هناء الحمادي (أبوظبي)
قضى خلف عبيد الظاهري مسيرة 54 عاماً في خدمة الوطن، حيث عمل لأكثر من 46 عاماً في ديوان ممثل الحاكم في منطقة العين، بعد عمله لمدة 8 سنوات في جبل الظنة مع شركة الحفر البرية أيام الستينيات «أدكو» حالياً، بذل خلالها كل جهد بلا كلل أو ملل، حيث كان محباً لعمله ضارباً أروع الأمثال بين زملائه للالتزام وسرعة تنفيد المهام، ولأكثر من 5 عقود، شهدت مشاركته في بدايات تأسيس إدارة التشريفات التابعة للديوان في العين.
وعلى الرغم من «الشيبة» ناصعة البياض التي تكلل أعوامه السبعين، فإن ملامح وجهه تحمل علامات رجل أصغر كثيراً من عمره، رغم انطلاقه إلى الحياة العملية في عمر 17 عاماً.
وعن بداياته يقول إن العمل في سن صغيرة ليس بالأمر السهل، ففي عمر الصبا، عملت في جبل الظنة مع شركة الحفر البرية أيام الستينيات «أدكو»، وبين تنقلاتي من مكان إلى آخر في الشركة اكتسبت الكثير من الخبرة والمهارة في سير العمل، ليستمر ذلك العطاء حتى 8 سنوات ولانتقل إلى درجة مسؤول في تشغيل محطات البترول، كنت أقوم بدوري بأكمل وجه لتنفيذ المطلوب منى، واستمر الحال إلى أن تم ترشحي للسفر للالتحاق بدورة خارجية في بريطانيا، تعلمت خلالها الكثير من الأفكار وكيفية التوصل إلى نتائج مبهرة في العمل، وكانت نظراتي تراقب وتبحث عن الكثير من المعلومات والخبرة للعودة إلى الوطن محملاً بالكثير من الأفكار الجديدة لتنفيذها على أرض الواقع.
وخلال الحوار معه صمت الظاهري وعينه تنظر إلى مجموعة صور يحتفظ بها في ألبوم الذكريات، قال عنها: تدرجت في الكثير من المناصب القيادية، وتعلمت الكثير في حياتي العملية واكتسبت الخبرة والمهارة مع فريق العمل، كما أتقنت اللغتين الإنجليزية والفرنسية، خلال تعاملي مع الأجانب في الشركة، مما زادني عزيمة وإصراراً على معرفة المزيد من سير العمل والبحث عن النجاح مهما كانت الصعوبات، لكن الحال لم يستمر سوى سنوات، لتكون المحطة الثانية من حياتي العودة إلى مدينة العين والبقاء مع والديّ والعمل في إحدى الجهات الحكومية.
وأوضح أن العمل في الديوان يحتاج إلى الكثير من المهارة والخبرة والتعامل الطيب مع الآخرين، كما تحتاج هذه المهنة إلى تقديم أعلى مستوى من الخدمة المتميزة وضمان أعلى مستوى من التعامل من خلال إجراءات العمل والتنسيق لتعزيز أداء ومهام الديوان، مضيفاً: فترة عملي في التشريفات تعد من أجمل محطات عمري، حيث كانت مليئة بالكثير من التجارب التي أضافت الكثير إلى حياتي.
البعض يرى التقاعد بأنه استغناء عن خدماته وعطائه، فيتحول هذا الشعور مع الوقت إلى «كابوس مزعج» وشبح يطارد الأحلام والتخيلات، كما أنه نهاية الحياة وبداية اليأس والملل.. ذلك الشعور لم ينتب «السبعيني» خلف عبيد بن حايز الظاهري، حيث وجد بعد التقاعد أنه لابد من إعادة تنظيم بعض الأمور وممارسة هواية قراءة الكتب.
ويقول عن حياته الحالية: بعد عامين من التقاعد لم يتسلل الملل إلى حياتي، بل كانت فرصة ذهبية للعودة إلى إحدى زوايا المنزل لتذوق الكثير من كتب التاريخ ومعرفة الكثير من أسرار عالم التاريخ في حياتنا، لأجد نفسي أقلب صفحات الكتب بشغف لا يتوقف عن معرفة التاريخ، ومن خلال تجربتي أرى أن التقاعد بداية الأمل، لكن التعامل مع الحياة بعد التقاعد يحتاج إلى الصبر وقوة العلاقات.
قضاء وقته مع أبنائه من أجمل الأوقات التي تسعده، حيث يزرع فيهم حب الوطن وروح التضحية والصبر والعمل بجد واجتهاد، فالحياة العملية اليوم أسهل بكثير من السابق، ولابد أن تساهم سواعد الشباب في خدمة الوطن وبذل الغالي والنفيس، موضحاً أنه يغرس في أحفاد الهوية الوطنية.