الأربعاء 16 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 35 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المذاهب والطوائف الدينية في العراق مصير مشترك

26 مايو 2005

بغداد -حمزة مصطفى:
في عشرينات القرن الماضي تأسست الدولة العراقية الحديثة· وجاء تشكيلها على النحو الذي عرفت به في أعقاب الثورة العراقية الكبرى 'ثورة العشرين' التي اندلعت عام 1920 واتخذت من تلك السنة تسميتها التي دخلت بموجبها التاريخ·
وفيما اندلعت شرارة الثورة من مدن الفرات الاوسط تحت قيادة شعلان ابوالجون فانها انتشرت في المناطق الغربية والجنوبية وحتى الشمالية من البلاد وأصبح لها قادة ورموز من مختلف القوميات والطوائف والمذاهب من عبد الواحد الحاج سكر وعلوان الياسري في الجنوب إلى الشيخ ضاري المحمود جد الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق حالياً في المناطق الغربية من البلاد إلى الشيخ محمود الحفيد في المناطق الشمالية ذات الاغلبية الكردية·
المرجعيات الدينية
وفي السياق التاريخي لتلك الثورة التي مهدت وبقوة لقيام الدولة العراقية فانه لابد من الاعتراف بالدور البارز الذي لعبته المرجعيات الدينية الشيعية آنذاك ممثلة في الشيرازي والاصفهاني واليزدي والخالصي· ومن الواضح أن السياق الذي جرت فيه أحداث الثورة وملابساتها لم يكن يأخذه أحد سواء من المرجعيات الدينية أو من القيادات الوطنية أو شيوخ العشائر بوصفه مشروعاً طائفياً أو مذهبياً أو مشروعاً عشائرياً بقدر ما كان الحرص الذي يبديه الجميع ينحصر في الكيفية التي يمكن من خلالها تخليص البلاد من الاحتلال الانجليزي·
أسس
ومع أنه لم تتبلور بعد آنذاك أحزاب على أسس أيديولوجية معروفة وذات برامج سياسية محددة فان الدافع الاكبر كان البحث عن مرجعية وطنية من خلال صيغة حكم مقبولة من قبل الشعب · وانسجاماً مع هذا التطلع جاء اختيار الامير فيصل بن الشريف حسين ملكاً على العراق · وكان هذا الاختيار في حد ذاته مؤشراً على غلبة المشروع القومي العروبي ومن ثم الوطني العام على أية مشاريع أخرى، دينية كانت أو عرقية أو مذهبية أو طائفية · وإذا كان هناك من تقييم عادل ومنصف لثورة العشرين بالرغم من كل الملابسات والظروف التي أحاطت بها فانها عملت على انصهار الجميع في بوتقة تفعيل العامل الوطني على كل ما عداه من عوامل ·
واللافت أن عمليات التقييم للثورة من زوايا خاطئة حصلت بعد عقود من قيامها حين أدرك بعض الكتاب والمؤرخين أن النتائج التي انتهت إليها الثورة كان ينبغي أن تكون على غير ما انتهت إليه · وبمعنى أكثر دقة وصراحة أن بعض الكتاب والنقاد والباحثين شعر أن مشروع الثورة جرى تحويله باتجاه ما يمكن أن يطلق عليه 'الدولة القومية' التي صادرت باسم طائفة معينة هي الطائفة السنية تحديداً كل القوميات والاعراق والطوائف والمذاهب وهو ما شكل اعتراضاً جوهرياً لدى أحد الكتاب العراقيين البارزين هو الاستاذ حسن العلوي في كتابه 'الشيعة والدولة القومية'· فالعلوي يرى بصريح العبارة أن الدولة القومية صادرت حقوق الشيعة في كل شيء بدءًا من حقهم الطبيعي في قيادة وتوجيه ثورة العشرين وانتهاء بحقهم في الحكم بوصفهم أغلبية لم يتبوأ من أبنائهم مناصب سياسية هامة مثل منصب رئيس الوزراء أو وزير دفاع أو داخلية ، مدير جهاز مخابرات أو مدير أمن عام إلا ما ندر ، أما منصب الرئاسة الاولى ، أي رئاسة الدولة بدءًا من الملك فيصل وأنجاله ، ورؤساء الجمهورية الخمسة الذين توالوا على حكم العراق بعد سقوط الملكية عام 1958 فقد ظلت حكراً على السنة فقط حتى انهيار حكم صدام حسين عام 2003 ·
حقائق وأوهام
إذا عدنا إلى صلب التاريخ ، وأقصد بذلك تاريخ العراق منذ سقوط الدولة العباسية فانه يكاد يكون عبارة عن صراع عنيف بين الامبراطوريتين الفارسية والعثمانية · وفي ظل الحقبة التي يطلق عليها المؤرخون تسمية ذات دلالة بالغة هي 'الفترة المظلمة' والتي استمرت نحو أربعة قرون فقد كان العراق يخضع حيناً لهيمنة الفرس الذين اتخذوا منذ عهد اسماعيل الصفوي من التشيع لآل البيت مذهباً لهم ، أو لهيمنة الاتراك باسم الخلافة العثمانية السنية حيناً آخر·
طابور خامس
وبصرف النظر عن كمية الحقيقة أو الوهم فيما تناوله الباحثون والمؤرخون في هذا الشأن فان مما لا شك فيه أن كلتا الامبراطوريتين كانت صاحبة مشروع طائفي في العراق · فالامبراطورية الفارسية كانت تسعى حين تحتل العراق لفترة من الزمن أن تجعل من شيعة العراق بمثابة طابور خامس لتسهيل سيطرتها على البلاد ، وكانت تحت حجج واهية تضطهد السنة اضطهاداً لا نظير له تحدثت كتب التاريخ عن قصص غاية في البشاعة الى الحد الذي كان علماء الشيعة ينتصرون لابناء جلدتهم السنة بحيث يقنعون الحاكم الايراني او الشاهشاه ان هؤلاء شيعة وليسوا سنة فيتم انقاذهم بهذه الحيلة المتفق عليها من الظلم الذي يأتيهم من المحثل الاجنبي · والقصة تتكرر حين يحتل الاتراك العراق ويهيمنون عليه ، حيث يعمد الاتراك إلى جعل أهل السنة في العراق بمثابة طابور خامس ويبدأون بعزف الوتر الطائفي المتمثل في اضطهاد الشيعة ، وتتكرر نفس الحيلة وذلك بأن يجري تسجيل بعض أبناء الشيعة على اعتبار كونهم سنة لكي يتخلصوا من الظلم الطائفي المستورد إليهم من الخارج · ولما كان الاتراك قد احتلوا العراق فترة زمنية أطول ، بالاضافة إلى أنهم طرحوا أنفسهم على أنهم الممثلون الشرعيون للخلافة الاسلامية بعد سقوط الدولة العباسية فانهم عملوا على تدريب قيادات عراقية خصوصاً في نطاق الجيش أصبحت فيما بعد مؤهلة لاستلام سلطة عندما دالت دولة بني عثمان وانتصر الحلفاء عليها في الحرب العالمية الاولى 1914 - 1918 · لذلك فانه عندما جاء الامير فيصل إلى العراق ملكاً جاء معه قادة عسكريون وسياسيون جاهزون للحكم أمثال جعفر العسكري ، ونوري السعيد ، وعبد المحسن السعدون ، وياسين الهاشمي ومولود مخلص وغيرهم وكلهم من أهل السنة · ومع أن الاستاذ حسن العلوي يرى في كتابه المثير للجدل 'الشيعة والدولة القومية' أن تشكيل أول كيان سلطوي في العراق متمثلاً في الوزارة الاولى التي شكلها السيد عبد الرحمن الكيلاني رئيس أشراف بغداد آنذاك انما هي بمثابة 'مؤامرة' دبرها بليل بيرسي كوكس المندوب السامي البريطاني في العراق يومذاك مع الكيلاني الذي كان قبلها قد رفض كل العروض التي قدمت له لتولي منصب أول رئيس وزراء للعراق بما في ذلك رفضه العروض الناعمة التي قدمتها له المس بيل السكرتيرة الشرقية في السفارة البريطانية في العراق آنذاك والتي لعبت أخطر الادوار في تاريخ العراق الحديث على ما يروى الكتاب والباحثون عنها ومما ينتهي إليه السيد العلوي في اطار تشخيصه لهذه 'المؤامرة' أن كوكس لم يقنع الكيلاني بمجرد مشروع وزارة سيكون على رأسها لبضعة شهور شيخ طاعن في السن مثل نقيب الاشراف آنذاك بل أقنعه على الارجح بمشروع دولة قومية ستظل الفكرة التي يؤمن بها الكيلاني لعقود طويلة قادمة وهو ما حصل فيما بعد حين تأسست الدولة العراقية الحديثة بهيمنة سنية واضحة لكن في اطار مشروع دولة قومية · بمعنى ان هذه الدولة القومية جعلت من مذهب معين اطاراً سياسياً ومعرفياً وأخلاقياً لبنية الدولة ومشروعها ومشروعيتها معاً · ويرى نقاد هذا المشروع وهم كثيرون ان هذه الدولة التي جاءت منذ وقت مبكر بمفكر مثل ساطع الحصري ليضع -وهو التركي الاصل الذي لم يتقن العربية إلا في سن متأخرة على ما يرى الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في مذكراته- الدستور الخاص بالتربية والتعليم في العراق بدءًا من القراءة الخلدونية وانتهاء بمحاربة الجواهري نفسه باعتباره حسب طروحات الحصري وفق رواية الجوهري ذي تبعية إيرانية ، ولم يشفع للجواهري ومنتقدي المشروع القومي هذا احتضان الملك فيصل الاول العربي السني للجواهري الذي جعله من خاصة موظفيه المقربين في بلاطه الملكي ، ليس هذا فقط فان منتقدي مشروع الدولة القومية هذا لم يلتفتوا إلى خطوة أخرى للملك فيصل الاول هي جلبه معه رستم حيدر الشيعي اللبناني أسوة بجلبه ساطع الحصري ، إلا أن المفارقة أن الملك فيصل جرى انتقاده لجلبه الحصري ولم تجر مكافأته لجلبه رستم حيدر ·
الدولة القومية في الميزان
طوال التسعة عقود الماضية وجد السنة أنفسهم يتصدرون المشهد السياسي في العراق ، منهم الرؤساء ومنهم الامراء· ولأنهم كذلك فقد تشكلت كفاءات عالية المستوى من بينهم استطاعت أن تهيمن على الدولة ومؤسساتها بدءًا من المؤسسة العسكرية التي كانت الحاضنة الاولى لبلورة فكرة الكيان والمؤسسة والادارة وفن الحكم ، وانتهاء بباقي مؤسسات الدولة وأجهزتها على النحو الذي عرفت به · وبصرف النظر عما يمكن أن يقال فانه لا بد من اقرار حقيقة أساسية وهي أن الخطأ الاكبر الذي ارتكبه الشيعة وبالذات مرجعياتهم الدينية ذات الحظوة والنفوذ الذي لا ينازع بينهم منعهم من الانخراط في صفوف الدولة والجيش والمؤسسات المرتبطة بهما دفع الشيعة ثمنه الباهظ فيما بعد حين شعروا بالتهميش والاقصاء والتغييب ·
تخلف أبناء الشيعة
ان تخلف أبناء الشيعة عن الانخراط في كيان الدولة بجيل أو أكثر جعل فرصتهم تذهب حكماً لغيرهم وبالذات إلى السنة العرب وحتى الاكراد الذين تمكن الكثير من أبنائهم من احتلال مواقع مرموقة إلا أنها بالتأكيد لا تضاهي بأي حال من الاحوال المواقع التي كان يتصدرها أبناء السنة العرب · ولأن من الصعب الاحتكام إلى معايير موضوعية خصوصاً عندما يهيمن على نحو كبير الجانب العاطفي في الرأي والتحليل فان الخطأ الذي ارتكبته مرجعيات الشيعة في بدايات القرن تم تناسيه إلى حد كبير في نهايات القرن بحيث جرى تحميل نظام الحكم خصوصاً العقود الثلاثة الاخيرة من تاريخ العراق التي هيمن فيها صدام حسين وحزب البعث على مقاليد الحكم والسلطة والنفوذ في العراق مسؤولية ما حصل وبأثر رجعي ·
مقاليد السلطة
لقد أصبحت الهيمنة السنية مثلاً لمقاليد السلطة مقصودة لذاتها ، وأن ما حصل للشيعة هو ليس نتيجة خطأ بل هو تهميش واقصاء مقصود ، ولم يقف الامر عند هذا الحد فقد أضيف الاكراد إلى قائمة التهميش والاقصاء والتغييب وقد مهد هذا كله فيما بعد إلى تشكيل مشروعين مناهضين جرى تضخيمهما من قبل أجهزة السلطة وهما المشروع الطائفي حيث أصبح الشيعة ممتثلين له · بمعنى أصبحت مطالبة الشيعة بحصة مساوية وأكبر في الحكم تعبيراً عن بعد طائفي في مواجهة مشروع الدولة القومية الساعية إلى أبعد من العراق أي توحيد الامة العربية بدءا بتحرير فلسطين · كما أصبحت مطالبة الاكراد بحقهم بالحكم الذاتي والفيدرالية بمثابة تعبير عن مؤامرة لتقسيم العراق · إن هذه المصادرة التي بدت مقصودة خصوصاً خلال العقدين الاخيرين فضلاً عن عدم وجود أي نية لتوسيع صيغة المشاركة في الحكم أو منح الاكراد حقوقهم القومية في اطار عراق موحد جعلت الدولة العراقية وكأنها المسؤولة تاريخياً حتى عن الاخطاء التي ارتكبها سواها ·· أي مرجعيات الشيعة التي همشت دون أن يدرك عواقب ذلك أبناء هذه الطائفة من الشيعة العرب وكذلك بعض المتطرفين من القيادات الكردية التي سعت إلى الانفصال دون الادراك لطبيعة الموازنات الاقليمية والدولية ·
عقدة الماضي ·· شبح المستقبل
ازاء هذا كله مما تطرقنا له من حقائق ومعلومات ومفاهيم فانه لا بد من طرح سؤال هام: أين يقف السنة اليوم مما يجري ؟ ربما لا يحمل هذا السؤال جديداً على صعيد ما هو متداول ومعروف اليوم على صعيد العملية السياسية الجارية في العراق حالياً · إلا أن ما نريد قوله بالتحديد ان السنة العرب وجدوا أنفسهم بعد سقوط النظام في مواجهة وضع في غاية الصعوبة والتعقيد ، وهنالك قضايا بدأ من الصعب فك الاشتباك بينها مثل قضية السلطة ، الطائفية ، الاستحقاق التاريخي، آفاق المستقبل ، وبشكل ما وجد السنة أنفسهم أمام استحقاقات للمكونات الاخرى للشعب العراقي شكلت في قسم منها اتهاماً لهم سواء كان هذا الاتهام مقصوداً أم عفوياً · فعندما سقط النظام أعلن الشيعة أنهم باتوا الآن قادرين على ممارسة كامل حقوقهم بدءًا من حق البكاء على الحسين بن علي في يوم عاشوراء، مروراً بالحقوق الاخرى، وصولاً إلى الحق بالحكم الذي حرموا منه لعقود على أساس كونهم أغلبية · ان النظر إلى الحقوق بوصفها حقوقاً متساوية من حيث الاهمية من حق البكاء إلى حق السلطة جعل الموازنة السنية تختل تماماً ، حيث لم يشعر السنة يوماً ما وطوال عقود أنهم مسؤولون عن حرمان الشيعة من هذا الحق العاطفي · غير أن محاوريهم يقولون لهم ان السلطة التي كانت تحكم طوال هذه العقود هي سلطة سنية مدعومة من رجال دين متنفذين ربما لم يقدموا لها ما يكفي من النصح والارشاد بحيث تأخذ بنظر الاعتبار ما للآخرين من حقوق واستحقاقات والامر نفسه ينطبق على الاكراد أيضاً الذين حرموا من التمتع بحقوقهم القومية كما يشاؤون هم لا كما تشاء السلطة التي كانت تخترع اكراداً لتولي مسؤوليات رسمية في الدولة بوصفهم ممثلين للاكراد كما كانت تخترع أحزاباً كردية على مقاسها ولعل المقولة الشهيرة التي يقولها العراقيون عن الحزب الديمقراطي الكردستاني لصاحبه حزب البعث العربي الاشتراكي أبلغ دليل على ادراك الناس الحقائق الموضوعية التي كانت مغيبة تماماً من وجهة نظر الحاكم · ازاء هذه الامور يبدو وضع السنة في العراق حالياً بالغ الصعوبة فبالاضافة إلى ما أشرنا إليه فان المقاومة المسلحة ارتبطت بهم ، غير أنه بدا من الصعوبة بمكان فك الاشتباك بين المقاومة والعمليات الارهابية ولا يخفى أن هذا الوضع ترك آثاره السلبية على العملية السياسية الجارية في العراق حالياً والتي يحتكرها من الناحية العملية الشيعة والاكراد · وبالرغم من أن السنة العرب سعوا خلال العامين الماضيين إلى النأي بأنفسهم عما بات متداولاً من مشاريع سياسية ذات طابع مذهبي أو عرقي فان الحقائق المرتبطة بالمشروع الاميركي المستقبلي جعلتهم أمام خيارين لا ثالث لهما ، اما أن يختاروا التهميش والاقصاء طواعية وعن طيب خاطر ويلجأوا إلى مشروع المقاومة ذي النموذج التروتسكي والجيفاري الذي انتهى منذ عقود من الزمن ، أو يندمجوا في الحياة السياسية في البلاد على أساس مبدأ المشاركة حسب الاستحقاق السكاني والانتخابي وما إلى ذلك من استحقاقات مرتبطة به · وفي ظل ما يجري فان السنة الذين تحول عصرهم الذهبي إلى ماض يلاحقهم كعقدة يصعب الخلاص منها تحول المستقبل بالنسبة لهم إلى شبح يسعون للامساك بتلابيبه وتحويل مساره لصالحهم ثانية ولو بعد حين · من هنا جاء تفكيرهم الآن لتشكيل تكتل سني يدخلون بموجبه الانتخابات القادمة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض