حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)
يبحث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، مع المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، خلال الأيام المقبلة، سبل ضمان انتقال سلس بعد استقالة سلامة أمس الأول من منصبه. وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام، إن جوتيريش ظل دائماً على ثقة تامة في عمل سلامة والجهود الكبيرة التي بذلها لإحلال السلام في ليبيا. وتولى غسان سلامة المهمة كممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة له في ليبيا ورئيساً لبعثة المنظمة الدولية خلفاً لمارتن كوبلر في يونيو 2017.
وفي سياق متصل، بحث مجلس النواب الليبي أمس المسار السياسي للحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة، بالإضافة إلى تدخلات البعثة الأممية والتجاوزات الأخيرة للمبعوث الأممي لدى ليبيا تجاه مجلس النواب، بحسب المتحدث الرسمي باسم المجلس عبدالله بليحق. وقال المتحدث إن المجلس سيرسل ببرقية احتجاج وشجب للأمين العام للأمم المتحدة بشأن التصريحات الصحفية الأخيرة لغسان سلامة بشأن الوضع في ليبيا.
وانتقد عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي الدكتور طارق الجروشي المبعوث الأممي الخاص المستقيل واعتبره فشل في مهمته، لافتاً إلى أن الاستقالة التي تقدم بها سلامة، معللاً بأنها لأسباب صحية غير مقنعة. وأشار الجروشي إلى أن تقييمه لمواقف غسان سلامة منذ بداية تكليفه كانت حيادية ويرى فيه أنه عادل ومتشرب ومتفهم للقضية الليبية، وكانت بوصلته تشير إلى إحقاق الحق، لكن في الآونة الأخيرة انحرفت بوصلته بفعل تلك الضغوط الدولية، وبأنها هي السبب في انحراف بوصلة سلامة.
وعسكرياً، أسقطت منصات الدفاع الجوي التابع للجيش الوطني الليبي طائرة تركية مسيّرة بمحور الخلة في طرابلس، وذلك بعد إقلاعها من مطار معيتيقة الدولي. وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي إن المنصات الدفاعية نجحت في إسقاط الطائرة في محور الخلة، بعد أن حاولت استهداف تمركزات الوحدات العسكرية، موضحة أن أصوات الانفجارات التي سمعت الليلة قبل الماضية في محيط قاعدة معيتيقة العسكرية، ناتجة عن ضرب أهداف تركية في القاعدة.
بدوره، أعلن المتحدث الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة الليبية اللواء أحمد المسماري أن وحدات الاستطلاع الإلكتروني تمكنت من رصد مكالمات للعصابات الإرهابية السورية التي جندها الرئيس التركي رجب طيب أروغان للتصدي لقوات الجيش الليبي، وأضاف المسماري في تصريح صحفي بأن المكالمات أكدت سقوط 35 مرتزقاً سورياً من «لواء سلطان مراد» في محور صلاح الدين بالعاصمة طرابلس، مشيراً إلى أن وحدات القوات المسلحة الليبية لا تزال ملتزمة الهدنة رغم عمليات الإرهابيين العدائية المستمرة على المستويات كافة.
وأرفق المسماري، التدوينة، بتسجيل صوتي لمرتزق سوري يؤكد مقتل عناصر سورية إرهابية في صلاح الدين جنوبي طرابلس، مؤكداً أن القوات المسلحة الليبية جاهزة دائماً لتنفيذ أي مهام قتالية في سبيل ردع وصد أي خرق للعصابات الإرهابية. وعلى جانب آخر، اتهم المسماري ميليشيات الردع في العاصمة طرابلس بغلق الطريق السريع واستهداف المواطنين بالرماية العشوائية واعتقال وخطف لكل من يشتبه في دعمه للقوات المسلحة الليبية أو رفضه لحكومة العصابات الإجرامية والإرهابية و«الغزاة» الأتراك.