معها يعتبروني ابنتهم ويكونون مسؤولين عني، وكان الرجل كبيرا وكان محاميا ويعتبر من كبار رجال القانون في أوكلاهوما وزوجته ممرضة متقاعدة، وكانوا يقولون لي: أنت ابنتنا. لقد بهرت بطيبة المجتمع الأميركي وبساطته، لم أضطر أن أغير نفسي وسلوكي كي أبهرهم وأقنعهم بي، هم قبلوني كما أنا وأحبوني كما أنا. أكاديميا الأمر مختلف بشكل كامل، فهناك مرونة كبيرة بإعطاء المعلومات، فالأستاذ هناك لا يعتبر نفسه رسولا وأن لديه نصا منزلا يلتزم به. العملية العلمية تقوم على التبادل، فالأستاذ ينظر للطالب على أنه من الممكن أن يستفيد منه ومن معلوماته، كما أن الطالب يستفيد من الأستاذ. هم يعتمدون على نظرية التعليم الذاتي، فالطالب هو من يبحث وهو من يقوم بكل هذه الأمور ويأتي ويدرسها للطلاب ويشرحها بالطريقة التي يحبها. أنا شرحت بالرسم وأبهرتهم حيث أخذت موضوعا عن السلوك الجنسي لدى الحيوانات فأردت أن أوصل لهم المعلومات بشكل مناسب فأخبرتهم أن هناك تجربة قام بها العلماء حيث أحضروا فأرة فرسمتها لهم بشكل كاركاتيري.
?المرأة الإماراتية متفوقة بالقصة القصيرة وبالشعر بينما لا زالت بعيدة بعض الشيء عن الرواية، برأيك ما هو السبب في ذلك هل هو المجتمع الذي يشكل حس التذوق الفني عند المبدع بين هذه الأنواع الأدبية؟
?? من وجهة نظري أظن أنه في فترة من الفترات في الإمارات كان الأسلوب الأدبي المفضل هو القصة القصيرة والشعر، فنحن لم يكن لدينا رواية. وكأن المرأة الإماراتية كانت كالصائمة وفجأة تريد أن تفطر على كل شيء، وتنهل من العلم أكثر من الرجل. وفي طلبها للعلم كأنها تريد رشفه دفعة واحدة. المرأة الإماراتية متميزة في المنزل وفي المناصب القيادية وفي العمل وفي أغلب الميادين.
? هل مشروع دعم المرأة هو مشروع ذاتي يقع على عاتق المرأة؟ كيف ترين هذا الدعم ودوره في وصول المرأة الإماراتية في جميع المجالات؟
?? بصراحة، المرأة الإماراتية كانت محظوظة جدا بأب مثل الشيخ زايد، فهو رجل صنع دولة والناس تعتبره أبا لهذه الدولة. وعندما يأتي والدنا ويقول إن المرأة يجب أن تحصل على حقوقها، والمرأة هي نصف المجتمع ويلزمها اهتمام ويجب أن نهتم بها، فمن الطبيعي أن كل أسرة تحذو حذو الشيخ زايد. الشيخ زايد كان ولا زال المثل الأعلى والقدوة وكان أهالينا يعلمونا حب الشيخ وكانوا يتغنون بحبه. ونحن في الإمارات وكأن الشخص لديه والدان والد بيولوجي ووالد روحي هو الشيخ زايد. الإماراتيون عندما يرون أن الشيخ زايد مهتم بهذا الشكل الكبير بالمرأة وتطورها، سيحاول الجميع أن يوفر للمرأة الإماراتية المساعدة كفتح أبواب البعثات والدراسة. والمرأة كانت في فترة من الفترات محرومة من أشياء كثيرة هي حكر على الرجل، فأن تكون المرأة في مجتمع بدوي فإن حياتها ستأخذ شكلا صعبا ولتحقيق التغييرات لابد من وقت طويل. لكن الموضوع احتاج كلمة واحدة من الشيخ زايد لتفتح الأبواب أمام تغيير الأعراف التي كانت سائدة.
? مشاريعك الأدبية هل ما زالت ضمن القصة القصيرة أم أن هناك مشروع شعر أو رواية؟
?? بدأت بالقصة القصيرة، وأنا أنشر تقريبا من عام 91 حتى 2007. ثم توقفت عندما كنت أدرس في الخارج ولكني عدت وتابعت. هناك الكثير من الناس الذين قالوا لماذا لا تجمعين قصصك في كتاب واحد؟ أنا أجد نفسي في القصة القصيرة، وأعتقد أن هناك مفهوما خاطئا يرى أن كل كاتب قصة قصيرة يجب أن يكتب رواية. هم لا يعلمون أن كاتب القصة القصيرة يحتاج لمهارات مختلفة عن كاتب الرواية. كاتب القصة القصيرة لديه القدرة على اختزال اللحظة بأقل عدد من الكلمات المطلوبة. وقد قالت إيزبيل الليندي «القصة القصيرة كالسهم إما أن يصيب أو أن يخيب»، فيما الرواية مع المساحة الطويلة المتاحة فيها مدى من الحرية ووصف كثير ونفس طويل وفصول متعددة فهي تحتاج لمهارات مختلفة.
? دخلت عالم الترجمة وللترجمة أدوار مهمة في جميع الميادين،فلماذا تكون ترجمتنا معاكسة أو مختلفة عن ترجمة الآخر؟
?? الترجمة مهمة جدا، في يوم ما قلت إن الترجمة هي العجلة التي تنقل المعرفة للعالم، فهي عجلة المعرفة طالما أنها تدور، وفي حالة توقفت عجلة الترجمة توقفت المعرفة. المعرفة ليست عطاء من جانب واحد بل هي شبكة عطاء متبادل بين الأطراف. الترجمة مهمة ليس فقط في مجال الاطلاع على آداب وثقافة الآخرين، بل مهمة بالنسبة لنا نحن حيث إنها توسع أفقنا وتغير ما في داخلنا عن طريق التعلم. الإنسان يجب أن يكون لديه دوما الشجاعة أن يأخذ من الآخر بقدر ما يحاول إعطاءه، ولكن لدينا جبن بأن نأخذ. لماذا الخوف طالما أن هذا الأخذ يتعلق بشيء جيد؟ في وقتنا هذا، هناك اهتمام كبير بالترجمة. العالم العربي شهد فترة تراجع، مع أننا كنا روادا للترجمة ونحن كنا أول من ترجم أعمال الفلاسفة اليونانيين. لكن حصلت هوة كبيرة تكونت بيننا وبين العالم، فنحن كنا قوة نائمة، لأننا أقفلنا على أنفسنا وبنجنا قنديل المعرفة وأطفأنا الأضواء ونمنا فترة طويلة. وقد آن الأوان أن نعيد إضاءة هذا القنديل ونصحو ونتواصل مع الناس، ونرى كيف يفكر الإنسان الآخر في جميع أنحاء العالم. لماذا لا نقوم بإيصال أدبنا وأعمالنا للعالم؟ والترجمة نشطت بشكل كبير عن ترجمة الآخرين للغة العربية ولكن للأسف لا زلنا متأخرين في ترجمة منتوجات اللغة العربية الثقافية والأدبية للعالم.
? الإعلام هو السلطة الرابعة، وأنت قمت بتقديم نشرات الأخبار وبرامج الحوارات السياسية، كيف ترين هذه المرحلة التي يمر بها إعلامنا المرئي والمقروء من خلال تجربتك؟
?? الإعلام بالنسبة لي كان حلما وأنا لم أدرس الإعلام بشكل أكاديمي. كان لدي الحضور والقدرة على المجادلة والنقاش، ولدي خلفية ثقافية. للأسف الشديد الثقافة أو الخلفية الثقافية هي النقص الكبير لدى المذيعين. الإعلام يجب أن لا يضع في صفوفه الأمامية إلا من يستحق أن يكون في الواجهة، ولكن أن يؤتى بأي شخص ويحفظ الكلام ويظهر على الشاشة، هذا أمر مؤسف.سأتكلم عن الحوار الإخباري. نحن في الإمارات لدينا أكثر من نشرة محلية، وهناك شيء جميل يحدث أننا نقوم بتغطية أشياء لم تكن في السابق تغطى مثل أخبار تمس القضايا والمشاكل الاجتماعية، لكن هذا ليس كل شيء، هذا خطوة واحدة وما زلنا في البداية، ولكن لا زلنا نتعثر لأن الإعلام هو شبيه بساحات القتال ويجب أن يكون هناك إعداد جيد ولدينا المجند الصحيح والشخصية الصحيحة التي تستطيع دخول هذا العراك. للأسف، ومع احترامي للجميع، هناك تهاون في عملية اختيار هذه الشخصيات الإعلامية التي تقود المسيرة الإعلامية. من أهم أدوات الإعلامي الناجح أن يتمتع بخلفية ثقافية عالية. الإنسان هو فكر نظيف وإن لم يكن يكتنز هذا الفكر العميق المستنير، فكيف سينير أفكار الآخرين؟ وكيف سيقدم رسالة حقيقة للآخر؟ إذا كان لدى الإعلامي الثقافة واللغة السليمة والأسلوب اللائق في الحضور الإعلامي والثقة بالنفس فالحضور هو أن يتقبلك المتلقي ويصدقك. أنا لا أؤمن أن الإعلام هو سلطة رابعة كما يقولون، فالعالم أثبت لنا أن الإعلام هو سلطة أولى وليس سلطة رابعة.
? يلاحظ في الإعلام الإماراتي أن الوجه الإماراتي من شباب وشابات خجول وقليل الحضور أمام تواجد الوجوه القادمة من الدول العربية الأخرى، ما أسباب هذا الظهور الخجول للإعلاميين الإماراتيين؟
?? لو سألت أي مواطن سيقول لك العادات والتقاليد، لكن بالنسبة لي ليست العادات والتقاليد هي التي تكمن وراء ذلك. السبب هو أن الإعلام ولفترة طويلة بقي غير واثق من قدرة المواطن الإماراتي على تحقيق ذاته وعلى أن يكون إعلاميا ناجحا، وما زال للأسف. فدوما هناك فكرة سائدة أن الإماراتي لا يصلح كإعلامي جيد ومقبول. لا أدري من الذي يضع هذه المقاييس. إن الإماراتي لن يجد ما يروج به لنفسه. العادات والتقاليد ربما أثرت في فترة من الفترات على انضمام والتحاق المواطن بركب الإعلام، ولكن ليست هي السبب الرئيسي في انحسار المواطنين في المحطات الإعلامية.
مشاريع مستقبلية
حول المشاريع الجديدة التي تستعد لها، تقول عائشة الكعبي «استغليت هذه المرحلة أدبيا وفكريا وفنيا حيث عدت مجددا للرسم وكونت عدة لوحات وما زلت أعمل، فأنا أسعى لإقامة معرض خاص بلوحاتي قريبا. وسيصدر لي الطبعة الثانية من كتاب «غرفة قياس» وهو مجموعة قصصية قصيرة كانت الطبعة الأولى قد صدرت عن دار الثقافة في الشارقة. أيضا سيصدر لي كتاب في الترجمة «كيف كتبت الرسالة الأولى» هو مجموعة ترجمات لقصص قصيرة لكتاب عالميين أمثال تشيخوف وإتالو كالينو وكابوتي وغيرهم من الكتاب الذين أحبهم، كما أني انتهيت من كتابة مجموعة قصصية قصيرة وهي عبارة عن 57 قصة قصيرة عنوانها «لا عزاء لقطط البيوت» وستصدر قريبا. بالنسبة للإعلام أتمنى أن تكون لي مشاركة على أن أجد الموضوع الذي أعشقه ويستحق أن تقوم عائشة الكعبي بتقديمه، فللأسف هناك ندرة في البرامج الهادفة والجادة، ولا تزال هناك خطوط حمراء. فأنا عندما أقدم برنامجا، أتمنى أن أكون راضية عنه مئة بالمئة، وأن يكون متاحا لي حرية كاملة في الحوار، أي أن أتكلم وأسمع من الناس الشيء الذي يرغبون هم بقوله، وليس الكلام الذي يرغبه القائمون على القناة».
المصدر: أبوظبي